اليوم وبعد كل الذي انكشف من أحوال الحكم في قطر، وبعد كل الذي صار يراه الجميع بوضوح ويستنكره بدأت أصوات المواطنين القطريين الرافضين لتلك الأحوال ترتفع وتنتشر في الخارج.

قبل أيام قال أحدهم عبر فيديو سجله وهو يتجول في شوارع الدوحة ما معناه «إن على الحكومة أن تلتفت إلينا وتحسن من مستوانا المعيشي بدل تبديد ثروتنا في أمور ودول لا مصلحة لنا فيها ولا يهمنا أمرها». بعده قال آخرون كلاماً مشابهاً لهذا، وهذا وذاك لا يختلف عما قاله من تجرأ قبلهما وعبر عن رفضه لممارسات الحكم وتصرفاته التي لا يمكن أن تعود بالنفع على المواطن القطري.

القطريون لم يعودوا يبالون بما قد يجلب لهم تعبيرهم عن رفضهم لتلك الممارسات من مشكلات مع مراقبيهم، وهم لا يقصدون بالمستوى المعيشي المأكل والمشرب وإنما مستقبل عيالهم الذي سيتأثر دونما شك كلما أوغلت بلادهم في ممارساتها تلك وكلما تجرأت على اللحمة الخليجية وتلكأت في تنفيذ القرارات التي وقعت عليها في قمة العلا.

هذه الحال رصدها عقلاء مجلس التعاون، ولأنهم يدركون خطورتها وتأثيرها السالب على شعوب دول المجلس كافة لذا صار لزاماً قيامهم بجهد جماعي بغية إعادة الأمور في قطر إلى نصابها. يدخل في هذا قول وزير الخارجية الدكتور عبد اللطيف بن راشد الزياني قبل يومين إن «مملكة البحرين تأمل أن تراعي دولة قطر في سياستها الخارجية وحدة شعوب الخليج العربي الممتدة عبر السنين، وما يربطها من وشائج القربى والتاريخ المشترك والمصالح المتبادلة، وأن تأخذ في الاعتبار أن الشعبين في البلدين الشقيقين هما شعب واحد تجمعهما أواصر الأخوة والمصير الواحد»، فمجلس التعاون حريص على «تعزيز مسيرة التعاون الخليجي المشترك والحفاظ على تماسكه»، والخليجيون يعرفون جيداً أن ممارسات قطر تخرب كل هذا.

ملخص رسالة القطريين إلى قيادتهم هي «رجاء لا تستهدفوا اللحمة الوطنية لشعوب التعاون ولا تسيئوا إلى نسيجها الاجتماعي».