من منا لا يرغب في أن يسافر هذا الصيف؟ ومن منا لا يتوق شوقاً إلى الترحال إلى أماكن جميلة خلابة يجدد من خلالها طاقته وينعش النفس المرهقة؟ الكل بلا استثناء يتمنى ذلك ويرغب في تحقيقه. فبعد عام ونصف تقريباً من العيش وسط أجواء الجائحة وما تسببته للنفس من صراعات وضيق وقلق، تتطلع أنفسنا إلى رحلة ترسم البسمة والبهجة في القلوب وعلى الوجوه.

لقد أصدرت مؤخراً دول كثيرة قرارات بشأن فتح حدودها للسياح هذا الصيف واستقبالهم في ظل تطبيقها للاحترازات؛ لذلك هناك كثيرون يخططون للسفر والاستجمام في مناطق مختلفة من العالم، وتنقسم الآراء والقناعات بخصوص هذا الموضوع، فهناك من لا يزال حذراً ومتوجساً ويعتقد أنه لم يحن بعد الوقت المناسب للسفر والسياحة وخاصة أن فيروس كوفيد لا يزال يتحور ويتطور كل يوم. كما أن فكرة المرض والإصابة بالفيروس فكرة واردة خلال السفر؛ لذلك لا يفضل البعض السفر برغم وجود الاحترازات، ويفضل من يتبنون هذا الرأي أن تكون فكرة السفر مقترنه بالراحة التامة والاستجمام بعيداً عن القلق والتفكير في الحفاظ على النفس من مخاطر الإصابة بالفيروس. وفي المقابل، هناك من هو مقتنع أن النفس لها الحق في أن تستمتع قليلاً وتبتعد عن الروتين مجددة نشاطها لكي تعود للحياة وهي مشرقة بالعطاء. كما لا يمنع وجود الاحترازات فكرة الترفيه والاستجمام في مناطق بعيدة عن التجمعات والزحام، وهناك مجموعة من الناس لا يزالون في حيرة من أمرهم بين السفر وبين البقاء وتوخي الحذر. كما أن التفكير بميزانية السفر أمر لا يمكن التقليل من شأنه؛ فقد تسببت الجائحة في خسائر كثيرة للبعض وأجبرت البعض الآخر على اتخاذ قرارات مالية صارمة غيرت كثيراً من أنماط حياتهم، لذلك السفر للاستجمام لم يعد خياراً مطروحاً للبعض. إن كنت ممن يتبنون فكرة السفر هذا الصيف فلا بد من أن تتذكر أن المسؤولية على عاتقك مضاعفة، فلا بد من اختيار الوجهة الأكثر أمناً للسفر بعد الاطلاع على قائمة الدول الآمنة للسفر، كما أن الاطلاع على أخبار الدول وإجراءاتها للحفاظ على سلامة مواطنيها وسياحها أمر غاية في الأهمية لا بد من العمل به. الخلاصة أن السفر مع العائلة يتطلب تخطيطاً ووعياً بكل حيثيات المسألة في ظل هذه الظروف، وعلينا أن نتوخى الحذر عند اختيار وجهة السفر الآمنة وأماكن النزهات ومكان الإقامة وغيرها من الأمور المتعلقة برحلتنا.