أدرج الموقع الإلكتروني لمنظمة الصحة العالمية مجموعة من أبحاث أكاديميي جامعة البحرين في منصته الرسمية، استعرضت تجربة التعلم عن بعد في الجامعة والدروس المستفادة من خلال هذه التجربة في الشهور الماضية التي أعقبت تحول الجامعة - والتعليم بشكل عام في العالم - إلى التعلم عن بعد لمدد متفاوتة.

فقد نشر موقع المنظمة العالمية دراسة لمديرة وحدة التميز في التعليم ومهارات القيادة الدكتورة ديانا عبدالكريم الجهرمي، بعنوان "نحو توفير تفاعل فعّال في سياقات التعلم الإلكتروني خلال جائحة كورونا: تعزيز التواصل الافتراضي في المناقشات على منصات إدارة التعلم الإلكترونية".

وجاء في الدراسة أن الفاعلية المستدامة للمناقشات غير المتزامنة عبر الإنترنت حول مستويات تفاعل المتعلمين، تعد أحد جوانب التعلم غير المباشر في أنظمة إدارة التعلم، وكإضافة للتفاعل المباشر في الفصل الدراسي، كونها جزءًا لا يتجزأ من التحوّل الرقمي للتعليم والتعلم خاصة أثناء كوفيد-19 وبعدها.

هدفت دراسة د. الجهرمي إلى التحقق من فعالية تسهيل التفاعلات الإلكترونية ثنائية البناء (معلم - طالب، طالب - طالب) باستخدام لوحات المناقشة بوصفها أداة التفاعل غير المتزامن المتوفرة في أنظمة إدارة التعلم، من خلال تصورات أصحاب المصلحة الرئيسيين: الطلاب.

وأشارت نتائج الدراسة إلى الآثار التربوية الرئيسية التي تجب مراعاتها من قبل الممارسين وصناع القرار التربويين لضمان تنفيذ التفاعل الإلكترونية الفعالة في السياقات الدائمة للتعلم عن بعد.

السيطرة على الانتحال الأكاديمي

كما نشر موقع منظمة الصحة العالمية بحثاً لكل من رئيسة قسم علم النفس بكلية الآداب الدكتورة شيخة أحمد الجنيد، والأستاذ الدكتور محمد مقداد بعنوان "الانتحال الأكاديمي في تقويم ما يتعلمه الطلبة في التعلم عن بُعد: إلى أين أثناء الكورونا؟"، مشيرين إلى أن تقويم ما يتعلمه الطلبة في عصر كورونا، يواجه تحدياً كبيراً يتمثل في إمكانية أن يمارس بعض الطلبة الانتحال الأكاديمي، وبالتالي، فإن عملية تقويم الأداء الأكاديمي لن تكون موضوعية.

وتمت ملاحظة أن الانتحال ممارس في العديد من الأعمال العلمية التي ينجزها الطلبة في معظم جامعات العالم من خلال الامتحانات، والبحوث العلمية، والمشاريع البحثية، والواجبات، والاختبارات القصيرة. وأشار البحث إلى أن نتائج الدراسات في هذا الموضوع متضاربة، مما ساهم في زيادة الاعتقاد بأن ممارسة الانتحال في التعليم عن بُعد، ميسّرة وواسعة الانتشار، وأن أنواع الغش (الانتحال) التي يستخدمها المتعلمون كثيرة ومتنوعة.

ولمعالجة هذا الوضع فقد تبين أن هناك منهجين يستخدمان للسيطرة على الانتحال الأكاديمي هما المنهج الوقائي: بغرس القيم الأخلاقية والدينية لدى الطلاب، والمنهج العلاجي: بالاستعانة بتكنولوجيا المعلومات. وأكدت الورقة أن النهج الوقائي يمكن أن يكون أكثر فاعلية في السيطرة على الانتحال ككل.

الجاهزية التكنولوجية للتعليم العالي

ومن كلية إدارة الأعمال في جامعة البحرين، نشر موقع منظمة الصحة العالمية دراسة لكل من مديرة مكتب ضمان الجودة والاعتماد الدكتورة حصة مبارك الفاضل، ومنسق برنامج ماجستير التكنولوجيا المالية الدكتور عبدالله خالد الجلاهمة، ورئيس قسم الإدارة والتسويق الدكتور مسفر المهندي، من كلية إدارة الأعمال، حول الجاهزية التكنولوجية لمؤسسات التعليم العالي في دول مجلس التعاون الخليجي، بعنوان "تقرير الجاهزية التكنولوجية لمؤسسات التعليم العالي في دول مجلس التعاون الخليجي: تحليل للوضع لأزمة كوفيد-19".

وسعت هذه الدراسة لاستكشاف الجاهزية التكنولوجية لمؤسسات التعليم العالي في دول مجلس التعاون الخليجي في إدارة استمرارية الأعمال وسط انتشار فيروس كورونا.

وقدمت الدراسة عدة مقترحات لمؤسسات التعليم العالي في دول مجلس التعاون الخليجي وأهمها: إشراك المدرسين في برامج للتطوير المهني المستمر، وتخصيص ورش عمل أو اعتماد الطاولة المستديرة بشكل دوري لمناقشة جميع الأمور المتعلقة بالتدريس مع زملائهم ومشاركة خبراتهم واتباع أفضل الممارسات والحلول المبتكرة للتدريس عن بعد.

وأوصت الدراسة جميع الجامعات في دول مجلس التعاون على تضمين التعلم المدمج على المدى الطويل، وذلك للحفاظ على استدامة جودة التعليم وزيادة الاعتماد على استخدام التكنولوجيا والتعلم المدمج في التعليم العالي لتحقيق المرونة في التعامل مع الأزمات.

مهارات الاتصال الشفوي

ونشر موقع منظمة الصحة العالمية دراسة بعنوان "فاعلية منصات التعلم الافتراضي في تطوير مهارات الاتصال الشفوي لدى طلاب اللغة الإنجليزية وآدابها في جامعة البحرين" قام بها كل من الدكتورة ميرفت عيسى البوفلاسة، والدكتور مدني عثمان أحمد، والدكتور ياسر أحمد جمعة، من قسم اللغة الإنجليزية وآدابها بكلية الآداب بجامعة البحرين .

وهدفت هذه الدراسة، إلى دعم العملية التعليمية في مملكة البحرين، من خلال التعرف على آراء وسلوكيات طلبة اللغة الإنجليزية وآدابها، والذين تم اختيارهم بطريقة عشوائية، حيال استخدام منصات التعلم الافتراضي الإلكتروني ذات الكفاءة العالية، التي توفرها جامعة البحرين، وتأثيرها على تحسين مهارات الاتصال الشفوي لديهم خلال الجائحة.

وأظهرت نتائج هذه الدراسة دلائل إحصائية إيجابية فيما يتعلق بالتأثير النسبي في قبول الطلبة للتعلم الافتراضي الإلكتروني بشكل عام، وتقبلهم له في تطوير مهارات الاتصال الشفوي لديهم، كما أشارت النتائج أيضًا إلى أن التأثير الاجتماعي كانت له مؤشرات ذات دلالة إحصائية على استخدام التعلم الافتراضي الإلكتروني لتعزيز مهارات الاتصال الشفوي للطلبة. كما أوضحت الدراسة عدم وجود تأثير للفروق بين الذكور والإناث على قبول تكنولوجيا المعلومات والاتصالات كبيئة لتعزيز مهارات الاتصال الشفوي .

وأشارت النتائج إلى مدى تقبل الطلبة التعلم الافتراضي كوسيلة تعلم مستقلة مستقبلية، حيث عبر بعض الطلبة عن عدم رغبتهم لاستخدام التعلم الافتراضي الإلكتروني كبديل عن التعلم الحضوري التقليدي وإنما وجوده ضرورة كمساعد له، معللين ذلك بأن التواصل الاجتماعي داخل الصفوف الدراسية يعدُّ أمرًا ضروريًا وحتميًا لبناء سمات الشخصية لديهم .

التعلم الإلكتروني ضرورة حتى بعد الجائحة

وفي بحث أعدته المحاضرتان في مركز اللغة الإنجليزية: هاجر كاظم وحصة العطاوي، أشارتا فيه إلى أن الهيئات الأكاديمية - في جميع أنحاء العالم - فضلت بيئة التعلم التقليدية للفصل الدراسي لسنوات عديدة، في قبالة إحجام كبير عن اللجوء للتعليم والتدريب عبر الإنترنت، ومع ذلك، فقد ظهر التعليم الإلكتروني كبديل وحيد للفصول الدراسية التقليدية بعد إغلاق الهيئات التعليمية في الجائحة.

وناقش البحث وعنوانه " التعليم الإلكتروني من أجل استدامة التعليم العالي بعد كوفيد-19" أنه بوجود مختبرات التعلم الإلكتروني وتطبيقاته، تمكنت معظم الهيئات التعليمية من الحفاظ على تقديم مناهجها. ولذلك، برز التعليم الإلكتروني كأداة ناجحة تدعم التعليم العالي في أوقات الأزمات والطوارئ وليس خيارًا تعليميا للحفاظ على التعليم على المدى الطويل، أي استدامة التعليم. من هذا المنطلق، استكشف البحث التغييرات المحتملة للنظام التعليمي بشكل عام بعد الجائحة.

وتم طرح اقتراحات لتجنب أوجه القصور والأخطاء المتكررة عند اعتماد مناهج التعليم الإلكتروني في فترة ما بعد الجائحة من خلال استكشاف نقاط القوة والضعف والفرص والتهديدات. وتخلص الورقة إلى أن التعلم الإلكتروني أمر لا بد منه في حقبة ما بعد كورونا، لأنه أثبت نجاحه واستدامته بمجرد معالجة التهديدات ونقاط الضعف وحلها.

التعلم مدى الحياة

وقدم المحاضرون في مركز اللغة الإنجليزية بجامعة البحرين: دلال عبدالكريم الهيتي، وتارا فرياد هناري، وأبوبكر عبدالكريم الهيتي، ورقة عن تنمية مهارات القرن الحادي والعشرين ومهارات التعلم مدى الحياة من خلال تجربة التعلم في أزمة كوفيد-19، استنتجت أن غالبية الطلبة قاموا بتنمية ذاتية لمهارات القرن الحادي والعشرين والمهارات الحياتية خلال فترة التعليم في أزمة كوفيد-19 .