إيران تعرض المساعدة في قتال «داعش».. والعبادي يستنفر «الحشد الشعبي»مسؤولون أمريكيون?:? واشنطن ستدعم العراق لاستعادة الرماديعواصم - (وكالات): بدأت فصائل شيعية عراقية مسلحة بينها الآلاف من عناصر ميليشيا الحشد الشعبي إرسال تعزيزات من عناصرها إلى محافظة الأنبار غرب العراق بعد يوم من سيطرة تنظيم الدولة «داعش» على الرمادي مركز المحافظة، وفقاً لما أعلنه المستشار الإعلامي لرئيس مجلس المحافظة، في حين وجه رئيس الوزراء حيدر العبادي، «الحشد الشعبي» بالاستعداد مع القوات المسلحة وأبناء العشائر لتحرير الأنبار.وأضاف المسؤول الإعلامي أن أفراد الميليشيا وصلوا إلى الأنبار من محافظات جنوب العراق والفرات الأوسط مروراً بمحافظة بابل، وتمركزوا في قاعدة الحبانية العسكرية شرق الرمادي.وأوضح أن القوات «سوف تشارك إلى جانب القوات الأمنية والعشائر من الأنبار في عمليات عسكرية لتحرير جميع مناطق الرمادي التي احتلها تنظيم الدولة».ويعد سقوط الرمادي أبرز تقدم للتنظيم في العراق منذ هجومه الكاسح في البلاد في يونيو 2014، ونكسة لحكومة حيدر العبادي الذي أعلن في أبريل الماضي أن «المعركة القادمة» هي استعادة الأنبار التي يسيطر الجهاديون على مساحات واسعة منها.وباتت الرمادي غرب بغداد ثاني مركز محافظة تحت سيطرة «داعش»، بعد الموصل شمالاً مركز محافظة نينوى، أولى المناطق التي سقطت في وجه الهجوم الجهادي قبل نحو عام.وأمر العبادي «هيئة الحشد الشعبي» الذي يشكل مظلة للفصائل المسلحة التي تقاتل إلى جانب القوات الحكومية، وغالبيتها شيعية، بالاستعداد للمشاركة في معارك الأنبار، آمراً في الوقت نفسه قواته «بالثبات» إثر انسحابها من مراكز عسكرية مهمة في الرمادي.ويأتي دخول قوات الحشد الشعبي إلى المحافظة ذات الغالبية السنية، بعد أشهر من تحفظ سياسيين سنة ومسؤولين محليين حول مشاركة الفصائل، ومطالبتهم بدعم العشائر المناهضة للتنظيم بالسلاح والعتاد.وحمل هادي العامري، أحد أبرز قادة الحشد الشعبي وزعيم «منظمة بدر» ذات الدور الواسع في الحشد، هؤلاء السياسيين مسؤولية سقوط الرمادي.ونقلت عنه «قناة الغدير» التابعة لبدر تحميله «ممثلي الأنبار السياسيين مسؤولية سقوط الرمادي لأنهم اعترضوا على مشاركة الحشد الشعبي في الدفاع عن أهلهم».وأعلنت فصائل عدة أن أفواجاً منها باتت موجودة في الأنبار، خاصة في محيط مدينة الفلوجة الواقعة أيضاً تحت سيطرة التنظيم، وفي قاعدة الحبانية العسكرية، استعداداً للمشاركة في أي عملية لمحاولة استعادة الرمادي.وقال المتحدث العسكري باسم «كتائب حزب الله» جعفر الحسيني، إن الكتائب أرسلت 3 أفواج إلى الأنبار، وتعتزم إرسال المزيد.من ناحية أخرى، أفادت مصادر بأن 70 من الشرطة المحلية والصحوات قتلوا باشتباكات مع تنظيم الدولة في منطقة جويبة شرق الرمادي، موضحة أن «»داعش» نسف مبنى شرطة جويبة وبات يتقدم باتجاه منطقة حصيبة الشرقية».من جانبها قالت واشنطن التي تقود تحالفاً دولياً يوجه ضربات جوية ضد التنظيم في العراق وسوريا، إن الوضع في الرمادي «غير محسوم» بشكل نهائي.وأعلنت المتحدثة باسم وزارة الدفاع مورين شومان «مازلنا نتابع تقارير تتحدث عن وقوع معارك ضارية في الرمادي ولايزال الوضع متحركاً وغير محسوم» مضيفة أنه «من المبكر جداً في الوقت الراهن الإدلاء بتصريحات قاطعة حول الوضع على الأرض».واستقبل العبادي قائد القيادة الوسطى للجيش الأمريكي، الجنرال لويد اوستن، وبحث معه وضع الأنبار والمساعدة الأمريكية للقوات العراقية.وقال مسؤولون عسكريون ومدنيون أمريكيون إن الولايات المتحدة ستدعم معركة العراق الصعبة لاستعادة الأراضي التي فقدها في الرمادي وغيرها من المناطق لكن الانتكاسة الميدانية لن تدفع واشنطن لبحث نشر قوات قتالية برية.من جهتها قالت قوة المهام المشتركة إن الولايات المتحدة وحلفاءها نفذوا 25 ضربة جوية ضد أهداف التنظيم في سوريا والعراق.في غضون ذلك، وصل وزير الدفاع الإيراني حسين دهقان إلى بغداد لعقد «اجتماع تشاوري» مع نظيره خالد العبيدي، بعد يوم على سقوط الرمادي بيد «داعش»، بالتزامن مع إعلان طهران استعدادها للمساعدة.وقال علي أكبر ولايتي مستشار المرشد الأعلى في إيران آية الله علي خامنئي إن بلاده مُستعدة لمواجهة مقاتلي «داعش» وإنه واثق من «تحرير» الرمادي.وأضاف «إذا قامت الحكومة العراقية بالطلب من إيران بشكل رسمي كبلد شقيق أن تقوم بأي خطة للتصدي، فإن إيران سوف تُلبي مثل هذه الدعوة».وشن «داعش» بدءاً من الخميس الماضي، هجوماً واسعاً في الرمادي التي يسيطر على أحياء منها منذ مطلع 2014، معتمداً بشكل مكثف على العمليات الانتحارية التي أتاحت له التقدم بشكل سريع.وأعلن مهند هيمور، وهو مستشار ومتحدث باسم محافظ الأنبار أن السلطات تقدر عدد ضحايا الهجوم بـ 500 شخص من المدنيين وعناصر القوات الأمنية.كما أعلنت منظمة الهجرة الدولية أن عدد النازحين من الرمادي بلغ خلال الأيام الماضية 24 ألف شخص.ويسيطر التنظيم على مناطق واسعة في الأنبار، أبرزها مدينة الفلوجة غرب بغداد. والمحافظة هي الأكبر في البلاد، وتتشارك حدوداً طويلة مع الأردن والسعودية وسوريا.