أكد سعادة الدكتور وليد المانع وكيل وزارة الصحة عضو الفريق الوطني الطبي للتصدي لفيروس كورونا (كوفيد-19) أهمية مواصلة الالتزام في جميع مستويات "آلية الإشارة الضوئية لمستوى انتشار فيروس كورونا" سواء الأخضر أو الأصفر أو البرتقالي أو الأحمر، منوهًا بأن الانتقال في المرحلة الحالية للمستوى الأصفر بدءًا من 2 يوليو 2021 مع فتح بعض القطاعات لا يعني أننا قد تغلبنا على الفيروس، محذرًا مما يسمى بـ"الأمان الكاذب" وتبعات الشعور بأن الوضع آمن وبالتالي العودة للتراخي في تطبيق الإجراءات الاحترازية، بل على العكس من ذلك يجب أن تستمر عزيمة الالتزام التام بالإجراءات الاحترازية ومواصلة الإقبال على التطعيمات بما يسهم في تحقيق الأهداف المنشودة.
جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده الفريق الوطني الطبي للتصدي لفيروس كورونا (كوفيد-19) ظهر اليوم في مركز ولي العهد للبحوث الطبية والتدريب بالمستشفى العسكري للحديث عن آخر مستجدات فيروس كورونا.
وقال المانع إن ما شهدناه خلال الفترة الماضية ولله الحمد من انخفاضٍ تدريجي في عدد الحالات القائمة بنسبة انخفاض بلغت حوالي 88% منذ 27 مايو 2021 حتى يوم أمس الموافق 30 يونيو 2021، حيث بلغ مجموع عدد الحالات القائمة 26,883 حالة في 27 مايو الماضي وصولًا إلى 3,188 حالة قائمة في 30 يونيو، يؤكد الالتزام المسؤول الذي واكب القرارات الأخيرة التي أعلن عنها الفريق الوطني الطبي للتصدي لفيروس كورونا من كافة أفراد المجتمع والإقبال على التطعيم والجرعة المنشطة منه خصوصًا من الفئة الأكثر عرضة للخطر.
واستعرض المانع آلية الإشارة الضوئية لمستوى انتشار فيروس كورونا والذي على أساسها سيتم فتح أو إغلاق القطاعات المختلفة في مملكة البحرين، حيث أوضح أن الآلية تتكون من 4 مستويات تعتمد على متوسط نسبة الحالات القائمة الجديدة من إجمالي الفحوصات، إضافة إلى مستوى الإشغال في العناية المركزة، وذلك على النحو التالي:
- المستوى الأخضر: حين يبلغ متوسط نسبة الحالات القائمة الجديدة لمدة 14 يوم من إجمالي الفحوصات أقل من 2%.
- المستوى الأصفر: حين يبلغ متوسط نسبة الحالات القائمة الجديدة لمدة 7 أيام من إجمالي الفحوصات بين 2% وأقل من 5%.
- المستوى البرتقالي: حين يبلغ متوسط نسبة الحالات القائمة الجديدة لمدة 4 أيام من إجمالي الفحوصات بين 5% وأقل من 8%.
- المستوى الأحمر: حين يبلغ متوسط نسبة الحالات القائمة الجديدة لمدة 3 أيام من إجمالي الفحوصات 8% فأكثر.
وأضاف المانع أن الانتقال من مستوى لآخر تنازلياً يستوجب البقاء في نفس المستوى لمدة لا تقل عن أسبوع، لكن الانتقال من مستوى إلى آخر تصاعدياً لا يستوجب إتمام المدة المحددة لكل مستوى، حيث يمكن على سبيل المثال الانتقال مباشرةً من المستوى الأخضر إلى المستوى الأحمر دون المرور بالمستويين الأصفر والبرتقالي، مشيرًا إلى أن الضوابط المحددة للمستويات وفق آلية الإشارة الضوئية لمستوى انتشار فيروس كورونا قابلة للتغيير بحسب المعطيات والمستجدات.
ولفت المانع إلى أن بعض المناسبات التي يحددها الفريق الوطني الطبي لن تخضع لمعطيات " آلية الإشارة الضوئية لمستوى انتشار فيروس كورونا " لما يشكل التجمع فيها من خطرٍ على صحة وسلامة الجميع، مجددًا التذكير والتأكيد أن كل فرد في المجتمع مسؤول عن خفض معدلات الانتشار فسلوك الفرد ومدى التزامه يؤثر على المجتمع ككل.
من جهته، أكد المقدم طبيب مناف القحطاني استشاري الأمراض المعدية بالمستشفى العسكري عضو الفريق الوطني الطبي للتصدي لفيروس كورونا (كوفيد-19) أن مملكة البحرين تواصل تقديم أفضل وأحدث العلاجات المعتمدة للحالات القائمة لفيروس كورونا لحمايتهم من خطر تداعياته الصحية، مشيرًا إلى أن المملكة أجازت دواء "سوتروفيماب" الذي يعتمد على استخدام تقنية الأجسام المضادة وحيدة النسيلة، وهي عبارة عن بروتينات تحاكي قدرة الجهاز المناعي على محاربة الفيروسات، تسهم في التقليل من مضاعفات الفيروس لدى الحالات القائمة، وخفض الوفيات.
وأوضح القحطاني أن هذا البروتوكول يعتمد على "الأجسام المضادة وحيدة النسيلة" لعلاج الحالات القائمة للبالغين من العمر 12 سنة فما فوق الذين يزنون 40 كجم على الأقل، ممن لديهم أعراض تتراوح بين الخفيفة إلى المتوسطة، مضيفًا بأن أكثر من 223 حالة أخذت العلاج وتم لله الحمد تعافيها وعودتها لمزاولة أنشطة الحياة الطبيعية.
وذكر القحطاني أن دواء "سوتروفيماب" يتميّز بآلية عمله فهو جسم مضاد أحادي النسيلة موجة بشكل خاص ضد البروتين الشائك للفيروس، وهو مصمم لمنع ارتباطه ودخوله إلى الخلايا البشرية ما يشكل حماية للجسم ويزيد من مناعته، مبينًا أن الفريق الطبي المختص يقوم بالتواصل مع الحالات القائمة المؤهلة للحصول على الدواء، ثم يتم ترتيب موعد للحصول على العلاج بالدواء في عيادة الأجسام المضادة بمستشفى الشامل الميداني حيث يعطى الدواء مرة واحدة للحالات القائمة وتستغرق مدة العلاج 60 دقيقة من خلال حقن الجسم وريدياً بالأجسام المضادة التي تحارب فيروس كورونا في الجسم، ويعطي مفعوله بعد الحصول على الجرعة الأولى من الدواء مباشرة.
من جانب آخر، أكدت الدكتورة جميلة السلمان، استشارية الأمراض المعدية والأمراض الباطنية بمجمع السلمانية الطبي عضو الفريق الوطني الطبي للتصدي لفيروس كورونا (كوفيد-19) في المحور الثالث من المؤتمر أن مواصلة الالتزام بالإجراءات الاحترازية والتعليمات الصادرة أساس نجاح مختلف الجهود وسيدعم بشكل كبير نجاح "آلية الإشارة الضوئية لمستوى انتشار فيروس كورونا" بما يسهم في تحقيق الأهداف المرجوة.
وبينت السلمان أن مملكة البحرين مستمرة في الحملة الوطنية للتطعيم بما يسهم في الوصول إلى المناعة المجتمعية والقضاء على الجائحة، منوهةً بأهمية إقبال الجميع على التطعيم في هذه المرحلة الهامة من مراحل التعامل مع الفيروس بهدف الحماية من مضاعفاته والتحورات الجديدة له، مجددةً التأكيد على ضرورة المبادرة للتسجيل لأخذ الجرعة المنشطة لأهميتها في تعزيز المناعة المكتسبة، داعيةً كبار السن والفئات الأكثر عرضة للإصابة التسجيل لأخذ الجرعة المنشطة، كما أشارت إلى أن جميع المسجلين لتلقي المنشطة من غير الفئات الأكثر عرضة للخطر سيتم التواصل معهم لأخذ الجرعة المنشطة بعد 6 شهور من أخذ الجرعة الثانية من تطعيم سينوفارم حسب البروتوكول الذي تم الإعلان عنه سابقاً.
وذكرت السلمان بأن الفيروس المتحور "دلتا" يشكل خطورة متصاعدة على جميع الفئات العمرية وخاصةً الأطفال، والتطعيم هو السبيل للحماية منه، مؤكدةً أن أي حديث متداول عن خطورة التطعيم للفئة العمرية البالغة بين 12-17 عامًا ليس له أسس علمية بحثية دقيقة حيث لم يتم إثبات ذلك بل تم إثبات مأمونية وفاعلية تطعيم هذه الفئة، كما أن هيئة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) ومركز مكافحة الأمراض والأوبئة (CDC) توصيان بضرورة أخذ التطعيم لهذه الفئة العمرية للحد من حدوث مضاعفات أو وفيات نتيجة الإصابة بالفيروس. إضافةً إلى أنه لم يتم تسجيل أية مضاعفات أو أعراض جانبية شديدة لدى جميع الحاصلين على التطعيم ضمن هذه الفئة العمرية. معربةً عن الشكر لمبادرة أولياء الأمور بتطعيم أبنائهم البالغين من العمر 12-17 عاماً والحرص على صحتهم وسلامتهم، حيث بينت الإحصائيات مدى الإقبال الملحوظ على التسجيل حيث بلغت نسبة الحاصلين على التطعيم المضاد لفيروس كورونا لهذه الفئة 49% أي حوالي النصف خلال ما يقارب الشهر.
وفي المحور الأخير من المؤتمر الصحفي قام الفريق الوطني الطبي للتصدي لفيروس كورونا (كوفيد-19) بالإجابة على التساؤلات التي وردت من المواطنين والمقيمين من خلال جميع المنصات سواء عبر البريد الإلكتروني المخصص للاستفسارات أو من خلال الأسئلة الأكثر تداولاً على منصات مواقع التواصل الاجتماعي.