أكد خالد علي الأمين رئيس لجنة الثروة الغذائية في غرفة البحرين أن القطاع الخاص شريك أساسي في تنفيذ توجيهات حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه، ذات الصلة بتحقيقِ الاكتفاءِ الذاتي في مجال الأمنِ الغذائي، منوها الأمين بالمبادرات التي اتخذتها الحكومة الموقرة برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة رئيس الوزراء ولي العهد حفظه الله في هذا الإطار، بما فيها العمل على إنشاء شركة حكومية تحتضن جميع مشاريع الأمن الغذائي، وشركة قابضة لاستثمار وتطوير المركز الوطني للاستزراع البحري في رأس حيان، وتخصيص 26 موقعاً لمشاريع الزراعة بدون تربة والاستزراع السمكي بهدف رفع الإنتاج المحلي في كلا القطاعين، وغيرها من المبادرات.

وفي تصريح له عشية منتدى مركز "دارسات" حول "استراتيجيات تحقيق الأمن الغذائي"، أعرب الأمين عن استعداد جميع المشتغلين في قطاع صناعة وتجارة الغذاء في البحرين للمساهمة الفاعلة في تحقيق الهدف الطموح للحكومة الموقرة الذي أعلن عنه معالي الشيخ خالد بن عبد الله آل خليفة نائب رئيس مجلس الوزراء خلال المنتدى، بشأن نقل البحرين من المرتبة 49 كما في العام 2020 على مؤشر الأمن الغذائي العالمي، إلى المرتبة 25 بحلول العام 2030.

وأعرب في هذا السياق عن حرص القطاع الخاص البحريني على استلهام جميع توجهيات وتوجهات الحكومة الموقرة وتضمينها في عمله اليومي، بما يحقق استدامة الأمن الغذائي في البحرين ويدعم المبادرات النوعية في مجال قطاع الزراعة وصيد الأسماك وغيرها من القطاعات الحيوية، ويرفع مساهمتها في الناتج المحلي الإجمالي غير النفطي للمملكة، لافتا في هذا الإطار إلى أن توجيهات جلالة الملك بشأن تعزيز الأمن الغذائي خلال جائحة كورونا كانت بمثابة مسؤولية وطنية حملها المشتغلين في قطاع تجارة الغذاء على عاتقهم ونفذوها على أكمل وجه، حيث بات مخزون الغذاء في البحرين يكفي لفترة لا تقل عن ستة أشهر.

كما نوه الأمين بما كشف عنه معالي الشيخ خالد بن عبد الله خلال المنتدى بشأن صدور الموافقة الكريمة لصاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله على مقترح إنشاء لجنة وطنية للأمن الغذائي تهدف إلى متابعة تنفيذ الاستراتيجية بعد إقرارها، واقتراح السياسات المطلوبة لتعزيز التدابير المرتبطة بالإنتاج المحلي، معربا عن ثقته بقدرة هذه اللجنة النوعية على تنفيذ الرؤية الوطنية ذات الصلة بالأمن الغذائي.

وأشار إلى أن الحضور رفيع المستوى الذي حظي به منتدى "استراتيجيات تحقيق الأمن الغذائي"، خصوصا من قبل السيدة فوزية بنت عبدالله زينل، رئيسة مجلس النواب؛ و السيد علي بن صالح الصالح، رئيس مجلس الشورى؛ والشيخ خالد بن عبدالله آل خليفة، نائب رئيس مجلس الوزراء؛ إضافة إلى عدد من الوزراء والمسؤولين في الصف الأول، يؤكد جدية مملكة البحرين في تحقيق الأمن الغذائي، ويبشر بمرحلة جديدة من التعاون بين مختلف المعنيين ترتقي إلى مستوى المهمة الوطنية الكبيرة الملقاة على عاتق الجميع بشأن ضمان استدامة الأمن الغذائي في البحرين.

ولفت الأمين إلى ضرورة البناء على مخرجات هذا المنتدى في تحويل البحرين إلى ورشة عمل نشطة تتكامل فيها جميع أركان تحقيق الأمن الغذائي، بما فيها الانتاج الزراعي والحيواني، والاستزراع السمكي، ومخزونات الغذاء، وسلاسل التوريد، إضافة إلى تطوير القُدرات الوطنية في مجالِ الصناعاتِ الغذائيةِ ورفعِ نسبةِ الإنتاج الوطني، والحفاظِ على خبرةِ أصحاب المهن، وتوظيفِ الوسائلِ التكنولوجيةِ والتقنيةِ الحديثة، وابتكارِ الحلولِ لزيادةِ الفُرصِ والتغلبِ على التحديات، وتأمين مصادر الغذاءِ من خلالِ الاستعانةِ بأفضلِ السُبل والآليات، والاستفادة من تجارب وخبرات الدولِ الشقيقةِ والصديقة، بما يؤدي لتحقيقِ النتائج والأهداف الوطنيةِ المرجوة.

وأكد ختام تصريحه أن مستوى الأمن الغذائي في البحرين مطمأن، والأسواق البحرينية مرتبطة بسلسلة إمداد إقلميي وعالمي موثوقة ونشطة، مشيرا إلى وجود وفرة كبيرة في مختلف الأصناف الغذائية لا تتأثر بالمواسم والأحداث مثل شهر رمضان الكريم وجائحة كورونا، وهو ما يثبت جاهزية البحرين في توفير الغذاء للسكان بشكل مستدام وفي كل الأوقات والظروف، بوصف الأمن الغذائي جزءاً لا يتجزأ من مفهوم الأمن الشامل.