أكد خبراء سياسيون وعسكريون أن التصريحات الروسية حول مؤامرات استبعاد قيادات من الجيش الليبي، تأكيد بأن أمان البلاد مرتبط بقواته.
وقال الخبراء لـ"العين الإخبارية" إن تصريحات وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف تحذير للمتربصين بالخارج والداخل من محاولة إقصاء قيادات الجيش الليبية والتي أسهمت في إنقاذ البلاد أو أي أحد من الأطراف السياسية.
وكان وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف قال إن تدخل حلف شمال الأطلسي "ناتو" في 2011 دمر الدولة الليبية، مضيفا: "من الضروري أن يستعيد الليبيون السيادة على بلادهم".
وتابع "تدخل حلف شمال الأطلسي دمر الدولة الليبية، ومن الضروري أن يستعيد الليبيون السيادة على بلادهم".
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي مع وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو بعد جلسة مباحثات مشتركة بين الوزيرين في منتجع أنطاليا التركي.
وقال لافروف: "يجب استيعاب جميع القوى الليبية في العملية السياسية، بما في ذلك قيادة الجيش الوطني".
المحلل العسكري الليبي محمد الترهوني يرى أن التصريحات الروسية تؤكد عودة تدخل الناتو في ليبيا بقوة بعد تدميرها في 2011.
وأضاف الترهوني لــ"العين الإخبارية" أن تركيا تلعب بدور فردي في البلد الغني بالنفط، ولكن مع ازدياد المطامع الدولية في السيطرة على غاز المتوسط سيعود الناتو للتدخل بقوة في البلاد.
لافروف وجاويش أوغلو قبيل المباحثات
وتابع أن روسيا تبعث رسالة واضحة للعالم أنه منذ التدخل الروسي لفرض أمر ما في ليبيا زاد الأزمة سوءا من 10 سنوات حتى الآن.
وأشار إلى أن الوضع في البلاد على صفيح ساخن بعد تصريحات جماعة الإخوان الإرهابية باستخدام العنف في حال أن جاءت الانتخابات عكس أهوائهم.
وحول ضرورة استيعاب جميع القوى الليبية في العملية السياسية، بما في ذلك قيادة الجيش الوطني، أكد الترهوني التصريح الروسي يمثل إنذارا لتركيا حتى لا تحاول دعم تنظيم الإخوان في مخططهم.
ومن جانبه، وصف المحل السياسي الليبي الدكتور فرج زيدان تصريح روسيا حول ضرورة استيعاب الجميع في العملية السياسية بالمهم.
وأضاف زيدان لـ"العين الإخبارية"، أن ذلك يأتي في توقيت هام في ظل محاولات من أطراف بالداخل والخارج تحاول إزاحة القيادات العسكرية الوطنية على رأسها المشير خليفة حفتر.
ويعتقد أن التصريح الروسي بمسابة استشعار لمحاولات الاستقصاء التي تمارس، خاصة مع صياغة القاعدة الدستورية للانتخابات الرئاسية المقبلة.
ولفت إلى أن رسالة وزير الخارجية الروسي بمثابة تأكيد على أن ضمان استمرار وقف إطلاق النار والعملية السياسية بشكل آمن يرتبط بالعملية الشمولية دون إقصاء لأحد.
وبين أنه في حال إقصاء أحد الأطراف ستعود العملية السياسية والأزمة الليبية إلى نقطة الصفر وإعادة التوتر في البلاد من جديد.
وأشار إلى أن التصريحات الروسية عن حلف الناتو ليست جديدة، في ظل حديث مندوبها في مجلس الأمن عن تدخلهم في دول مماثلة مثل العراق وسوريا وغيرها من الدول التي أصبحت أزمات تؤرق الشرق الأوسط الآن.
ولفت إلى أن هناك قلقا كبيرا لدى دول العالم أجمع من وجود المرتزقة الأتراك في ليبيا.
وتابع أن تركيا تستخدم ورقة المرتزقة في ليبيا من حيث موقعها الاستراتيجي، كونها تمثل الأمان الجنوبي للمتوسط وعمقا لأوروبا والغرب والساحل الأفريقي للتفاوض في ملفات دولية أخرى.
بدوره، قال النائب علي التكبالي عضو لجنة الدفاع بمجلس النواب الليبي إن تصريحات روسيا جاءت أمام نظيره التركي للتأكيد على ضرورة استمالة الجيش الليبي.
وأضاف أن تركيا تحاول استمالة روسيا وبعدها مصر والجيش الليبي في المنطقة الشرقية، ليتلاعب بالموجودات السياسية لكي يضمن لنفسه من يوافقه على البقاء في ليبيا.
وأوضح أن تركيا ليس لديها إلا أن تتحالف مع روسيا لكي تحظى على موافقة الجميع، مشيرا إلى أن أنقرة ما يهمها هو أن تحظى بالمال الليبي والمواقع المهمة للتنقيب على الغاز.