قال وزير العدل الأمريكي السابق، وليام بار، إن وزارة العدل كانت تدرك أن ادعاءات الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب حول تزوير الانتخابات "محض هراء"، في وقت دعا عضو مجلس الشيوخ، الجمهوري ميت رومني، إلى "تخطي التشكيك" في نتائج انتخابات عام 2020.

وتأتي هذه التعليقات التي تتزامن مع تكرار الرئيس السابق دونالد ترمب المزاعم التي لا تستند إلى أي دليل، والتي تفيد بتزوير الانتخابات، وذلك في خطاب أمام حشد من أنصاره في أوهايو مساء السبت، لتكشف جوانب الصراع داخل الإدارة السابقة في أيامها الأخيرة.

"الخيانة"

ووفقاً لمجلة "ذا أتلانتك" الأميركية، التي نشرت مقتطفات من الكتاب الجديد للصحافي جوناثان كارل مراسل شبكة "إيه بي سي نيوز" في واشنطن، والذي سيصدر في نوفمبر المقبل بعنوان "الخيانة"، فإن الكتاب يلمح إلى كيف تحول بار من الشخص المقرب من ترمب إلى "خائن".

وقدمت المجلة تفاصيل مهمة حول علاقة بار بترمب في الأيام الأخيرة للإدارة السابقة، وآراء النائب العام السابق بشأن ادعاءات الرئيس السابق المتكررة حول الانتخابات، التي أوصلت خصمه الديمقراطي جو بايدن إلى البيت الأبيض.

وقال بار لكارل: "كان موقفي: لقد حان الوقت لاتخاذ إجراء أو الصمت"، مُشيراً إلى أن السبب وراء قراره منح المدعين العامين موافقته على التحقيق في ادعاءات التزوير وفتح تحقيق غير رسمي في هذه الادعاءات، هو معرفته المسبقة بأنه ليس هناك أي تزوير، إضافة إلى إخلاء مسؤوليته أمام ترمب في حال طلب منه إجراء تحقيق".

وأضاف بار: "إذا كان هناك دليل على التزوير، فلم تكن لدي أي دوافع لإخفائه. لكن شكي منذ البداية تمثل في عدم وجود أي شيء. الأمر برمته كان هراء".

كما أكد بار أن الادعاءات بتزوير آلات التصويت في جميع أنحاء البلاد لتحويل الأصوات إلى الرئيس جو بايدن كانت غير صحيحة، موضحاً "أنها آلة عد وتحتفظ بكل شيء يتم حصره. لم يتم الإبلاغ عن أي تناقض في أي مكان. وأنا لست على علم بوجود أي تضارب حتى الآن".

دور ميتش ماكونيل

كما كشف بار أن السيناتور الجمهوري ميتش ماكونيل، زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ آنذاك، حث النائب العام مراراً على رفض مزاعم ترمب بشأن تزوير الانتخابات علناً.

وقال ماكونيل لبار إن هذه الادعاءات تضر بالبلاد، وبالحزب الجمهوري وجهوده في جولتي الإعادة على مقعدي ولاية جورجيا المهمين بالنسبة للجمهوريين.

وأضاف: "انظر، نحن نحتاج للرئيس في جورجيا. ولذلك لا نستطيع مهاجمته الآن. لكنك في وضع أفضل لإضافة بعض الحقائق في هذا الموقف. أنت الشخص الوحيد القادر على القيام بذلك". ورد بار: "أتفهم ذلك. وسأقوم بذلك في الوقت المناسب".

"أنت تكره ترامب"

في ديسمبر الماضي، قال بار في تصريحات لوكالة "أسوشيتد برس" الأميركية: "حتى الآن لم نر تزويراً على المستوى الذي قد يغير نتائج الانتخابات".

وقال بار إن هذه التصريحات، التي مثلت الموقف الأبرز من داخل الإدارة للرد على مزاعم الرئيس السابق، أثارت غضب ترمب. وأضاف أن ترمب سأله: "كيف أمكنك أن تفعل ذلك بي؟ لماذا قلت ذلك؟". ليجيب: "لأنه حقيقي"، ليرد الرئيس السابق: "أنت تكره ترمب".

"انتخابات نزيهة"

من جهته، دعا السناتور الجمهوري، ميت رومني، إلى "تخطي التشكيك" في نتائج الانتخابات، وقال إن "الانتخابات انتهت وكانت نزيهة".

وقال رومني، الأحد، في مقابلة مع برنامج "حالة الاتحاد" المُذاع على شبكة "سي إن إن" الأميركية، إنه من المهم "توضيح أن الكذبة الكبرى هي ذلك بالضبط".

وأضاف رومني أن هناك إدراكاً متزايداً في البلاد أن هذه الرسائل تشبه (مباريات) الاتحاد العالمي للمصارعة، الذي يُعرف الآن باسم "المصارعة العالمية الترفيهية"، "إنها مسلية، لكنها ليست حقيقية".

وتابع: "أعتقد أن الشعب يدرك إنها (المصارعة) حافلة بالكثير من العروض والحديث بصوت عالٍ مع الموسيقى، لكنها ليست ذات مغزى"، مضيفاً: "الانتخابات انتهت. كانت نزيهة".

"سياسة جيدة"

من جهة أخرى، قال السناتور بيل كاسيدي، وهو جمهوري من لوس أنجلوس، إن خطاب ترامب الحاشد لا يعنيه.

وقال كاسيدي في برنامج "قابل الصحافة" الذي يبث على شبكة "إن بي سي نيوز" الأميركية: "إذا ركز الجمهوريون على فعل الأمر الصائب... فإن السياسة المستقبلية ستهتم بنفسها. السياسة الجيدة هي سياسة جيدة. دعونا نتمسك بالسياسة الجيدة وهذه سياسة جيدة".

عودة ترامب

وفي خطاب استمر قرابة 90 دقيقة، كرر ترمب ادعاءه أن انتخابات 2020 "سُرقت" منه، وقال: "لقد تم تزوير الانتخابات الرئاسية عام 2020، لقد فزنا في تلك الانتخابات بغالبية ساحقة"، لتتعالى هتافات الحشد "ترمب فاز".

وتأتي ادعاءات ترمب على الرغم من تأكيد مسؤولي الانتخابات والنائب العام والعديد من القضاة، بما في ذلك الذين عيّنهم ترمب، أن لا دليل على التزوير.

ولا يزال ترامب يتمتع بشعبية كبيرة من قاعدة الحزب الجمهوري، ما دفع بالمرشحين إلى التوافد على منازله في فلوريدا ونيوجيرسي، سعياً للحصول على دعمه.

وكان الحدث في أوهايو شبيهاً بالتجمعات التي نظمها ترمب خلال حملاته الانتخابية، سواء من حيث الموسيقى أو تصميم المسرح أو العديد من المتطوعين المألوفين.