أن تقيم هذه الدولة أو تلك علاقات دبلوماسية مع إسرائيل يعني بالضرورة أن يتم التواصل بين الطرفين في كل الأحوال، ويتم التباحث والاتفاق على كثير من الأمور، ذلك أن العلاقات الدبلوماسية بين الدول ليست للزينة أو شكلية وإلا فقدت قيمتها. العلاقات الدبلوماسية بين الدول باب تسعى من خلاله كل دولة لتحقيق مصالحها.

ولأنه صارت في إسرائيل حكومة غير التي وقعت الاتفاق فإن من الطبيعي أن يتم تواصل كل الدول التي تقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل مع هذه الحكومة بغية التعرف على سياساتها، وخصوصاً فيما يخص الجهود الرامية إلى إحلال السلام. ذلك أن تغير السياسات يتبعه بالضرورة تغير في المواقف وربما التراجع عن اتفاقات تم توقيعها مع الحكومة السابقة.

من هذا المنطلق جاء تصريح وزير الخارجية الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني الذي أكد أن «مملكة البحرين تتواصل مع الحكومة الجديدة في دولة إسرائيل انطلاقاً من نهج المملكة القائم على التفاهم والحوار والتعاون بين الشعوب، وذلك للتعرف على السياسة الإسرائيلية تجاه الجهود الرامية إلى إحلال السلام في المنطقة من خلال تسوية القضية الفلسطينية وفق حل الدولتين وقرارات الشرعية الدولية»، وأكد أن حرص وزارة الخارجية على التواصل مع نظيرتها الإسرائيلية يأتي «في إطار إعلان تأييد السلام الموقع بين البلدين، للدفع بمسار عملية السلام في المنطقة لتحقيق الأمن والاستقرار والنماء لصالح جميع شعوبها». وهذا تأكيد على أن الغاية من إقدام البحرين على توقيع اتفاقية السلام مع إسرائيل هي المساهمة بفاعلية في حل المشكلة الفلسطينية التي طالت وثبت للجميع أن حلها لا يمكن أن يكون إلا عبر العمل الدبلوماسي.

البحرين مستمرة في دعوة العالم إلى «مساندة حق الشعب الفلسطيني الشرعي في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، وفق مبادرة السلام العربية وقرارات الشرعية الدولية»، ولهذا فإنها عمدت إلى معرفة ما يدور في رأس الحكومة الإسرائيلية الجديدة.