وكالات
اتجهت كل الأنظار العالم إلى السماء فوق قاعدة "سبيس بوت أميركا" بصحراء نيو مكسيكو، الأحد، لمشاهدة إطلاق أحدث رحلة تجريبية لشركة "فيرجن غالاكتيك"، تحمل مؤسسها الملياردير البريطاني ريتشارد برانسون، رفقة 4 متخصصين في رحلات الفضاء وطيارين، في أول رحلة سياحية إلى الفضاء.
وبعد انطلاقه إلى حافة الفضاء على متن الطائرة الفضائية "يونيتي 22"، أشعل برانسون سباق المليارديرات إلى الفضاء، متفوقاً على خصمه مؤسس أمازون، الملياردير الأميركي جيف بيزوس، في إطلاق عصر السياحة الفضائية.
في خطوتها لتدشين عصر سياحة الفضاء، أرسلت "فيرجن غالاكتيك"، طائرتها الفضائية "يونيتي 22" إلى رحلة شبه مدارية، بهدف الوصول إلى 55 ميلاً فوق الأرض في ذروة ارتفاعها. وتستغرق الرحلة من الإطلاق إلى الهبوط نحو ساعة، وفقاً للشركة، وسيشهد أولئك الموجودون على متن الطائرة عدة دقائق من انعدام الوزن.
رحلة برانسون للفضاء
أسس برانسون، الذي يرأس مجموعة "فيرجن غروب" التي تضم كل شيء من الترفيه إلى الخدمات المالية إلى الاتصالات، شركة "فيرجن غالاكتيك" في عام 2004.
سعى برانسون إلى إرسال صاروخ إلى الفضاء منذ أن أسس شركته، ويطمح إلى إنشاء "فندق مداري"، ووضع نصب عينيه النجوم وهو يستعد للإقلاع في أول رحلة فضائية له.
وسجل برانسون الذي يبلغ من العمر 70 عاماً، رقماً قياسياً جديداً لأسرع قارب عبر المحيط الأطلسي في عام 1986، وفي عام 1987 حقق رقماً قياسياً في عبور المحيط الأطلسي بواسطة منطاد هواء ساخن، وتم إنقاذه بعد سقوطه في البحر في المرتين.
وتحطم نموذج أولي سابق لطائرة "فيرجن غالاكتيك" خلال رحلة تجريبية فوق صحراء موهافي في كاليفورنيا في عام 2014، ما أسفر عن مقتل طيار وإصابة آخر بجروح خطيرة.
رحلات ترويجية
وتنظم الشركة جولات خاصة أسبوعية تراعي احتياطات كوفيد-19 المعمول بها، لمقرها بقاعدة "سبيس بوت أميركا" في غير أيام الإطلاق. تبدأ أسعار الجولات من 49.99 دولاراً للبالغين، و29.99 دولاراً للأطفال، عند الحجز مسبقًا عبر الإنترنت.
وتتيح الجولة زيارة مركز زوار "سبيس بوت أميركا" الموجود في مبنى تاريخي، والمناطق العامة بالمنشأة، والاستمتاع بتجارب الفضاء مثل كرسي الدوران المشابه لذلك المستخدم في تدريب رواد الفضاء.
فجر السياحة الفضائية
قال برانسون الذي استثمر أكثر من مليار دولار لتحقيق حلمه، لشبكة "إن بي سي نيوز": "كنت أتخيل دائماً عندما كنت طفلاً أن سفينة الفضاء يجب أن تبدو هكذا. لقد اعتقدت فقط أن هذه هي الطريقة التي يجب أن تطير بها إلى الفضاء".
وأضاف: استثمر أكثر من مليون دافع ضرائب في نيو مكسيكو، بمن فيهم أنا، ما يقرب من ربع مليار دولار لبناء مقر شركة "فيرجن غالاكتيك" في "سبيس بوت أميركا" على أمل أن تكون ركيزة لصناعة جديدة في الولاية.
من جانبها، قالت حاكمة الولاية ميشيل لوغان غريشام في بيان: "لا يمكننا أن نكون أكثر حماساً لمشاركة هذه اللحظة الرائدة مع العالم أخيراً. فجر السياحة الفضائية يبزغ هنا".
وشركة "فيرجن غالاكتيك" هي شركة مساهمة عامة بلغت قيمتها السوقية أكثر من 11 مليار دولار اعتباراً من 6 يوليو. والشركة لديها نحو 700 عميل، ينتظرون بفارغ الصبر، وعلى استعداد لدفع أكثر من 200 ألف دولار لكل منهم مقابل الرحلة.
16 عاماً من البحث
وقال برانسون في بيان صحافي: "أعتقد حقاً أن الفضاء ملك لنا جميعاً. بعد أكثر من 16 عاماً من البحث والهندسة والاختبار، تأتي فيرجن غالاكتيك في طليعة صناعة الفضاء التجارية الجديدة، التي من المقرر أن تفتح الفضاء أمام البشرية وتغير العالم إلى الأبد.
وأضاف: "الحلم بجعل الفضاء في متناول الجميع مجرد أمر واحد؛ ولكنه أمر مختلف بالنسبة لفريق رائع أن يحول هذا الحلم بشكل جماعي إلى حقيقة"، حسب موقع "أسترونومي".
لتعزيز الضجة المتوقعة التي تتزامن مع أي حدث يستضيفه برانسون، أعلن مطرب "الهيب هوب" خالد إصدار أغنية جديدة خلال احتفالات ما قبل إطلاق الرحلة. والأغنية مستوحاة من اهتمام خالد بالفضاء، بحسب مجلة "رولينغز ستون".
بالإضافة إلى ذلك، أشار برانسون إلى أنه بعد عودته من رحلته الفضائية الأولى، لديه شيء خاص آخر يعلن عنه. وقال برانسون خلال مقطع فيديو تقديمي لطاقم هذه المهمة، عندما نعود، "سأعلن عن شيء مثير للغاية لمنح المزيد من الناس فرصة ليصبحوا رواد فضاء. لأن الفضاء ملك لنا جميعاً".
وفي 2 يوليو، قال برانسون لشبكة "سي إن إن" الأميركية: "لا أعرف بالتأكيد متى سيذهب جيف بيزوس، قد يقرر الذهاب قبلنا، لكنني بصراحة لا أرى هذا على أنه سباق فضاء".
وتابع: "من دواعي سروري أن يأتي جيف ويرى رحلتنا.. أود أن أذهب وأشاهده وهو يذهب في رحلته، وأعتقد أن كلينا سيتمنى للآخر التوفيق".
رحلة بيزوس
يبلغ بيزوس 57 عاماً وهو أغنى رجل في العالم. من محبي الخيال العلمي، أسس بلو أوريغين في عام 2000، واستقال مؤخراً من منصب الرئيس التنفيذي لشركة "أمازون" للتركيز على مشاريع الفضاء ومشاريع أخرى.
في غضون تسعة أيام، ينطلق بيزوس لأول مرة إلى الفضاء على متن صاروخه "نيو شيبرد"، الذي سمي على اسم آلان شيبرد، أول رائد فضاء أميركي يسافر إلى الفضاء، وصنعته شركة "بلو أوريغين" المملوكة لبيزوس.
سيحمل صاروخ "نيو شيبرد"، بيزوس وخمسة آخرين، بما في ذلك شقيقه، مارك، والطيارة والي فونك، التي حُرمت من وظيفة رائدة فضاء في الستينات لأنها امرأة، على ارتفاع 62 ميلاً تقريباً فوق سطح الأرض. وستشمل الرحلة أيضاً راكباً، لم يُفصح عن اسمه بعد دفع 28 مليون دولار في مزاد الشهر الماضي، حسب مجلة "فوربس".
ومن المقرر أن تنطلق كبسولة الركاب التابعة لشركة "بلو أوريغين" عمودياً على متن صاروخ قابل لإعادة الاستخدام من منصة إطلاق في غرب تكساس، وتحل رحلة بيزوس في 20 يوليو في الذكرى الـ52 لهبوط مركبة "أبولو 11" التاريخي على سطح القمر.
خلاف قديم
وعلى غرار الخلاف بشأن ما إذا كانت رحلة برانسون تعتبر حقاً ذهاباً إلى الفضاء، طالما كانت الحدود بين الغلاف الجوي للأرض والفضاء الخارجي، المعروفة باسم "خط كارمان"، محلاً للجدل طيلة سنوات، حسب صحيفة "غارديان" البريطانية.
ويحدد الاتحاد الدولي للرياضات الهوائية، وهو الهيئة الحاكمة العالمية للرياضات الجوية، وتعريفات رحلات الفضاء البشرية، ومقرها في سويسرا، "خط كارمان" على أنه ارتفاع 100 كيلومتر (62 ميلاً أو 330 ألف قدم) فوق مستوى سطح البحر، كما تفعل العديد من المنظمات الأخرى.
مع ذلك، تقول وكالة الفضاء الأميركية (ناسا)، إن الحدود هي 50 ميلاً، أو 80 كيلومتراً، فوق مستوى سطح البحر، والطيارون وخبراء البعثات والمدنيون الذين يعبرون هذه الحدود يعتبرون رسمياً رواد فضاء.
منافسة فضائية
وقالت صحيفة "غارديان" البريطانية، إن الاهتمام بسياحة الفضاء يتزايد بسرعة، إذ تتنافس "فيرجن غالاكتيك و"بلو أوريغين"، إلى جانب شركة "سبايس إكس" المملوكة للملياردير الأميركي إيلون ماسك، في القطاع التجاري الناشئ لسياحة الفضاء، على الرغم من أن ماسك يبدو متقدماً بعد أن قطع شوطاً كبيراً.
وكانت شركة "سبيس إكس"، التي سترسل أول طاقم من المدنيين بالكامل (بدون ماسك) إلى الفضاء في سبتمبر المقبل، أطلقت بالفعل العديد من الرحلات إلى محطة الفضاء الدولية.
وستخدم "فيرجن غالاكتيك" و"بلو أوريغين"، السوق الناشئ للرحلات شبه المدارية التي تستغرق بضع دقائق فقط، وهي فترة كافية للركاب لتجربة انعدام الوزن، ورؤية محيط الكوكب.
وتقول "فيرجن غالاكتيك"، إنها باعت أكثر من 600 تذكرة بما في ذلك لمشاهير هوليوود، بأسعار تتراوح بين 200 ألف دولار و250 ألف دولار للمقعد، ومن المتوقع أن تكون التذاكر أكثر تكلفة عند طرحها للبيع للجمهور.
وتخطط الشركة لإطلاق رحلتين إضافيتين قبل أن بدء رحلات تجارية منتظمة في أوائل عام 2022، وتهدف إلى تنفيذ 400 رحلة جوية سنوياً من قاعدتها في نيو مكسيكو.
في المقابل لم تعلن "بلو أوريغن" حتى الآن عن أسعار التذاكر أو تاريخ بدء العمليات التجارية، لكنها باعت مقعداً لرحلة 20 يوليو في مزاد، ودفع الفائز الغامض 28 مليون دولار.
تهنئة ونقد
وعلى الرغم من تباريهما للوصول أولاً للفضاء، أظهر بيزوس دعمه وتشجيعه لبرانسون ونشر صورة لمنافسه عبر حسابه على "إنستغرام".
فيما رد إيلون ماسك، مؤسس ومدير شركة "سبايس إكس"، بـ"تمنياته بالتوفيق"، على تغريدة لبرانسون، مشيراً إلى أنه سيحضر إطلاق الرحلة.
وفي الوقت الذي هنأ فيه بيزوس برانسون، نشرت شركة "بلو أوريغن" الجمعة تغريدة تقارن بين صاروخها "نيو شيبرد" وصاروخ منافستها "فيرجين غاليستيك".
وأشارت التغريدة إلى أن صاروخ "نيو شيبارد" قادر على التحليق لتخطي الحدود الفاصلة بين نهاية الغلاف الجوي للأرض وبداية الفضاء الخارجي، وهو ما يسمى بـ"خط كارمان"، وهو يقع على مستوى 100 كم من سطح البحر، أي نحو 62 ميلاً.
وانتقدت "بلو أوريغن" غريمتها "فيرجين غاليستيك" لأنها لن تصل إلى هذا الخط، بينما ستصل فقط إلى مسافة 58 ميلاً، كما قارنت شركة بيزوس تصميم صاروخها بأكبر نوافذ على الإطلاق، مقارنة بنوافذ صاروخ "VSS Unity" الصغيرة الشبيهة بنوافذ الطائرات التقليدية.
اتجهت كل الأنظار العالم إلى السماء فوق قاعدة "سبيس بوت أميركا" بصحراء نيو مكسيكو، الأحد، لمشاهدة إطلاق أحدث رحلة تجريبية لشركة "فيرجن غالاكتيك"، تحمل مؤسسها الملياردير البريطاني ريتشارد برانسون، رفقة 4 متخصصين في رحلات الفضاء وطيارين، في أول رحلة سياحية إلى الفضاء.
وبعد انطلاقه إلى حافة الفضاء على متن الطائرة الفضائية "يونيتي 22"، أشعل برانسون سباق المليارديرات إلى الفضاء، متفوقاً على خصمه مؤسس أمازون، الملياردير الأميركي جيف بيزوس، في إطلاق عصر السياحة الفضائية.
في خطوتها لتدشين عصر سياحة الفضاء، أرسلت "فيرجن غالاكتيك"، طائرتها الفضائية "يونيتي 22" إلى رحلة شبه مدارية، بهدف الوصول إلى 55 ميلاً فوق الأرض في ذروة ارتفاعها. وتستغرق الرحلة من الإطلاق إلى الهبوط نحو ساعة، وفقاً للشركة، وسيشهد أولئك الموجودون على متن الطائرة عدة دقائق من انعدام الوزن.
رحلة برانسون للفضاء
أسس برانسون، الذي يرأس مجموعة "فيرجن غروب" التي تضم كل شيء من الترفيه إلى الخدمات المالية إلى الاتصالات، شركة "فيرجن غالاكتيك" في عام 2004.
سعى برانسون إلى إرسال صاروخ إلى الفضاء منذ أن أسس شركته، ويطمح إلى إنشاء "فندق مداري"، ووضع نصب عينيه النجوم وهو يستعد للإقلاع في أول رحلة فضائية له.
وسجل برانسون الذي يبلغ من العمر 70 عاماً، رقماً قياسياً جديداً لأسرع قارب عبر المحيط الأطلسي في عام 1986، وفي عام 1987 حقق رقماً قياسياً في عبور المحيط الأطلسي بواسطة منطاد هواء ساخن، وتم إنقاذه بعد سقوطه في البحر في المرتين.
وتحطم نموذج أولي سابق لطائرة "فيرجن غالاكتيك" خلال رحلة تجريبية فوق صحراء موهافي في كاليفورنيا في عام 2014، ما أسفر عن مقتل طيار وإصابة آخر بجروح خطيرة.
رحلات ترويجية
وتنظم الشركة جولات خاصة أسبوعية تراعي احتياطات كوفيد-19 المعمول بها، لمقرها بقاعدة "سبيس بوت أميركا" في غير أيام الإطلاق. تبدأ أسعار الجولات من 49.99 دولاراً للبالغين، و29.99 دولاراً للأطفال، عند الحجز مسبقًا عبر الإنترنت.
وتتيح الجولة زيارة مركز زوار "سبيس بوت أميركا" الموجود في مبنى تاريخي، والمناطق العامة بالمنشأة، والاستمتاع بتجارب الفضاء مثل كرسي الدوران المشابه لذلك المستخدم في تدريب رواد الفضاء.
فجر السياحة الفضائية
قال برانسون الذي استثمر أكثر من مليار دولار لتحقيق حلمه، لشبكة "إن بي سي نيوز": "كنت أتخيل دائماً عندما كنت طفلاً أن سفينة الفضاء يجب أن تبدو هكذا. لقد اعتقدت فقط أن هذه هي الطريقة التي يجب أن تطير بها إلى الفضاء".
وأضاف: استثمر أكثر من مليون دافع ضرائب في نيو مكسيكو، بمن فيهم أنا، ما يقرب من ربع مليار دولار لبناء مقر شركة "فيرجن غالاكتيك" في "سبيس بوت أميركا" على أمل أن تكون ركيزة لصناعة جديدة في الولاية.
من جانبها، قالت حاكمة الولاية ميشيل لوغان غريشام في بيان: "لا يمكننا أن نكون أكثر حماساً لمشاركة هذه اللحظة الرائدة مع العالم أخيراً. فجر السياحة الفضائية يبزغ هنا".
وشركة "فيرجن غالاكتيك" هي شركة مساهمة عامة بلغت قيمتها السوقية أكثر من 11 مليار دولار اعتباراً من 6 يوليو. والشركة لديها نحو 700 عميل، ينتظرون بفارغ الصبر، وعلى استعداد لدفع أكثر من 200 ألف دولار لكل منهم مقابل الرحلة.
16 عاماً من البحث
وقال برانسون في بيان صحافي: "أعتقد حقاً أن الفضاء ملك لنا جميعاً. بعد أكثر من 16 عاماً من البحث والهندسة والاختبار، تأتي فيرجن غالاكتيك في طليعة صناعة الفضاء التجارية الجديدة، التي من المقرر أن تفتح الفضاء أمام البشرية وتغير العالم إلى الأبد.
وأضاف: "الحلم بجعل الفضاء في متناول الجميع مجرد أمر واحد؛ ولكنه أمر مختلف بالنسبة لفريق رائع أن يحول هذا الحلم بشكل جماعي إلى حقيقة"، حسب موقع "أسترونومي".
لتعزيز الضجة المتوقعة التي تتزامن مع أي حدث يستضيفه برانسون، أعلن مطرب "الهيب هوب" خالد إصدار أغنية جديدة خلال احتفالات ما قبل إطلاق الرحلة. والأغنية مستوحاة من اهتمام خالد بالفضاء، بحسب مجلة "رولينغز ستون".
بالإضافة إلى ذلك، أشار برانسون إلى أنه بعد عودته من رحلته الفضائية الأولى، لديه شيء خاص آخر يعلن عنه. وقال برانسون خلال مقطع فيديو تقديمي لطاقم هذه المهمة، عندما نعود، "سأعلن عن شيء مثير للغاية لمنح المزيد من الناس فرصة ليصبحوا رواد فضاء. لأن الفضاء ملك لنا جميعاً".
وفي 2 يوليو، قال برانسون لشبكة "سي إن إن" الأميركية: "لا أعرف بالتأكيد متى سيذهب جيف بيزوس، قد يقرر الذهاب قبلنا، لكنني بصراحة لا أرى هذا على أنه سباق فضاء".
وتابع: "من دواعي سروري أن يأتي جيف ويرى رحلتنا.. أود أن أذهب وأشاهده وهو يذهب في رحلته، وأعتقد أن كلينا سيتمنى للآخر التوفيق".
رحلة بيزوس
يبلغ بيزوس 57 عاماً وهو أغنى رجل في العالم. من محبي الخيال العلمي، أسس بلو أوريغين في عام 2000، واستقال مؤخراً من منصب الرئيس التنفيذي لشركة "أمازون" للتركيز على مشاريع الفضاء ومشاريع أخرى.
في غضون تسعة أيام، ينطلق بيزوس لأول مرة إلى الفضاء على متن صاروخه "نيو شيبرد"، الذي سمي على اسم آلان شيبرد، أول رائد فضاء أميركي يسافر إلى الفضاء، وصنعته شركة "بلو أوريغين" المملوكة لبيزوس.
سيحمل صاروخ "نيو شيبرد"، بيزوس وخمسة آخرين، بما في ذلك شقيقه، مارك، والطيارة والي فونك، التي حُرمت من وظيفة رائدة فضاء في الستينات لأنها امرأة، على ارتفاع 62 ميلاً تقريباً فوق سطح الأرض. وستشمل الرحلة أيضاً راكباً، لم يُفصح عن اسمه بعد دفع 28 مليون دولار في مزاد الشهر الماضي، حسب مجلة "فوربس".
ومن المقرر أن تنطلق كبسولة الركاب التابعة لشركة "بلو أوريغين" عمودياً على متن صاروخ قابل لإعادة الاستخدام من منصة إطلاق في غرب تكساس، وتحل رحلة بيزوس في 20 يوليو في الذكرى الـ52 لهبوط مركبة "أبولو 11" التاريخي على سطح القمر.
خلاف قديم
وعلى غرار الخلاف بشأن ما إذا كانت رحلة برانسون تعتبر حقاً ذهاباً إلى الفضاء، طالما كانت الحدود بين الغلاف الجوي للأرض والفضاء الخارجي، المعروفة باسم "خط كارمان"، محلاً للجدل طيلة سنوات، حسب صحيفة "غارديان" البريطانية.
ويحدد الاتحاد الدولي للرياضات الهوائية، وهو الهيئة الحاكمة العالمية للرياضات الجوية، وتعريفات رحلات الفضاء البشرية، ومقرها في سويسرا، "خط كارمان" على أنه ارتفاع 100 كيلومتر (62 ميلاً أو 330 ألف قدم) فوق مستوى سطح البحر، كما تفعل العديد من المنظمات الأخرى.
مع ذلك، تقول وكالة الفضاء الأميركية (ناسا)، إن الحدود هي 50 ميلاً، أو 80 كيلومتراً، فوق مستوى سطح البحر، والطيارون وخبراء البعثات والمدنيون الذين يعبرون هذه الحدود يعتبرون رسمياً رواد فضاء.
منافسة فضائية
وقالت صحيفة "غارديان" البريطانية، إن الاهتمام بسياحة الفضاء يتزايد بسرعة، إذ تتنافس "فيرجن غالاكتيك و"بلو أوريغين"، إلى جانب شركة "سبايس إكس" المملوكة للملياردير الأميركي إيلون ماسك، في القطاع التجاري الناشئ لسياحة الفضاء، على الرغم من أن ماسك يبدو متقدماً بعد أن قطع شوطاً كبيراً.
وكانت شركة "سبيس إكس"، التي سترسل أول طاقم من المدنيين بالكامل (بدون ماسك) إلى الفضاء في سبتمبر المقبل، أطلقت بالفعل العديد من الرحلات إلى محطة الفضاء الدولية.
وستخدم "فيرجن غالاكتيك" و"بلو أوريغين"، السوق الناشئ للرحلات شبه المدارية التي تستغرق بضع دقائق فقط، وهي فترة كافية للركاب لتجربة انعدام الوزن، ورؤية محيط الكوكب.
وتقول "فيرجن غالاكتيك"، إنها باعت أكثر من 600 تذكرة بما في ذلك لمشاهير هوليوود، بأسعار تتراوح بين 200 ألف دولار و250 ألف دولار للمقعد، ومن المتوقع أن تكون التذاكر أكثر تكلفة عند طرحها للبيع للجمهور.
وتخطط الشركة لإطلاق رحلتين إضافيتين قبل أن بدء رحلات تجارية منتظمة في أوائل عام 2022، وتهدف إلى تنفيذ 400 رحلة جوية سنوياً من قاعدتها في نيو مكسيكو.
في المقابل لم تعلن "بلو أوريغن" حتى الآن عن أسعار التذاكر أو تاريخ بدء العمليات التجارية، لكنها باعت مقعداً لرحلة 20 يوليو في مزاد، ودفع الفائز الغامض 28 مليون دولار.
تهنئة ونقد
وعلى الرغم من تباريهما للوصول أولاً للفضاء، أظهر بيزوس دعمه وتشجيعه لبرانسون ونشر صورة لمنافسه عبر حسابه على "إنستغرام".
فيما رد إيلون ماسك، مؤسس ومدير شركة "سبايس إكس"، بـ"تمنياته بالتوفيق"، على تغريدة لبرانسون، مشيراً إلى أنه سيحضر إطلاق الرحلة.
وفي الوقت الذي هنأ فيه بيزوس برانسون، نشرت شركة "بلو أوريغن" الجمعة تغريدة تقارن بين صاروخها "نيو شيبرد" وصاروخ منافستها "فيرجين غاليستيك".
وأشارت التغريدة إلى أن صاروخ "نيو شيبارد" قادر على التحليق لتخطي الحدود الفاصلة بين نهاية الغلاف الجوي للأرض وبداية الفضاء الخارجي، وهو ما يسمى بـ"خط كارمان"، وهو يقع على مستوى 100 كم من سطح البحر، أي نحو 62 ميلاً.
وانتقدت "بلو أوريغن" غريمتها "فيرجين غاليستيك" لأنها لن تصل إلى هذا الخط، بينما ستصل فقط إلى مسافة 58 ميلاً، كما قارنت شركة بيزوس تصميم صاروخها بأكبر نوافذ على الإطلاق، مقارنة بنوافذ صاروخ "VSS Unity" الصغيرة الشبيهة بنوافذ الطائرات التقليدية.