الحرة
ناقش وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكين، الأحد، مع رئيس الوزراء السوداني، عبد الله حمدوك، التقدم الذي تم إحرازه بشأن تحقيق السلام، وتنفيذ الإصلاح السياسي والأمني والاقتصادي في البلاد.
وقال بيان لوزارة الخارجية الأميركية، إن بلينكن وحمدوك ناقشا الاستقرار الإقليمي وتنفيذ اتفاقيات السلام والتزام السودان بتطبيع العلاقات مع إسرائيل.
وجدد بلينكن بالمناسبة، التأكيد على دعم الولايات المتحدة لرئيس الوزراء السوداني، والحكومة الانتقالية التي يقودها المدنيون.
كما ناقش الطرفان مبادرة رئيس الوزراء الجديدة، لتعزيز الوحدة الوطنية وتنفيذ الخطوات لإنشاء مجلس تشريعي وإصلاح القوات المسلحة السودانية ودمج القوى الأخرى فيه.
وتهدف مبادرة رئيس الوزراء السوداني للدفع نحو إصلاح المؤسسة العسكرية وضمان دمج مقاتلي الحركات المسلحة فيها، بما في ذلك قوات الدعم السريع شبه العسكرية وذات النفوذ الواسع في البلاد
ويدار السودان وفق اتفاق لتقاسم سلطة تم توقيعه بين العسكريين والمدنيين في أغسطس 2019.
ومنذ توليها السلطة في 2019 تسعى حكومة حمدوك لمعالجة أزمة البلاد الاقتصادية وإنهاء عزلتها الدولية وتوقيع اتفاق سلام مع الحركات المسلحة.
ووقعت الحكومة العام الماضي اتفاق سلام مع مجموعة من الحركات المسلحة كانت تقاتل الحكومة في إقليم دارفور غرب البلاد، وولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق جنوب البلاد.
لكن الحركة الشعبية لتحرير السودان، جناح عبد العزيز الحلو، وهي الحركة المسلحة الرئيسية في البلاد، رفضت توقيع اتفاق سلام مع الحكومة، وعلقت المفاوضات معها الأسبوع الماضي في جوبا عاصمة جنوب السودان.
وأشارت الصحافة المحلية إلى أن دمج قوات الدعم السريع في الجيش كان نقطة الخلاف الأساسية التي أدت إلى تعليق التفاوض بين الحركة والحكومة.
والثلاثاء الماضي، حذر عبد الله حمدوك، من "تشظ" داخل مؤسسات البلاد العسكرية، واصفا ذلك بأنه "أمر مقلق جدا"، داعيا إلى تضييق مساحة الخلافات السياسية بين المدنيين والعسكريين.
وقال حمدوك في بيان "إن جميع التحديات التي نواجهها، في رأيي، هي مظهر من مظاهر أزمة أعمق هي في الأساس وبامتياز أزمة سياسية".
وأضاف "التشظي العسكري وداخل المؤسسة العسكرية امر مقلق جدا".
وأتى بيان حمدوك، في ظل غضب شعبي جراء الاصلاحات الاقتصادية التي طبقتها الحكومة ومن بينها رفع الدعم عن المحروقات.
وشهدت الخرطوم خلال الأيام الماضية حوادث عنف ونهب لممتلكات في ظل احتجاجات وإغلاق للشوارع وحرق لاطارات السيارات، ما دعا حمدوك إلى التحذير من انزلاق البلاد نحو عدم الاستقرار.