تحقق شرطة الأمن الوطني في هونغ كونغ في حادث الطعن الذي تعرض له شرطي، مساء الخميس، وحذرت المواطنين من الحداد على وفاة المهاجم، معتبرة الحادث، "هجوماً إرهابياً محلياً"، في الذكرى الـ24 لعودة المستعمرة البريطانية السابقة إلى الحكم الصيني.
وأفادت وكالة "بلومبرغ"، بأن "إدارة الأمن الوطني"، التي تحقق في الجرائم التي تعرّض الأمن القومي للخطر، تتعامل مع الحادث الذي وقع في شارع مزدحم، في واحدة من أكثر مناطق التسوّق شعبية في المدينة.
واستخدم المهاجم سكيناً لجرح شرطي من الخلف، قبل أن يطعن نفسه، في حادث يمكن مشاهدته في تسجيل مصوّر.
والمهاجم رجل يبلغ من العمر 50 عاماً، لم يُكشف اسمه، وأوردت وسائل إعلام محلية أنه كان يعمل لدى شركة لصنع حليب الصويا.
وأشارت "بلومبرغ" إلى أن الحادث يعكس توتراً متزايداً بين السكان والشرطة، التي تعرّضت لانتقادات، نتيجة استخدامها القوة المفرطة لكبح احتجاجات مؤيّدة للديمقراطية، شهدتها هونغ كونغ قبل تفشي فيروس كورونا.
وأدانت الشرطة ومسؤولون حكوميون، الهجوم، وتعليقات على الإنترنت، اعتبروا أنها تمجّد الجاني وتعتبره بطلاً.
ووَرَدَ في بيان أصدرته إدارة الأمن الوطني، الأحد، أن "دعوة وجّهها سكان، إلى الحداد على المهاجم، لا تختلف عن دعم الإرهاب، وستثير مزيداً من الكراهية، وتقسّم المجتمع، وفي النهاية تنتهك النظام الاجتماعي وتعرّض السلامة العامة للخطر، وتهدّد كل فرد في هونغ كونغ".
وأضافت أنها ستحقق فيما إذا كان لدى المهاجم أي شركاء، أو ما إذا كان آخرون حرّضوه على ارتكاب الجريمة، محذرة من أن الإنترنت "ليس خارج القانون".
وتعهدت شركة فيتاسوي إنترناشونال هولدينغز، المنتجة لحليب الصويا، بدعم التحقيق الذي تجريه الشرطة، بعدما ذكرت وسائل إعلام محلية أن المهاجم كان موظفاً لديها، وأن مذكرة داخلية قدّمت التعازي لأسرته، في خطوة أكدت الشركة أنها أُرسلت دون موافقتها. وأفاد موقع إخباري في هونغ كونغ، بأن مستهلكين في الصين قاطعوا الشركة عبر الإنترنت.
وكان وزير الداخلية في هونغ كونغ، كريس تانغ، تحدث عن "عمل إرهابي محلي معزول"، مشيراً إلى أن تفتيش منزل المهاجم أسفر عن العثور على وثائق على جهاز الكمبيوتر الخاص به، تُظهر أنه "تحوّل إلى التطرف".
وتابع: "يجب الامتناع عن تحميل المهاجم وحده مسؤولية الحادث، بل كثيرين يدعون عادة إلى العنف والتحريض على الكراهية ضد البلاد، وتمجيد هذه الهجمات، وأعمال العنف".