وكالات
اكتُشف في كندا، الأسبوع الماضي، 751 قبراً بلا شواهد، في مُحيط إحدى المدارس الداخلية التي خُصصت للأطفال من أبناء السكان الأصليين في منطقة ساسكاتشوان الكندية، وذلك بعد مُضي أقل من شهر واحد على اكتشاف 215 قبراً بلا شاهد كذلك في مُحيط مدرسة أخرى بمنطقة كولومبيا البريطانية.
وتُشير بعض التقديرات إلى أن آلاف الأطفال قضوا داخل تلك المؤسسات التعليمية التي استهدفت استيعاب الأطفال من السكان الأصليين، إلا أنهم عانوا بين جدرانها من الظروف الصحية المتدنية، فضلاً عن سوء التغذية والمعاملة القاسية.
وخلال النصف الثاني من القرن الـ 19، افتُتحت لأول مرة المدارس الداخلية لأبناء السكان الأصليين، وظلت تعمل لفترة زمنية تزيد على قرن من الزمن، كما أن التقديرات تُشير أن نظامها الدراسي، استقبل ما يصل إلى 150 ألف تلميذاً خلال فترة عملها، كما تُقدر أعدادها بنحو 130 مدرسة، تُدار بواسطة ممثلي السلطات الدينية، بحسب ما ذكرت هيئة الإذاعة البريطانية.
ولم يكن الحضور للمدرسة اختيارياً لأي من الأطفال وذويهم، بل أُجبر الصغار على ترك مُحيط أسرهم، والارتحال إلى المدارس، فلا يُسمح لهم في محيطها بالتحدث بلغتهم الأصلية، أو ممارسة أي من طقوسهم الثقافية، وإضافة إلى ذلك تعرض الأطفال للقسوة وسوء المعاملة، كالاعتداءات البدنية والجنسية، ما دفع بعض الصغار لمحاولات الهرب.
أما من استقر في المنشأة التعليمية، فقد عانى من تدني الخدمات الصحية، مع ضعف التدفئة وسوء نظافة المكان.
ضحايا بالآلاف
سقط آلاف الضحايا وفقاً لتقرير نشرته صحيفة "نيويورك تايمز"، فيما أنشأت الحكومة الكندية في السابق، لجنة للتحقيق والمُصالحة استمعت لآلاف من الشهود الذين انضموا لنظام تلك المدارس، وأقرت في تقريرها الصادر عام 2015 أن ذاك النظام المدرسي يعد بمثابة "إبادة ثقافية".
كما أقرت اللجنة أن العديد من الأطفال توفوا أثناء إقامتهم داخل تلك المدارس، بسبب تعرضهم للحوادث والحرائق، وكذلك بسبب المرض أو أثناء محاولات الهرب.
ولم يعلم بعض ذوي الأطفال في بعض الأحيان بتفاصيل وفاة الأطفال أو وقوعها من الأساس، إذ كانت المدارس تُخبرهم أن أبناءهم هربوا من المدرسة واختفوا، أما عند الإفصاح عن الوفاة فإن المدارس رفضت لفترة طويلة رد جثامين الأطفال للآباء، إلا في حال كانت مصروفات إرسالها للأبوين، أقل من مصروفات دفنها.
وقدرت اللجنة أن 4100 تلميذ على الأقل، توفوا أو فقدوا أثناء إقامتهم بتلك المدارس الحكومية، لكن مدير اللجنة والقاضي السابق والسياسي الكندي، موراي سنكلير، صرح مؤخراً بأنه بات يعتقد أن العدد يفوق 10 آلاف تلميذ.
جهود أهلية
وساهمت جهود أهلية وفقاً لموقع صحيفة "ذي غارديان" البريطانية، في اكتشاف المجموعة الأولى من القبور بواسطة مجموعة من أبناء أمة تكيملوبس تي سيكويبيم، من السكان الأصليين، وذلك بعد أن فحصوا الأرض بواسطة رادار، كما عثرت المجموعة على رفات أطفال بعضهم بعمر الثالثة فقط، لكن أسباب الوفاة وتوقيتها، غير معروفين.
أما عن المجموعة الثانية والتي يتجاوز عددها 700 قبر بلا شاهد، فاكتُشفت من قبل مجموعة من أبناء أمة كاويسيس، في مُحيط مدرسة افتُتحت في عام 1899، واُديرت أغلب تاريخها بواسطة الكنيسة الرومانية الكاثوليكية نيابة عن الحكومة الكندية.
وكان المواطنون قد نظموا تجمعات حول المدارس المذكورة، بعد اكتشاف المقابر وتركوا الألعاب والصور والأحذية والمتعلقات لدى مستقر الأطفال.
تفاعل رسمي
وعلق رئيس الوزراء الكندي على الاكتشافات في بيان، معبراً عن حزنه، واصفاً إياها بالتذكير المخجل لـ"العنصرية المنهجية والتمييز والظلم ضد الشعوب الأصلية".
وفيما كانت اللجنة سالفة الذكر طالبت باعتذار البابا عن دور الكنيسة في النظام المدرسي ذلك، لم يعتذر البابا وفقاً لصحيفة نيويورك تايمز؛ إلا أنه علق قائلا:" ذلك الاكتشاف المُحزن يزيد وعينا بآلام الماضي ومعاناته".
اكتُشف في كندا، الأسبوع الماضي، 751 قبراً بلا شواهد، في مُحيط إحدى المدارس الداخلية التي خُصصت للأطفال من أبناء السكان الأصليين في منطقة ساسكاتشوان الكندية، وذلك بعد مُضي أقل من شهر واحد على اكتشاف 215 قبراً بلا شاهد كذلك في مُحيط مدرسة أخرى بمنطقة كولومبيا البريطانية.
وتُشير بعض التقديرات إلى أن آلاف الأطفال قضوا داخل تلك المؤسسات التعليمية التي استهدفت استيعاب الأطفال من السكان الأصليين، إلا أنهم عانوا بين جدرانها من الظروف الصحية المتدنية، فضلاً عن سوء التغذية والمعاملة القاسية.
وخلال النصف الثاني من القرن الـ 19، افتُتحت لأول مرة المدارس الداخلية لأبناء السكان الأصليين، وظلت تعمل لفترة زمنية تزيد على قرن من الزمن، كما أن التقديرات تُشير أن نظامها الدراسي، استقبل ما يصل إلى 150 ألف تلميذاً خلال فترة عملها، كما تُقدر أعدادها بنحو 130 مدرسة، تُدار بواسطة ممثلي السلطات الدينية، بحسب ما ذكرت هيئة الإذاعة البريطانية.
ولم يكن الحضور للمدرسة اختيارياً لأي من الأطفال وذويهم، بل أُجبر الصغار على ترك مُحيط أسرهم، والارتحال إلى المدارس، فلا يُسمح لهم في محيطها بالتحدث بلغتهم الأصلية، أو ممارسة أي من طقوسهم الثقافية، وإضافة إلى ذلك تعرض الأطفال للقسوة وسوء المعاملة، كالاعتداءات البدنية والجنسية، ما دفع بعض الصغار لمحاولات الهرب.
أما من استقر في المنشأة التعليمية، فقد عانى من تدني الخدمات الصحية، مع ضعف التدفئة وسوء نظافة المكان.
ضحايا بالآلاف
سقط آلاف الضحايا وفقاً لتقرير نشرته صحيفة "نيويورك تايمز"، فيما أنشأت الحكومة الكندية في السابق، لجنة للتحقيق والمُصالحة استمعت لآلاف من الشهود الذين انضموا لنظام تلك المدارس، وأقرت في تقريرها الصادر عام 2015 أن ذاك النظام المدرسي يعد بمثابة "إبادة ثقافية".
كما أقرت اللجنة أن العديد من الأطفال توفوا أثناء إقامتهم داخل تلك المدارس، بسبب تعرضهم للحوادث والحرائق، وكذلك بسبب المرض أو أثناء محاولات الهرب.
ولم يعلم بعض ذوي الأطفال في بعض الأحيان بتفاصيل وفاة الأطفال أو وقوعها من الأساس، إذ كانت المدارس تُخبرهم أن أبناءهم هربوا من المدرسة واختفوا، أما عند الإفصاح عن الوفاة فإن المدارس رفضت لفترة طويلة رد جثامين الأطفال للآباء، إلا في حال كانت مصروفات إرسالها للأبوين، أقل من مصروفات دفنها.
وقدرت اللجنة أن 4100 تلميذ على الأقل، توفوا أو فقدوا أثناء إقامتهم بتلك المدارس الحكومية، لكن مدير اللجنة والقاضي السابق والسياسي الكندي، موراي سنكلير، صرح مؤخراً بأنه بات يعتقد أن العدد يفوق 10 آلاف تلميذ.
جهود أهلية
وساهمت جهود أهلية وفقاً لموقع صحيفة "ذي غارديان" البريطانية، في اكتشاف المجموعة الأولى من القبور بواسطة مجموعة من أبناء أمة تكيملوبس تي سيكويبيم، من السكان الأصليين، وذلك بعد أن فحصوا الأرض بواسطة رادار، كما عثرت المجموعة على رفات أطفال بعضهم بعمر الثالثة فقط، لكن أسباب الوفاة وتوقيتها، غير معروفين.
أما عن المجموعة الثانية والتي يتجاوز عددها 700 قبر بلا شاهد، فاكتُشفت من قبل مجموعة من أبناء أمة كاويسيس، في مُحيط مدرسة افتُتحت في عام 1899، واُديرت أغلب تاريخها بواسطة الكنيسة الرومانية الكاثوليكية نيابة عن الحكومة الكندية.
وكان المواطنون قد نظموا تجمعات حول المدارس المذكورة، بعد اكتشاف المقابر وتركوا الألعاب والصور والأحذية والمتعلقات لدى مستقر الأطفال.
تفاعل رسمي
وعلق رئيس الوزراء الكندي على الاكتشافات في بيان، معبراً عن حزنه، واصفاً إياها بالتذكير المخجل لـ"العنصرية المنهجية والتمييز والظلم ضد الشعوب الأصلية".
وفيما كانت اللجنة سالفة الذكر طالبت باعتذار البابا عن دور الكنيسة في النظام المدرسي ذلك، لم يعتذر البابا وفقاً لصحيفة نيويورك تايمز؛ إلا أنه علق قائلا:" ذلك الاكتشاف المُحزن يزيد وعينا بآلام الماضي ومعاناته".