أكد إعلاميون وسياسيون أن سياسة قناة الجزيرة القطرية تقوم على زرع الشقاق الخلاف بين كثير من دول المنطقة، متجاهلة الأوضاع الداخلية من خلال تجهيل وتغييب المواطن القطري عن حقيقة الأوضاع في محيطه الخليجي والعربي.
وأشاروا خلال حلقة من "برنامج خاص"، والذي يذاع على شاشة تلفزيون البحرين أن قناة الجزيرة ساهمت بالإضرار بأبناء الشعب القطري على مستوى العالم، وذلك بإظهاره كداعم للسياسات العدائية التي تتبناها الدوحة في كثير دول المنطقة، خصوصا مملكة البحرين.
مؤكدين على أن مملكة البحرين تعاملت مع بيان قمة العلا، والذي عقد في المملكة العربية السعودية، بحسن نية، فيما حاولت الدوحة التنصل من التزاماتها عبر التصعيد المباشر وغير المباشر ضد المملكة، واستهداف المواطنين البحرينيين ومحاولة تشويه مسيرة الإنجازات الحافلة التي تعيشها البحرين منذ عقود.
السيد زهرة: "الجزيرة" تفتقر للمهنية ولا تحترم أصول الإعلام وأخلاقياته
إلى أكد الكاتب الصحافي السيد زهرة أنه لا يمكن عند تناول موضوع قناة الجزيرة الحديث قناة إعلامية مهنية تحترم أصول الإعلام وأخلاقياته، كونها أنشأت لتكون أداة لخدمة مشروع وأجندات سياسية محددة، أجندات تخريبية تشمل العديد من الدول العربية وغيرها من دول العالم.
وأضاف؛ منذ نشأت قناة الجزيرة وهي تقوم بهذا الدور إلى جانب مهام محددة من قبل النظام القطري بأجندته السياسية، كما اسند لها مهام أخرى تتمثل في التحريض على الحكومات والقيادات العربية ومحاولة تأليب الشعوب، وتشويه الأوضاع الداخلية للدول من خلال التحريض المباشر وغير المباشر، ومن ثم ترويج خطابات الجماعات والقوة الإرهابية.
موضحاً أن تمسك النظام القطري بهذه القناة كونها الأداة السياسية لتنفيذ أجندته وترويج موقفه وخطابه السياسي، منوهاً أن المتضرر الأكثر من القناة هو الشعب القطري كونها تقدم صورة سلبية وسيئة عن الشعب القطري، لأن المتابع لخطابها السياسي والإعلامي وما تقدمه ضد الدول العربية يعتقد أن الشعب القطري متآمر على اشقائه ويريد بهم الشر والخراب، وهذا الأمر غير ليس صحيح، كون الشعب القطري يريد أفضل العلاقات مع أشقائه، لكن النقطة المحورية هنا لا ترتبط بالقناة في حد ذاتها بل في الخطاب السياسي القطري الرسمي القطري.
وحول حجم الضرر الحقيقي الذي ألحقته قناة الجزيرة بالشعب القطري، استشهد السيد زهرة باتفاق العلا، والذي كان من المؤمل أن ينهي الأزمة القطرية، حيث لاحظنا السعادة التي أبداها الشعب القطري، كونه يرغب في أفضل العلاقات بين قطر وكل الدول العربية، لكن قناة الجزيرة نجحت للأسف في القطيعة بين الشعب القطري وأشقائه العرب في الدول التي قررت المقاطعة.
مضيفاً أن التصعيد التي تتبعه قناة الجزيرة ساهم في إحداث فجوة كبيرة وشقاق بين الشعب القطري وأشقائه، وهي السياسة التي تتبعها الدوحة من أجندتها، وهي أصل المشكلة والأزمة، وهذه القناة لا تقوم إلا بترجمة هذه السياسة، فلو نظرنا إلى الواقع نجد أن هناك علاقات تاريخية ممتدة وروابط عائلية وثيقة جداً بين الشعبين البحريني والقطري، لذلك فمن المستحيل التصديق أن الشعب القطري يسعى للقطيعة مع أشقاءه البحرينيين أو يريد بهم السوء والشر، ولكن هذا ما تحاول أن تقوم به هذه القناة، لذلك فهي في الأساس تسيئ إلى الشعب القطري قبل أي شعب آخر.
وبشأن الإصرار القطري على استمرار النهج العدائي ضد مملكة البحرين، رغم ما أشيع من أجواء إيجابية بعد قمة العلا، أوضح الكاتب الصحافي السيد زهرة أنه وبعد القمة لم تتغير السياسة القطرية، والتي تبنتها قناة الجزيرة، والتي تمثل في الكثير من المواقف العدائية والمستفزة والشاذة، والتي لا يمكن أن تكون مبررة ولا مفهومة أو مقبولة بأي شكل من الأشكال.
واستعرض السيد زهرة عدداً من المواقف العدائية التي قامت بها السلطات القطرية ضد البحرين بعد توقيع اتفاق العلا، ومن ضمنها استفزازات عدائية ضد مواطنين بحرينيين وخصوصاً الصيادين، إلى جانب مواصلة ذات النهج في التحريض وتشويه الوضع في البحرين، وهو خط ثابت في قناة الجزيرة ولم يطرأ عليه أي تغيير، بل بالعكس لاحظنا أن هناك تصاعداً في هذا الخط بشكل واضح وغريب وغير مفهوم.
وأضاف؛ أن الأمر اللافت هو استمرار سياسة قطر المتعنتة والرافضة لكل المبادرات التي طرحتها البحرين بعد اتفاق العلا، حيث تعاملت المنامة بكل حسن نية مع الاتفاق، والذي ينص كما يعلم الجميع على حل الخلافات والمشاكل الموجودة بين قطر والدول الأربعة عن طريق التفاوض واللجان الثنائية، مشيراً إلى أن البحرين بادرت على الفور ووجهت أكثر من رسالة إلى وزارة الخارجية القطرية تطلب إرسال وفد للتفاوض، لكن لم يتم التجاوب مع المبادرة البحرينية لأسباب غير مفهومة بالمطلق.
وأشار السيد زهرة أنه ومن خلال متابعته المستمرة للشأن القطري، فإن الدوحة وعبر سنوات طويلة أثبتت أن لها أجندة تخريبية وسيئة النوايا، ليس تجاه البحرين فقط، بل تجاه كثير من الدول العربية. فقمة العلا قررت فتح صفحة جديدة بين قطر والدول المقاطعة، ما يعني أن قطر قبلت بكثير من المطالب وستستجيب للدعوات أو المطالب، ولكن القمة تركت هذه الأمور رهناً بحسن النوايا.
موضحاً أن بيان العلا حدد إجراءات وقرارات محددة لتصفية الخلافات وبدء صفحة جديدة، ولكن لم يقدم أية ضمانات لتنفيذ ما تم الاتفاق عليه، إضافة على أنه لم يحدد آلية تنفيذ القرارات، مع افتراض وجود حُسن النية، ولكن للأسف الشديد ثبت الآن بالدليل القاطع، وبعد كل ما عايشناه خلال الأشهر الماضية أن حسن النية ليس موجوداً في القاموس القطري.
وأشار السيد زهرة أنه وفي ظل عدم وجود أي حسن نية لدى الجانب القطري فإن الكرة الآن في ملعب مجلس التعاون الخليجي، والذي أصبح من الضروري أن يتدخل الآن على كافة المستويات ويحسم هذا الأمر ويوقف الممارسات والانتهاكات القطرية ضد البحرين.
منوها أن ما تقوم به قطر تجاه البحرين، ليس استخفافا وانتهاكاً لروح ومضمون اتفاق العلا، بل هو انتهاك لكل مواثيق مجلس التعاون ولكل قواعد وأخلاق حُسن الجوار أو الأخوة، فهذا الوضع لا يمكن يستمر، ولا يمكن أن يكون مقبولاً من البحرين ولا وفقاً لأي اعتبار سياسي أو أخلاقي، مشيراً إلى أنه من المهم أن تقوم البحرين بوضع مجلس التعاون أمام مسؤولياته في هذه القضية، من خلال الدعوة لاجتماع استثنائي طارئ لوزراء الخارجية وطرح القضية أمامهم، وعرض كل التجاوزات التي تقوم بها قطر ضد البحرين، وهو ما يتنافى مع اتفاق العلا، كذلك تعرف المجلس بالمبادرات التي قامت بها البحرين، ومن ثم سيكون لدى البحرين الحق الكامل في اتخاذ أي إجراء تراه مناسباً لمواجهة هذا الهجوم السياسي والإعلامي من الدوحة لحماية شعبها وأمنها ومصالحها الاستراتيجية.
محمد مبارك جمعة: أحدثت "الجزيرة" نفور وفجوة بين الشعب القطري وأشقائه الخليجيين
إلى ذلك تحدث الكاتب والمحلل السياسي، الدكتور محمد مبارك جمعة، عن الفجوة والنفور الذي أحدثته قناة الجزيرة بين الشعب القطري والشعوب الخليجية، موضحا أن هذه القناة تعتبر مصدراً من مصادر دعم الأجندات المتطرفة والمشاريع التي تهدف لضرب الدول العربية، حيث تدار عن طريق أجهزة استخبارات وبدعم من جهات مشبوهة، حيث تعمل على تشويه الحقائق ومحاولة الترويج إعلامياً لمشاريع مدمرة للوطن العربي، وهو ما رأيناه بشكل جلي فيما سمي بـ "الربيع العربي"، وما جاء بعده من دعم العناصر والجماعات المتطرفة بهدف إيصالها إلى كرسي الحكم.
من جانب آخر تعمل هذه القناة على تجهيل المواطن القطري من خلال التعتيم على ما يجري داخل قطر، ومحاولة إظهار الوضع الداخلي بخلاف ما هو عليه، رغم أن الصورة الحقيقية معروفة وواضحة للكثيرين.
مشيراً إلى أن النظام القطري يحاول فرض أجندته من خلال قناة الجزيرة كونها الذراع الإعلامية للنظام إلى جانب بعض الوسائل السياسية الأخرى، حيث تحول هذا النظام على داعم للإرهاب، ويستخدم هذه القناة كأداة من أدوات التعتيم الذي يواجه بها المواطن القطري للأسف الشديد، والذي لا يعلم ولا يدرك ما يجري، وما هي النظرة الحقيقية لدول العالم تجاه قطر وأدوارها في المنطقة والعالم.
موضحاً أن التعتيم الذي تمارسه قناة الجزيرة، خصوصاً من ناحية استراتيجيتها تجاه الدول الشقيقة، يقوم على القذف والاعتداء على الآخر ومحاولة التشويه إعلامياً، وهو ما رأينا يمارس ضد مملكة البحرين منذ سنوات، كذلك ضد السعودية ومصر العربية والإمارات وغيرهم من الدول، لذلك من المهم أن يتنبه المواطن القطري لحجم التعتيم والتغييب، خصوصاً التعتيم على الوضع الداخلي القطري ولصورة قطر في الخارج بسبب هذا المشروع الذي يهدف لضرب الدول العربية وإسقاط أنظمتها ومن ثم دعم أنظمة مدعومة من قبل جماعات إرهابية متطرفة، وهذا يلقي على عاتق المواطن القطري بالكثير حتى يتبصر ويدرك الحقائق ويبحث عما يحدث داخل قطر، ويتأكد أن ما تقوم به قناة الجزيرة ليس إلا تعتيماً متعمداً.
وبشأن ما تقوم به قناة الجزيرة من استنزاف لجزء كبير من موارد الدولة القطرية وعدم إعطائها المساحة للمواطن القطري للتعبير عن رأيه، أوضح الدكتور محمد مبارك جمعة أنه لا يمكن لقناة الجزيرة أن تعطي المواطن القطري أي مساحة أو منصة للتعبير عن رأيه، كونها لا تقدم إعلاماً تقليدياً من حيث المادة على جانب كونها تدار من قبل أجهزة استخبارات، وبالتالي هي ليست منصة ديمقراطية بل محطة لرسائل تخدم جهات متطرفة ومشروع يسعى لتفتيت الوطن العربي، لذلك ليس متوقعاً أن تقدم أي منصة لمواطن قطري ليتحدث بأريحية ويعبر عما بداخله وعلى الاقل ما يحدث بداخل القطري.
وأضاف؛ أن ما يتم هدره من مقدرات لصالح قناة الجزيرة هي في النهاية مقدرات الشعب القطري، والتي تنفق على تغطيات وبرامج وتقارير تدعم المشروع التخريبي في الوطن العربي، ولا يستفيد منها الشعب القطري، بل على العكس هو المتضرر الأول، حيث تقوم هذه البرامج بخلق عداوات بين الشعوب العربي والشعب القطري، والذي يتم تصويره على أنه جزء من هذه المعادلة، ولذلك فقد أصبح المواطن القطري غير مرغوب فيه في كثير من دول العالم.
موضحاً؛ ولأن اللعبة الإعلامية جزء أساسي من العلاقات بين الدول، فإن الدور الذي لعبته قناة الجزيرة فيما تصل بصورة الموطن القطري وعلاقاته مع الآخرين هو دور هدام جداً، ولم يستفد منه المواطن القطري والمستفيد الوحيد من ذلك هو المشروع التي تسعى إليه الدوحة عبر هذه القناة، وهو المشروع الذي بدأ منذ منتصف التسعينيات واستمر باتجاه حصد ثماره عام 2011، ومن ثم سقط بسقوط تنظيم الإخوان المسلمين في مصر، ومن ثم بانحدار المشروع، لكن قناة الجزيرة مستمرة بهدر مقدرات الشعب القطري في الانفاق على الاجندة التي تخدم أجهزة الاستخبارات والقوة الاقليمية الطامعة في المنطقة العربية، ولا يشكل المواطن القطري أي اهتمام للقناة كونها ليست موجهة لخدمته.
وعن الكيفية التي يمكن من خلالها للمواطن القطري إيقاف قناة الجزيرة عن اختطاف هويته ومبادئه الخليجية، وكيفية تعامل دول المنطقة مع هذا الموضوع قانونيا، أوضح الدكتور محمد مبارك جمعة أنه من المهم للمواطن القطري أن لا يعتبر قناة الجزيرة المنصة الإعلامية الرشيدة التي يعتمد عليها في متابعة الأحداث والتطورات، حيث أن هناك الكثير من وسائل الإعلام تتيح المعلومة والخبر الحقيقي والتعليق المهني على الأحداث، وأن لا يبقى المواطن القطري يعيش تحت خطوت التعتيم الإعلامي لقناة الجزيرة.
مضيفاً أن المواطن القطري محروم أيضاً من حق التعبير عن الرأي، سواء عبر وسائل الإعلام الرسمية أو حتى على منصات التواصل الاجتماعي، مستشهداً بالكثير من الحالات التي قام بها مواطنون قطريون بالتعبير عن آراءهم في قضايا اجتماعية أو حتى خدمية عبر التواصل الاجتماعي فتم التعامل معهم أمنياً، لأن هناك سيطرة كاملة وتامة سواء من الناحية الإعلامية أو الحريات المدنية ولا يوجد متنفس للمواطن القطري، منوهاً أن في كثير من الحكماء وممن يعون حقيقة الوضع ويستطيعون إيصال أصواتهم بطريقة أو بأخرى.
مشيراً إلى أن مملكة البحرين من أكثر الدول التي تضررت من هذه سياسة قناة الجزيرة المعادية من خلال استهدفها بالتقارير الإخبارية والإعلامية التي تحاول تشويه مملكة البحرين وما أنجزته على مدى سنوات طويلة.
من جانب آخر أوضح الدكتور محمد مبارك جمعة أنه من المهم التعامل مع قناة الجزيرة من الناحية القانونية، حيث أن دول المنطقة لم تنحو سابقاً في هذا الاتجاه، وكانت تغلب الدبلوماسية في التعامل مثل هذه الظروف، مشيراً إلى أنه قد آن الأوان للتعامل مع الخطاب التي تبثه قناة الجزيرة، سواء تجاه مملكة البحرين وغيرها من دول المنطقة، بشكل قانوني، ومقاضاة القناة في مختلف دول العالم ضمن القوانين التي تنظر مثل هذه القضايا، ولا ننسى أن القناة تعمل بأكثر من لغة وبالتالي فإنها تسهم بشكل كبير في تشويه صورة دول المنطقة وإيصال رسائل خاطئة وكاذبة للخارج، وهو ما يجب التعامل معه بشكل قانوني مما يشكل رادعاً وحافزاً لمراجعة ما تبثه القناة من لغة تعتمد على التشويه وقلب الحقائق في كثير من الأحيان.
بشار جرار: تلعب قطر على الملف الحقوقي والوضع الداخلي سيء للغاية
إلى ذلك أشار عضو الحزب الجمهوري الأمريكي، بشار الجرار، لتورط قطر في دعم مشروع ما سمي "الربيع العربي" المشؤوم، والذي حمل كثير من الشعارات البراقة والخادعة، ولكن ومع انكشاف حقيقته واتضاح أنه جاء لتخريب الأوطان وتدمير الوحدة الوطنية، ويتقاطع مع مشروع إدارة أوباما التي اختارت الإسلام السياسي، حيث ظنوا أنه قابل للترويج في المنطقة عبر الإخوان المسلمين، وبدعم قطري واضح، وهو ما كشفته الصحافة العالمية في أكثر من دولة.
وأشار جرار إلى محاولة التدخل القطري في دول العالم، ومنها فرنسا، حيث لعبت على محاولة التأجيج في الضواحي الباريسية، والتي يسكنها كثير من المهاجرين الجدد وغير الشرعيين، حيث لعبت على وتر الأوضاع الاقتصادية والحقوق، ووظفت المشاعر الجياشة بأسلوب خبيث، مع التركيز على الترويج للإسلام السياسي من خلال جماعة الإخوان المسلمين، ولكن هذا المشروع فشل نتيجة وجود ضمائر حية من قبل الصحافة الحرة في أوروبا، وعدم نجاح السلطات القطرية بشراء ذمم وضمائر الناس.
وعن المحاولات القطرية باستغلال ملف حقوق الإنسان في أكثر من دولة، رغم أن الدوحة ذاتها تعاني من سجل حقوقي سيء للغاية أوضح جرار أنها لعبة حقوق الإنسان للأسف، حيث أن القيم الأمريكية الدستورية والقيم الأخلاقية تعطي ملف حقوق الإنسان أهمية كبيرة في أجندة العمل الدبلوماسي، لكن الإدارات الديمقراطية المتعاقبة اتسمت بنوع من المراوغة وازدواجية المعايير في هذا الموضوع، فالتقرير الذي صدر عن حال حقوق الإنسان في العالم إبان إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب انتقد بشكل واضح سجل حقوق الإنسان في قطر، ووصف بمسميات ومفردات دقيقة أن ما تقوم به الدوحة ليس إلا عمليات تجميلية لمحاولة خداع العالم، من خلال الإيهام بأنها تعمل على تحسين حقوق الإنسان، خصوصاً حقوق العمال، ولكن الأدلة تشير بشكل صارخ إلى أن الصورة مختلفة تماماً، وفي نفس الوقت تقوم من خلال أدواتها الإعلامية بالتباكي عن حقوق الإنسان في كثير من الدول.
موضحاً أن المسألة الهامة تتعلق بالداخل القطري، وهو ما تتجنب الدوحة ووسائلها الإعلامية الحديث عنه أو الإشارة إليه، في المقابل تقوم بمتابعة كل صغيرة وكبيرة في الدول الأخرى، وهو ما يمكن وصفه بالنفاق، وحقيقة أن الوضع الحقوقي داخل قطر كارثي، فهناك تقارير موثقة عن انتهاكات يتم التغاضي عنها تجاه العمالة الأجنبية العاملة في منشآت مونديال 2022، منها العمل في ظروف صعبة للغاية وقاسية، وهي أمور لا يمكن إخفاءها أو تجاهلها، وقد تكشفت الكثير من هذه الممارسات وهناك عدد من القضايا والمطالبات المالية والقانونية ضد الدوحة في هذا الملف تحديداً.
وعن كيفية انعكاس الدعم القطري للجماعات المتطرفة على حالة عدم الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط وهل من تنسيق دولي لكبح جماع المتطرفين، أوضح عضو الحزب الجمهوري الأمريكي، بشار الجرار، أن الأمر تجاوز حد وصف تلك المنظمات بالمتطرفة، فهي منظمات إجرامية إرهابية، ولا تحمل أي فكر سياسي أو ديني، حتى وصل الأمر إلى استغلال كل الوسائل المتاحة للتحشيد والتثوير تخوين الآخر وتكفيره، رغم أنهم يرفعون شعار الرأي والرأي الاخر، ولكن أساليبهم أصبحت مكشوفة ومفضوحة للجميع.
وأضاف جرار أن السلطات القطرية لا تزال تقدم الدعم المادي لبعض تلك التنظيمات من خلال برامج مساعدات إنسانية أو خيرية، وهو ما رأينا آثاره الإجرامية في العراق وسوريا، كما رأينا آثار هذا الدعم من خلال المسيرات التي تستهدف بيت الله الحرام.
وأوضح أنهم يدعون أنهم يقدمون المساعدات إلى كثير من المناطق ويتناسون الجوار واللاجئين في كثير من الساحات التي دمرتها إيران وميلشياتها الإرهابية، وللأسف الدوحة نفسها أقرب إلى إيران وتركيا من كثير من الدول العربية، وهذا الشيء مؤلم.
ويعتقد بشار جرار أن مسألة التمويل وضعت على المحك، لأنه من أولويات الرئيس الأمريكي جو بايدن، خصوصاً بعد السيطرة على الأوضاع في غزة ووقف إطلاق النار وإحالة هذا الملف إلى المخابرات المصرية.
وتساءل عضو الحزب الجمهوري الأمريكي، بشار الجرار، بعد كل ذلك؛ هل ستبقى قطر على القرضاوي والأبواق الإعلامية التي تبث خطاب الكراهية والقتل على الهوية؟!
وأشاروا خلال حلقة من "برنامج خاص"، والذي يذاع على شاشة تلفزيون البحرين أن قناة الجزيرة ساهمت بالإضرار بأبناء الشعب القطري على مستوى العالم، وذلك بإظهاره كداعم للسياسات العدائية التي تتبناها الدوحة في كثير دول المنطقة، خصوصا مملكة البحرين.
مؤكدين على أن مملكة البحرين تعاملت مع بيان قمة العلا، والذي عقد في المملكة العربية السعودية، بحسن نية، فيما حاولت الدوحة التنصل من التزاماتها عبر التصعيد المباشر وغير المباشر ضد المملكة، واستهداف المواطنين البحرينيين ومحاولة تشويه مسيرة الإنجازات الحافلة التي تعيشها البحرين منذ عقود.
السيد زهرة: "الجزيرة" تفتقر للمهنية ولا تحترم أصول الإعلام وأخلاقياته
إلى أكد الكاتب الصحافي السيد زهرة أنه لا يمكن عند تناول موضوع قناة الجزيرة الحديث قناة إعلامية مهنية تحترم أصول الإعلام وأخلاقياته، كونها أنشأت لتكون أداة لخدمة مشروع وأجندات سياسية محددة، أجندات تخريبية تشمل العديد من الدول العربية وغيرها من دول العالم.
وأضاف؛ منذ نشأت قناة الجزيرة وهي تقوم بهذا الدور إلى جانب مهام محددة من قبل النظام القطري بأجندته السياسية، كما اسند لها مهام أخرى تتمثل في التحريض على الحكومات والقيادات العربية ومحاولة تأليب الشعوب، وتشويه الأوضاع الداخلية للدول من خلال التحريض المباشر وغير المباشر، ومن ثم ترويج خطابات الجماعات والقوة الإرهابية.
موضحاً أن تمسك النظام القطري بهذه القناة كونها الأداة السياسية لتنفيذ أجندته وترويج موقفه وخطابه السياسي، منوهاً أن المتضرر الأكثر من القناة هو الشعب القطري كونها تقدم صورة سلبية وسيئة عن الشعب القطري، لأن المتابع لخطابها السياسي والإعلامي وما تقدمه ضد الدول العربية يعتقد أن الشعب القطري متآمر على اشقائه ويريد بهم الشر والخراب، وهذا الأمر غير ليس صحيح، كون الشعب القطري يريد أفضل العلاقات مع أشقائه، لكن النقطة المحورية هنا لا ترتبط بالقناة في حد ذاتها بل في الخطاب السياسي القطري الرسمي القطري.
وحول حجم الضرر الحقيقي الذي ألحقته قناة الجزيرة بالشعب القطري، استشهد السيد زهرة باتفاق العلا، والذي كان من المؤمل أن ينهي الأزمة القطرية، حيث لاحظنا السعادة التي أبداها الشعب القطري، كونه يرغب في أفضل العلاقات بين قطر وكل الدول العربية، لكن قناة الجزيرة نجحت للأسف في القطيعة بين الشعب القطري وأشقائه العرب في الدول التي قررت المقاطعة.
مضيفاً أن التصعيد التي تتبعه قناة الجزيرة ساهم في إحداث فجوة كبيرة وشقاق بين الشعب القطري وأشقائه، وهي السياسة التي تتبعها الدوحة من أجندتها، وهي أصل المشكلة والأزمة، وهذه القناة لا تقوم إلا بترجمة هذه السياسة، فلو نظرنا إلى الواقع نجد أن هناك علاقات تاريخية ممتدة وروابط عائلية وثيقة جداً بين الشعبين البحريني والقطري، لذلك فمن المستحيل التصديق أن الشعب القطري يسعى للقطيعة مع أشقاءه البحرينيين أو يريد بهم السوء والشر، ولكن هذا ما تحاول أن تقوم به هذه القناة، لذلك فهي في الأساس تسيئ إلى الشعب القطري قبل أي شعب آخر.
وبشأن الإصرار القطري على استمرار النهج العدائي ضد مملكة البحرين، رغم ما أشيع من أجواء إيجابية بعد قمة العلا، أوضح الكاتب الصحافي السيد زهرة أنه وبعد القمة لم تتغير السياسة القطرية، والتي تبنتها قناة الجزيرة، والتي تمثل في الكثير من المواقف العدائية والمستفزة والشاذة، والتي لا يمكن أن تكون مبررة ولا مفهومة أو مقبولة بأي شكل من الأشكال.
واستعرض السيد زهرة عدداً من المواقف العدائية التي قامت بها السلطات القطرية ضد البحرين بعد توقيع اتفاق العلا، ومن ضمنها استفزازات عدائية ضد مواطنين بحرينيين وخصوصاً الصيادين، إلى جانب مواصلة ذات النهج في التحريض وتشويه الوضع في البحرين، وهو خط ثابت في قناة الجزيرة ولم يطرأ عليه أي تغيير، بل بالعكس لاحظنا أن هناك تصاعداً في هذا الخط بشكل واضح وغريب وغير مفهوم.
وأضاف؛ أن الأمر اللافت هو استمرار سياسة قطر المتعنتة والرافضة لكل المبادرات التي طرحتها البحرين بعد اتفاق العلا، حيث تعاملت المنامة بكل حسن نية مع الاتفاق، والذي ينص كما يعلم الجميع على حل الخلافات والمشاكل الموجودة بين قطر والدول الأربعة عن طريق التفاوض واللجان الثنائية، مشيراً إلى أن البحرين بادرت على الفور ووجهت أكثر من رسالة إلى وزارة الخارجية القطرية تطلب إرسال وفد للتفاوض، لكن لم يتم التجاوب مع المبادرة البحرينية لأسباب غير مفهومة بالمطلق.
وأشار السيد زهرة أنه ومن خلال متابعته المستمرة للشأن القطري، فإن الدوحة وعبر سنوات طويلة أثبتت أن لها أجندة تخريبية وسيئة النوايا، ليس تجاه البحرين فقط، بل تجاه كثير من الدول العربية. فقمة العلا قررت فتح صفحة جديدة بين قطر والدول المقاطعة، ما يعني أن قطر قبلت بكثير من المطالب وستستجيب للدعوات أو المطالب، ولكن القمة تركت هذه الأمور رهناً بحسن النوايا.
موضحاً أن بيان العلا حدد إجراءات وقرارات محددة لتصفية الخلافات وبدء صفحة جديدة، ولكن لم يقدم أية ضمانات لتنفيذ ما تم الاتفاق عليه، إضافة على أنه لم يحدد آلية تنفيذ القرارات، مع افتراض وجود حُسن النية، ولكن للأسف الشديد ثبت الآن بالدليل القاطع، وبعد كل ما عايشناه خلال الأشهر الماضية أن حسن النية ليس موجوداً في القاموس القطري.
وأشار السيد زهرة أنه وفي ظل عدم وجود أي حسن نية لدى الجانب القطري فإن الكرة الآن في ملعب مجلس التعاون الخليجي، والذي أصبح من الضروري أن يتدخل الآن على كافة المستويات ويحسم هذا الأمر ويوقف الممارسات والانتهاكات القطرية ضد البحرين.
منوها أن ما تقوم به قطر تجاه البحرين، ليس استخفافا وانتهاكاً لروح ومضمون اتفاق العلا، بل هو انتهاك لكل مواثيق مجلس التعاون ولكل قواعد وأخلاق حُسن الجوار أو الأخوة، فهذا الوضع لا يمكن يستمر، ولا يمكن أن يكون مقبولاً من البحرين ولا وفقاً لأي اعتبار سياسي أو أخلاقي، مشيراً إلى أنه من المهم أن تقوم البحرين بوضع مجلس التعاون أمام مسؤولياته في هذه القضية، من خلال الدعوة لاجتماع استثنائي طارئ لوزراء الخارجية وطرح القضية أمامهم، وعرض كل التجاوزات التي تقوم بها قطر ضد البحرين، وهو ما يتنافى مع اتفاق العلا، كذلك تعرف المجلس بالمبادرات التي قامت بها البحرين، ومن ثم سيكون لدى البحرين الحق الكامل في اتخاذ أي إجراء تراه مناسباً لمواجهة هذا الهجوم السياسي والإعلامي من الدوحة لحماية شعبها وأمنها ومصالحها الاستراتيجية.
محمد مبارك جمعة: أحدثت "الجزيرة" نفور وفجوة بين الشعب القطري وأشقائه الخليجيين
إلى ذلك تحدث الكاتب والمحلل السياسي، الدكتور محمد مبارك جمعة، عن الفجوة والنفور الذي أحدثته قناة الجزيرة بين الشعب القطري والشعوب الخليجية، موضحا أن هذه القناة تعتبر مصدراً من مصادر دعم الأجندات المتطرفة والمشاريع التي تهدف لضرب الدول العربية، حيث تدار عن طريق أجهزة استخبارات وبدعم من جهات مشبوهة، حيث تعمل على تشويه الحقائق ومحاولة الترويج إعلامياً لمشاريع مدمرة للوطن العربي، وهو ما رأيناه بشكل جلي فيما سمي بـ "الربيع العربي"، وما جاء بعده من دعم العناصر والجماعات المتطرفة بهدف إيصالها إلى كرسي الحكم.
من جانب آخر تعمل هذه القناة على تجهيل المواطن القطري من خلال التعتيم على ما يجري داخل قطر، ومحاولة إظهار الوضع الداخلي بخلاف ما هو عليه، رغم أن الصورة الحقيقية معروفة وواضحة للكثيرين.
مشيراً إلى أن النظام القطري يحاول فرض أجندته من خلال قناة الجزيرة كونها الذراع الإعلامية للنظام إلى جانب بعض الوسائل السياسية الأخرى، حيث تحول هذا النظام على داعم للإرهاب، ويستخدم هذه القناة كأداة من أدوات التعتيم الذي يواجه بها المواطن القطري للأسف الشديد، والذي لا يعلم ولا يدرك ما يجري، وما هي النظرة الحقيقية لدول العالم تجاه قطر وأدوارها في المنطقة والعالم.
موضحاً أن التعتيم الذي تمارسه قناة الجزيرة، خصوصاً من ناحية استراتيجيتها تجاه الدول الشقيقة، يقوم على القذف والاعتداء على الآخر ومحاولة التشويه إعلامياً، وهو ما رأينا يمارس ضد مملكة البحرين منذ سنوات، كذلك ضد السعودية ومصر العربية والإمارات وغيرهم من الدول، لذلك من المهم أن يتنبه المواطن القطري لحجم التعتيم والتغييب، خصوصاً التعتيم على الوضع الداخلي القطري ولصورة قطر في الخارج بسبب هذا المشروع الذي يهدف لضرب الدول العربية وإسقاط أنظمتها ومن ثم دعم أنظمة مدعومة من قبل جماعات إرهابية متطرفة، وهذا يلقي على عاتق المواطن القطري بالكثير حتى يتبصر ويدرك الحقائق ويبحث عما يحدث داخل قطر، ويتأكد أن ما تقوم به قناة الجزيرة ليس إلا تعتيماً متعمداً.
وبشأن ما تقوم به قناة الجزيرة من استنزاف لجزء كبير من موارد الدولة القطرية وعدم إعطائها المساحة للمواطن القطري للتعبير عن رأيه، أوضح الدكتور محمد مبارك جمعة أنه لا يمكن لقناة الجزيرة أن تعطي المواطن القطري أي مساحة أو منصة للتعبير عن رأيه، كونها لا تقدم إعلاماً تقليدياً من حيث المادة على جانب كونها تدار من قبل أجهزة استخبارات، وبالتالي هي ليست منصة ديمقراطية بل محطة لرسائل تخدم جهات متطرفة ومشروع يسعى لتفتيت الوطن العربي، لذلك ليس متوقعاً أن تقدم أي منصة لمواطن قطري ليتحدث بأريحية ويعبر عما بداخله وعلى الاقل ما يحدث بداخل القطري.
وأضاف؛ أن ما يتم هدره من مقدرات لصالح قناة الجزيرة هي في النهاية مقدرات الشعب القطري، والتي تنفق على تغطيات وبرامج وتقارير تدعم المشروع التخريبي في الوطن العربي، ولا يستفيد منها الشعب القطري، بل على العكس هو المتضرر الأول، حيث تقوم هذه البرامج بخلق عداوات بين الشعوب العربي والشعب القطري، والذي يتم تصويره على أنه جزء من هذه المعادلة، ولذلك فقد أصبح المواطن القطري غير مرغوب فيه في كثير من دول العالم.
موضحاً؛ ولأن اللعبة الإعلامية جزء أساسي من العلاقات بين الدول، فإن الدور الذي لعبته قناة الجزيرة فيما تصل بصورة الموطن القطري وعلاقاته مع الآخرين هو دور هدام جداً، ولم يستفد منه المواطن القطري والمستفيد الوحيد من ذلك هو المشروع التي تسعى إليه الدوحة عبر هذه القناة، وهو المشروع الذي بدأ منذ منتصف التسعينيات واستمر باتجاه حصد ثماره عام 2011، ومن ثم سقط بسقوط تنظيم الإخوان المسلمين في مصر، ومن ثم بانحدار المشروع، لكن قناة الجزيرة مستمرة بهدر مقدرات الشعب القطري في الانفاق على الاجندة التي تخدم أجهزة الاستخبارات والقوة الاقليمية الطامعة في المنطقة العربية، ولا يشكل المواطن القطري أي اهتمام للقناة كونها ليست موجهة لخدمته.
وعن الكيفية التي يمكن من خلالها للمواطن القطري إيقاف قناة الجزيرة عن اختطاف هويته ومبادئه الخليجية، وكيفية تعامل دول المنطقة مع هذا الموضوع قانونيا، أوضح الدكتور محمد مبارك جمعة أنه من المهم للمواطن القطري أن لا يعتبر قناة الجزيرة المنصة الإعلامية الرشيدة التي يعتمد عليها في متابعة الأحداث والتطورات، حيث أن هناك الكثير من وسائل الإعلام تتيح المعلومة والخبر الحقيقي والتعليق المهني على الأحداث، وأن لا يبقى المواطن القطري يعيش تحت خطوت التعتيم الإعلامي لقناة الجزيرة.
مضيفاً أن المواطن القطري محروم أيضاً من حق التعبير عن الرأي، سواء عبر وسائل الإعلام الرسمية أو حتى على منصات التواصل الاجتماعي، مستشهداً بالكثير من الحالات التي قام بها مواطنون قطريون بالتعبير عن آراءهم في قضايا اجتماعية أو حتى خدمية عبر التواصل الاجتماعي فتم التعامل معهم أمنياً، لأن هناك سيطرة كاملة وتامة سواء من الناحية الإعلامية أو الحريات المدنية ولا يوجد متنفس للمواطن القطري، منوهاً أن في كثير من الحكماء وممن يعون حقيقة الوضع ويستطيعون إيصال أصواتهم بطريقة أو بأخرى.
مشيراً إلى أن مملكة البحرين من أكثر الدول التي تضررت من هذه سياسة قناة الجزيرة المعادية من خلال استهدفها بالتقارير الإخبارية والإعلامية التي تحاول تشويه مملكة البحرين وما أنجزته على مدى سنوات طويلة.
من جانب آخر أوضح الدكتور محمد مبارك جمعة أنه من المهم التعامل مع قناة الجزيرة من الناحية القانونية، حيث أن دول المنطقة لم تنحو سابقاً في هذا الاتجاه، وكانت تغلب الدبلوماسية في التعامل مثل هذه الظروف، مشيراً إلى أنه قد آن الأوان للتعامل مع الخطاب التي تبثه قناة الجزيرة، سواء تجاه مملكة البحرين وغيرها من دول المنطقة، بشكل قانوني، ومقاضاة القناة في مختلف دول العالم ضمن القوانين التي تنظر مثل هذه القضايا، ولا ننسى أن القناة تعمل بأكثر من لغة وبالتالي فإنها تسهم بشكل كبير في تشويه صورة دول المنطقة وإيصال رسائل خاطئة وكاذبة للخارج، وهو ما يجب التعامل معه بشكل قانوني مما يشكل رادعاً وحافزاً لمراجعة ما تبثه القناة من لغة تعتمد على التشويه وقلب الحقائق في كثير من الأحيان.
بشار جرار: تلعب قطر على الملف الحقوقي والوضع الداخلي سيء للغاية
إلى ذلك أشار عضو الحزب الجمهوري الأمريكي، بشار الجرار، لتورط قطر في دعم مشروع ما سمي "الربيع العربي" المشؤوم، والذي حمل كثير من الشعارات البراقة والخادعة، ولكن ومع انكشاف حقيقته واتضاح أنه جاء لتخريب الأوطان وتدمير الوحدة الوطنية، ويتقاطع مع مشروع إدارة أوباما التي اختارت الإسلام السياسي، حيث ظنوا أنه قابل للترويج في المنطقة عبر الإخوان المسلمين، وبدعم قطري واضح، وهو ما كشفته الصحافة العالمية في أكثر من دولة.
وأشار جرار إلى محاولة التدخل القطري في دول العالم، ومنها فرنسا، حيث لعبت على محاولة التأجيج في الضواحي الباريسية، والتي يسكنها كثير من المهاجرين الجدد وغير الشرعيين، حيث لعبت على وتر الأوضاع الاقتصادية والحقوق، ووظفت المشاعر الجياشة بأسلوب خبيث، مع التركيز على الترويج للإسلام السياسي من خلال جماعة الإخوان المسلمين، ولكن هذا المشروع فشل نتيجة وجود ضمائر حية من قبل الصحافة الحرة في أوروبا، وعدم نجاح السلطات القطرية بشراء ذمم وضمائر الناس.
وعن المحاولات القطرية باستغلال ملف حقوق الإنسان في أكثر من دولة، رغم أن الدوحة ذاتها تعاني من سجل حقوقي سيء للغاية أوضح جرار أنها لعبة حقوق الإنسان للأسف، حيث أن القيم الأمريكية الدستورية والقيم الأخلاقية تعطي ملف حقوق الإنسان أهمية كبيرة في أجندة العمل الدبلوماسي، لكن الإدارات الديمقراطية المتعاقبة اتسمت بنوع من المراوغة وازدواجية المعايير في هذا الموضوع، فالتقرير الذي صدر عن حال حقوق الإنسان في العالم إبان إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب انتقد بشكل واضح سجل حقوق الإنسان في قطر، ووصف بمسميات ومفردات دقيقة أن ما تقوم به الدوحة ليس إلا عمليات تجميلية لمحاولة خداع العالم، من خلال الإيهام بأنها تعمل على تحسين حقوق الإنسان، خصوصاً حقوق العمال، ولكن الأدلة تشير بشكل صارخ إلى أن الصورة مختلفة تماماً، وفي نفس الوقت تقوم من خلال أدواتها الإعلامية بالتباكي عن حقوق الإنسان في كثير من الدول.
موضحاً أن المسألة الهامة تتعلق بالداخل القطري، وهو ما تتجنب الدوحة ووسائلها الإعلامية الحديث عنه أو الإشارة إليه، في المقابل تقوم بمتابعة كل صغيرة وكبيرة في الدول الأخرى، وهو ما يمكن وصفه بالنفاق، وحقيقة أن الوضع الحقوقي داخل قطر كارثي، فهناك تقارير موثقة عن انتهاكات يتم التغاضي عنها تجاه العمالة الأجنبية العاملة في منشآت مونديال 2022، منها العمل في ظروف صعبة للغاية وقاسية، وهي أمور لا يمكن إخفاءها أو تجاهلها، وقد تكشفت الكثير من هذه الممارسات وهناك عدد من القضايا والمطالبات المالية والقانونية ضد الدوحة في هذا الملف تحديداً.
وعن كيفية انعكاس الدعم القطري للجماعات المتطرفة على حالة عدم الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط وهل من تنسيق دولي لكبح جماع المتطرفين، أوضح عضو الحزب الجمهوري الأمريكي، بشار الجرار، أن الأمر تجاوز حد وصف تلك المنظمات بالمتطرفة، فهي منظمات إجرامية إرهابية، ولا تحمل أي فكر سياسي أو ديني، حتى وصل الأمر إلى استغلال كل الوسائل المتاحة للتحشيد والتثوير تخوين الآخر وتكفيره، رغم أنهم يرفعون شعار الرأي والرأي الاخر، ولكن أساليبهم أصبحت مكشوفة ومفضوحة للجميع.
وأضاف جرار أن السلطات القطرية لا تزال تقدم الدعم المادي لبعض تلك التنظيمات من خلال برامج مساعدات إنسانية أو خيرية، وهو ما رأينا آثاره الإجرامية في العراق وسوريا، كما رأينا آثار هذا الدعم من خلال المسيرات التي تستهدف بيت الله الحرام.
وأوضح أنهم يدعون أنهم يقدمون المساعدات إلى كثير من المناطق ويتناسون الجوار واللاجئين في كثير من الساحات التي دمرتها إيران وميلشياتها الإرهابية، وللأسف الدوحة نفسها أقرب إلى إيران وتركيا من كثير من الدول العربية، وهذا الشيء مؤلم.
ويعتقد بشار جرار أن مسألة التمويل وضعت على المحك، لأنه من أولويات الرئيس الأمريكي جو بايدن، خصوصاً بعد السيطرة على الأوضاع في غزة ووقف إطلاق النار وإحالة هذا الملف إلى المخابرات المصرية.
وتساءل عضو الحزب الجمهوري الأمريكي، بشار الجرار، بعد كل ذلك؛ هل ستبقى قطر على القرضاوي والأبواق الإعلامية التي تبث خطاب الكراهية والقتل على الهوية؟!