في حدث نادر، أودت الفيضانات التي ضربت ألمانيا وأجزاء من أوروبا بعد هطول أمطار غريزة، بأكثر من 150 شخصا حتى الآن.
كيف يمكن أن تقع مأساة كهذه بكل الخسائر الجسيمة في الأرواح والممتلكات في القارة الأوروبية؟
طقس استثنائي
أوضح جان جوزيل عالم المناخ ونائب الرئيس السابق لهيئة المناخ التابعة للأمم المتحدة لوكالة "فرانس برس" أن "الكتل الهوائية المحملة بنسبة كبيرة من الماء، بقيت في مكانها في الأجواء أربعة أيام بسبب درجات الحرارة المنخفضة".
النتيجة: هطول أمطار غزيرة، بين 14 و15 يوليو، وصل منسوبها إلى ما بين "100 و150 مليمتراً" أو ما يعادل شهرين من الأمطار، بحسب المنظمة العالمية للأرصاد الجوية.
ورغم أن المنطقة معتادة على هطول أمطار غزيرة، كانت هذه المتساقطات "استثنائية من حيث كمية المياه التي تدفقت وشدتها" كما علق كاي شروتر عالم الموارد المائية في جامعة بوتسدام.
تغير المناخ؟
يحتدم النقاش حول هذه المسألة، فقد ربط سياسيون أوروبيون بين هذه العواصف الشديدة وتغير المناخ. اليمين المتطرف في ألمانيا على سبيل المثال، يدحض هذه الفرضية ويتحدث عن "استغلال" لهذه المسألة.
يعتقد شروتر أنه "في الوقت الحالي، لا يمكننا أن نقول على وجه اليقين إن هذا الحدث مرتبط بتغير المناخ" لكن هذه الظواهر المناخية القصوى أصبحت "أكثر تواتراً وأكثر احتمالاً" بسبب ارتفاع درجات الحرارة.
ويؤدي ارتفاع درجة حرارة الكوكب إلى زيادة نسبة تبخر الماء من المحيطات والأنهر ما يتسبب في "دخول كميات أكبر من المياه إلى الغلاف الجوي".
ويمكن لهذه الظاهرة أن تزيد من احتمالات هطول أمطار غزيرة وعنيفة، وفق الباحث.
وعموماً، يزداد احتمال حدوث ظواهر مناخية قصوى بسبب تغير المناخ، وفقاً لهيئة المناخ التابعة للأمم المتحدة.
مجاري مائية غير محمية
أدى هطول الأمطار الغزيرة بشكل مفاجئ إلى تضخم العديد من الأنهر الصغيرة وروافد أنهر لا تملك القدرة على احتواء هذه النسبة الهائلة من المياه والتي لم تكن محمية ببنوك مرتفعة بما فيه الكفاية.
وقال رئيس منطقة شمال الراين وستفاليا أرمين لاشيت الجمعة، إن "نهر الراين معتاد على الفيضانات، أما المشكلة الأكبر فهي الأنهر الصغيرة وروافد الأنهر".
عدم الاستعداد؟
تتهم بعض وسائل الإعلام وخبراء ألمان السلطات بأنها لم تصدر إنذارات في وقت مبكر بما في الكفاية للسكان.
وقالت هانا كلوك أستاذة الموارد المائية في جامعة ريدينغ في المملكة المتحدة، إن "خبراء الأرصاد.. أصدروا تحذيرات، لكن لم تؤخذ على محمل الجد والاستعدادات لم تكن كافية".
بالإضافة إلى ذلك، هناك نقص في الوعي بهذه الأخطار بين السكان الذين يعيشون في المناطق المعرضة للفيضانات.
وقال أرمين شوستر رئيس الهيئة الحكومية المتخصصة بالكوارث الطبيعية في ألمانيا لصحيفة "بيلد" اليومية: "بعض الضحايا قللوا من أهمية الخطر ولم يحترموا قاعدتين أساسيتين أثناء هطول الأمطار الغزيرة. الأولى: تجنب الأقبية التي تدخل فيها المياه. والثانية، قطع الكهرباء على الفور".
وقد عثر على عشرات القتلى في أقبية منازلهم.
مراجعة التخطيط الحضري
يشير بعض الخبراء بأصابع الاتهام إلى التخطيط الحضري في غرب ألمانيا في قلب "الموزة الزرقاء"، المركز الاقتصادي لأوروبا.
وقال جان جوزيل: "أدى التحضر، وهو أمر مهم في هذه المناطق، دوراً. هل كانت الخسائر ستكون مرتفعة بهذا الشكل قبل أربعين عاما؟".
وتمنع معالجة الأراضي المياه من التسرب إلى التربة التي لم تعد تلعب دور الإسفنج، ما يزيد من خطر الفيضانات.
يذكر أن المستشارة أنغيلا ميركل ستزور غداً، الأحد، المنطقة التي ضربتها الفيضانات في غرب ألمانيا. وستتوجه ميركل، العائدة من زيارة للولايات المتحدة، إلى قرية شولد المنكوبة في ولاية رينانيا بالاتينات والتي دمر القسم الأكبر منها.
كيف يمكن أن تقع مأساة كهذه بكل الخسائر الجسيمة في الأرواح والممتلكات في القارة الأوروبية؟
طقس استثنائي
أوضح جان جوزيل عالم المناخ ونائب الرئيس السابق لهيئة المناخ التابعة للأمم المتحدة لوكالة "فرانس برس" أن "الكتل الهوائية المحملة بنسبة كبيرة من الماء، بقيت في مكانها في الأجواء أربعة أيام بسبب درجات الحرارة المنخفضة".
النتيجة: هطول أمطار غزيرة، بين 14 و15 يوليو، وصل منسوبها إلى ما بين "100 و150 مليمتراً" أو ما يعادل شهرين من الأمطار، بحسب المنظمة العالمية للأرصاد الجوية.
ورغم أن المنطقة معتادة على هطول أمطار غزيرة، كانت هذه المتساقطات "استثنائية من حيث كمية المياه التي تدفقت وشدتها" كما علق كاي شروتر عالم الموارد المائية في جامعة بوتسدام.
تغير المناخ؟
يحتدم النقاش حول هذه المسألة، فقد ربط سياسيون أوروبيون بين هذه العواصف الشديدة وتغير المناخ. اليمين المتطرف في ألمانيا على سبيل المثال، يدحض هذه الفرضية ويتحدث عن "استغلال" لهذه المسألة.
يعتقد شروتر أنه "في الوقت الحالي، لا يمكننا أن نقول على وجه اليقين إن هذا الحدث مرتبط بتغير المناخ" لكن هذه الظواهر المناخية القصوى أصبحت "أكثر تواتراً وأكثر احتمالاً" بسبب ارتفاع درجات الحرارة.
ويؤدي ارتفاع درجة حرارة الكوكب إلى زيادة نسبة تبخر الماء من المحيطات والأنهر ما يتسبب في "دخول كميات أكبر من المياه إلى الغلاف الجوي".
ويمكن لهذه الظاهرة أن تزيد من احتمالات هطول أمطار غزيرة وعنيفة، وفق الباحث.
وعموماً، يزداد احتمال حدوث ظواهر مناخية قصوى بسبب تغير المناخ، وفقاً لهيئة المناخ التابعة للأمم المتحدة.
مجاري مائية غير محمية
أدى هطول الأمطار الغزيرة بشكل مفاجئ إلى تضخم العديد من الأنهر الصغيرة وروافد أنهر لا تملك القدرة على احتواء هذه النسبة الهائلة من المياه والتي لم تكن محمية ببنوك مرتفعة بما فيه الكفاية.
وقال رئيس منطقة شمال الراين وستفاليا أرمين لاشيت الجمعة، إن "نهر الراين معتاد على الفيضانات، أما المشكلة الأكبر فهي الأنهر الصغيرة وروافد الأنهر".
عدم الاستعداد؟
تتهم بعض وسائل الإعلام وخبراء ألمان السلطات بأنها لم تصدر إنذارات في وقت مبكر بما في الكفاية للسكان.
وقالت هانا كلوك أستاذة الموارد المائية في جامعة ريدينغ في المملكة المتحدة، إن "خبراء الأرصاد.. أصدروا تحذيرات، لكن لم تؤخذ على محمل الجد والاستعدادات لم تكن كافية".
بالإضافة إلى ذلك، هناك نقص في الوعي بهذه الأخطار بين السكان الذين يعيشون في المناطق المعرضة للفيضانات.
وقال أرمين شوستر رئيس الهيئة الحكومية المتخصصة بالكوارث الطبيعية في ألمانيا لصحيفة "بيلد" اليومية: "بعض الضحايا قللوا من أهمية الخطر ولم يحترموا قاعدتين أساسيتين أثناء هطول الأمطار الغزيرة. الأولى: تجنب الأقبية التي تدخل فيها المياه. والثانية، قطع الكهرباء على الفور".
وقد عثر على عشرات القتلى في أقبية منازلهم.
مراجعة التخطيط الحضري
يشير بعض الخبراء بأصابع الاتهام إلى التخطيط الحضري في غرب ألمانيا في قلب "الموزة الزرقاء"، المركز الاقتصادي لأوروبا.
وقال جان جوزيل: "أدى التحضر، وهو أمر مهم في هذه المناطق، دوراً. هل كانت الخسائر ستكون مرتفعة بهذا الشكل قبل أربعين عاما؟".
وتمنع معالجة الأراضي المياه من التسرب إلى التربة التي لم تعد تلعب دور الإسفنج، ما يزيد من خطر الفيضانات.
يذكر أن المستشارة أنغيلا ميركل ستزور غداً، الأحد، المنطقة التي ضربتها الفيضانات في غرب ألمانيا. وستتوجه ميركل، العائدة من زيارة للولايات المتحدة، إلى قرية شولد المنكوبة في ولاية رينانيا بالاتينات والتي دمر القسم الأكبر منها.