تعتبر مناطق التماس بين النظام السوري وتنظيم "داعش" الأطول في سوريا، ولكنها تشهد في العادة هدوءاً متواصلاً إلا في المناطق التي يقع فيها خلافات بين الضباط الكبار في النظام والمتطرفين حول عمليات السرقة والنهب، وخاصة في مدينة تدمر الأثرية.فهناك حرب اقتصادية دائرة بين ضباط النظام السوري وتنظيم "داعش" وصلت حدتها إلى مدينة تدمر الأثرية.فآثار مدينة زنوبيا أول امرأة حكمت المشرق تتعرض للنهب الممنهج من قبل ضباط النظام لبيعها في الخارج، وفي الوقت نفسه تتعرض تدمر للهجوم من قبل قوات "داعش"، التي تريد احتلالها لتدميرها وسرقة ما صغر حجمه وغلا ثمنه.الحرب لم تندلع بين النظام و"داعش" إلا في المناطق الغنية بالنفط وبالآثار والفوسفات والغاز، فالهدنة الطويلة بين النظام ومتطرفي "داعش" لا تخرق إلا حين يقع الخلاف على مصدر مالي للطرفين، بحسب ناشطين من الرقة.حرب تدمر أدت إلى مقتل عشرات الضباط والعناصر من شبيحة الأسد بينهم من يسمون بالأمراء، وهم معروفون بقيامهم بعمليات السرقة وتهريب النفط والآثار، بحسب ناشطين.مصادر إعلامية مقربة من النظام أكدت مقتل قائد عمليات منطقة تدمر اللواء حيدر علي أسعد، ومقتل العميد الركن معتز ديب من القرداحة وهو ابن خالة بشار الأسد مع مرافقيه، وكذلك العقيد محمد مخلوف وهو قريب للأسد أيضاً.المرصد السوري لحقوق الإنسان أكد استمرار الاشتباكات بين قوات النظام، وعناصر تنظيم "داعش"، في محيط تدمر وريف حمص الشرقي، مترافقاً مع غارات جوية، وسط تقدم جديد لـ"داعش" في المنطقة.وحسب مراقبين، فإن معركة تدمر وريف حمص الشرقي، مصيرية للطرفين لغنى المنطقة بالفوسفات والغاز والمراكز النفطية.