نظمت السلطات المصرية، عصر الجمعة، جنازة عسكرية لجيهان السادات، قرينة الرئيس الراحل محمد أنور السادات، بمشاركة الرئيس عبدالفتاح السيسي.
وتعد هذه الجنازة أول جنازة عسكرية لسيدة في تاريح مصر الحديث، وتعكس مكانة أرملة الرئيس الراحل السادات.
وقدم السيسي العزاء لأسرة الراحلة، أثناء مراسم الجنازة التي جرت أمام النصب التذكاري للجندي المجهول بمدينة نصر (شرق القاهرة).
كما حضر الجنازة رئيس مجلس الوزراء مصطفى مدبولي ووزير الدفاع الفريق أول محمد ذكي، وشيخ الأزهر أحمد الطيب، وعدد من كبار المسؤولين ورجال الدولة المصرية.
وظهر النعش الذي يحمل جثمان الراحلة ملفوفًا بعلم مصر خلال مراسم الجنازة، وأطلقت قذائف المدفعية 21 طلقة تكريما لها.
وكان اللواء سمير فرج الخبير الاستراتيجي ومدير إدارة الشؤون المعنوية بالقوات المسلحة المصرية الأسبق قال لـ"العين الإخبارية" إن إقامة الجنازة العسكرية للراحلة جيهان السادات تعد سابقة في تاريخ زوجات رؤساء مصر.
وأوضح أنه لم يكن هناك زوجة للرئيس الراحل محمد نجيب إبان توليه الحكم، أما زوجة الرئيس الراحل جمال عبدالناصر فلم تقم لها جنازة عسكرية لظروف نكسة 67، مشيرا إلى أن الجنازة العسكرية تحمل تقديرا لما قدمته جيهان السادات للقوات المسلحة.
وأضاف: "الجنازة العسكرية لافتة جيدة من الرئيس السيسي تقديرا لها وللرئيس الراحل السادات صاحب قرار الحرب والسلام".
وتابع: "القوات المسلحة لا تنسى للراحلة مواقفها مع جرحى الحرب وأسر الشهداء وتأسيس جمعية الوفاء والأمل التي قدمت الخدمات الطبية وإعادة التأهيل لصالح جرحى الحرب".
وتوفيت جيهان السادات، الجمعة، عن عمر يناهز الـ87 عاما، بعد رحلة علاج في الولايات المتحدة الأمريكية خلال الشهور الماضية.
ونهاية الشهر الماضي، طالب عفت السادات، رئيس حزب "السادات الديمقراطي"، عضو مجلس الشيوخ، جميع المصريين بالدعاء لها.
وقال السادات، في تصريحات صحفية، إن الحالة الصحية لقرينة الرئيس الراحل متدهورة للغاية، وتم نقلها إلى المركز الطبي العالمي على طريق الإسماعيلية الصحراوي منذ أسبوعين.
جنازة عسكرية مهيبة لجيهان السادات
وأضاف أن قرينة الرئيس الراحل كانت في رحلة علاج في الولايات المتحدة الأمريكية خلال الشهور الماضية، وعادت لمصر لتحصل على بروتوكول علاج مكثف بالتواصل مع الفريق المعالج لها بالولايات المتحدة.
وأكد على أنها لم تعان من فيروس كورونا.
ووصفها حزب الإصلاح والتنمية برئاسة أنور عصمت السادات، بـ"أم الأبطال".
بدوره، نعى مفتي مصر الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، جيهان السادات.
وقدم خالص العزاء والمواساة للشعب المصري ولأسرة الفقيدة في وفاة رمز من رموز الوطنية المصرية التي قدمت نموذجًا فريدًا للمرأة المصرية الوطنية في مساندة زوجها في ظل أصعب الظروف وأدقها، حتى قاد البلاد لتحقيق النصر التاريخي في حرب أكتوبر المجيدة.
وأشاد المفتي بقرار الرئيس عبد الفتاح السيسي، بمنح فقيدة الوطن جيهان السادات وسام الكمال، مع إطلاق اسمها على محور الفردوس.
كما نعى الأزهر الشريف جيهان السادات، مشيدا بمواقفها مع زوجها الرئيس الراحل محمد أنور السادات.
وذكر الأزهر، في بيان له وصل "العين الإخبارية" نسخة منه، بوقوف جيهان السادات إلى جوار زوجها الرئيس الراحل في مرحلة فارقة قاد فيها الوطن إلى تحقيق انتصار أكتوبر المجيد، الذي يظل علامة مصرية بارزة وفارقة في تاريخ بطولات العزة والكرامة.
وأعرب شيخ الأزهر عن خالص عزائه ومواساته لعائلة الفقيدة والشعب المصري، سائلًا المولى -عز وجل- أن يسكنها فسيح جناته ويرزق أهلها وذويها ومحبيها الصبر والسُّلوان.
وفي وقت سابق اليوم، أصدر الرئيس عبدالفتاح السيسي قراراً بمنح جيهان السادات وسام الكمال، مع إطلاق اسمها على محور الفردوس.
ونعت الرئاسة المصرية، في بيان، ببالغ الحزن والأسى قرينة الرئيس الراحل الذي وصفته بـ"بطل الحرب والسلام".
وقالت الرئاسة المصرية إنها قدمت نموذجاً للمرأة المصرية في مساندة زوجها في ظل أصعب الظروف وأدقها، حتى قاد البلاد لتحقيق النصر التاريخي في حرب أكتوبر/تشرين الأول المجيدة (1973) الذي مثل علامةً فارقةً في تاريخ مصر الحديث، وأعاد لها العزة والكرامة.
وفي نعي الفقيدة، قالت قرينة الرئيس عبد الفتاح السيسي: "لقد رحلت عن عالمنا اليوم، سيدة جليلة وفاضلة، هي السيدة جيهان السادات، التي كانت نموذجًا للمرأة المثالية الوطنية، التي ضحت براحتها من أجل بلدها".
وأضافت قرينة الرئيس السيسي في تغريدة لها عبر حسابها الرسمي على مواقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك": " شهدت السيدة جيهان السادات أصعب الفترات وأقساها كزوجة كانت خير السند لزوجها، وخير أم للأبطال، فما زلت أتذكر صورتها وهي تداوى جراح أبطالنا من رجال القوات المسلحة المصرية أثناء حرب أكتوبر المجيدة...رحم الله الفقيدة وأسكنها فسيح جناته وألهم أسرتها وذويها الصبر والسلوان".