استضافت جامعة البحرين أستاذة الفيزياء بجامعة واترلو الدكتورة دونا ثيو ستريكلاند، الحائزة على جائزة نوبل للفيزياء لعام 2018، في جلسة نقاشية ضمت أساتذة قسم الفيزياء وطلبة الدراسات العليا في الجامعة وعدد من المهتمين، متطرقة إلى اكتشافها الذي فتح المجال أمام تطورات هائلة في استخدامات الليزر، والذي مهد لحصولها على "نوبل الفيزياء"، مشجعة على المزيد من الاستثمار - في كل مكان - في البحوث الأساسية.
وعبر رئيس جامعة البحرين الأستاذ الدكتور رياض يوسف حمزة، عن سعادة الجامعة واعتزازها بلقاء أ.د.سترايكلاند، شاكراً لها قبولها استضافة الجامعة وإتاحة الفرصة للمشتغلين في المجال الفيزيائي خصوصاً لحوارها. وفي الوقت نفسه أكد عميد الدراسات العليا والبحث العلمي الدكتور محمد رضا قادر، أهمية مثل هذه الفعاليات التي تنظمها العمادة بدعم متواصل من إدارة الجامعة لاستضافة العلماء البارزين في جميع المجالات.
وتناولت الجلسة النقاشية مع أ.د. سترايكلاند خمسة محاور شملت: التعرف على مرحلة دراسة الدكتوراه في جامعة روشيستر بالولايات الأمريكية المتحدة، والاهتمام بالعلوم وتأثيرها بالمجتمع، والاكتشاف الذي أهلها لنيل جائزة نوبل في العام 2018، ودور المرأة بالمجال العلمي عامة وبالفيزياء على وجه الخصوص، وتم فتح المجال لطرح أسئلة تقنية تخصصية بمجال الفيزياء وتقنية الليزر.
وفي سؤالها عن أطروحة الدكتوراه أجابت أ.د. ستريكلاند أنها نشرت ومشرفها على رسالة الدكتوراه الأستاذ الدكتور جيرار مورو عملهما الرائد بعنوان "ضغط النبضات البصرية المتضخمة" في العام 1985، هذا البحث أدى إلى اختراعهم لمضخم نبضات الليزر في مختبر علم الطاقة بجامعة روتشستر، وإلى تطوير مجال النبضات فائقة القصر ذات الكثافة العالية من أشعة الضوء.
وأضافت "نظرًا لأن أشعة الضوء الفائق قادرة على إجراء عمليات قطع دقيقة للغاية، فإنه يتم استخدام التقنية في عمليات الليزر الدقيقة، والجراحة بالليزر، وفي مجالات مختلفة في الطب، ودراسات العلوم الأساسية، وغيرها من التطبيقات. وبذلك تمكن الأطباء من إجراء ملايين العمليات الجراحية التصحيحية للعين بالليزر.
وتطرقت أ.د. ستريكلاند لرحلتها الدراسية وتحولها من الهندسة إلى الفيزياء. وكيف أن حبها للمدرسة مهّد طريقها للعمل في الجامعة والاستمرار في السلك الأكاديمي. وأشارت إلى أنها تعمل على جعل التجارب المعملية للطلبة في السنة الأولى أكثر متعة. إذ تحاول جذب العقول اليافعة إلى المجالات العلمية المختلفة، وترى بأن العلم ليس حكرا على فئة معينة من الناس، بل هو انشغال ينبع من شغف الفرد بمجال معين .
وتقود أ.د. ستريكلاند مجموعة الليزر فائق السرعة التي تعمل على تطوير أنظمة الليزر عالي الكثافة لأبحاث البصريات غير الخطية، وتشغل منصب رئيس جمعية البصريات الأمريكية (CPA) .
وفي ختام المقابلة شجعت أ.د. ستريكلاند المشاركين على مواصلة الدعوة لدعم الاستثمار في البحوث الأساسية بين جميع أطراف المجتمع بما ينعكس إيجاباً على التقدم.
ومنحت الكندية أ.د. ستريكلاند جائزة نوبل في الفيزياء في 2 أكتوبر 2018م، على ضوء مسارها العلمي الساطع والثري بالأبحاث، وصارت بعد اختيارها للتتويج بهذه الجائزة المرموقة أول امرأة تنال هذه الجائزة منذ 55 عاماً، وثالث امرأة تحصل على جائزة نوبل في الفيزياء، بعد ماري كوري عام 1903م وماريا جوبرت ماير عام 1963م .