لا يريد الأميركيون اعتبار المعركة ضد داعش معركة أميركية، لكنّهم يثبتون في كل مناسبة مدى انخراطهم في التفاصيل العسكرية والسياسية للمعركة.فصّل مسؤول أميركي ما حدث في الرمادي خلال إيجاز صحافي، وقال إن تنظيم داعش وجّه 30 سيارة مفخخة إلى وسط المدينة، وتسببت الانفجارات بتدمير فوريّ لعدة أحياء سكنية في لحظة، وقال المسؤول إن 10 سيارات منها كانت مليئة بمتفجرات تعادل تفجير أوكلاهوما سيتي، وكان يشير إلى التفجير الضخم خلال التسعينيات الذي دمّر مبنى حكومياً بكامله.ما يثير القلق في هذا السرد هو أن تنظيم داعش ما زال قادراً على تجنيد عدد كبير من العناصر، ويستطيع دفعهم للقيام بعمليات انتحارية، كما أنه قادر على الحصول على أطنان من المتفجرات، مع أن الحصار مضروب على مناطق سيطرة التنظيم منذ أشهر.داعش القوييفسّر الأميركيون وجود الانتحاريين باستمرار تدفّق المتطوعين عن طريق الحدود التركية وغيرها، ويؤكّدون أن تركيا تقوم بجهد، وتمكّنت من تحطيم شبكة من المهرّبين منذ حين، لكن الكثير من الجهد مطلوب لضبط الحدود ومنع العبور من تركيا إلى مناطق سيطرة داعش. فيما يعتبر الأتراك أن المشكلة تبدأ من تقاعس الأميركيين والأوروبيين، حيث تطلب تركيا من الحكومات الأجنبية إبلاغها بالمشبوهين لوقفهم، لكن حكومات الدول الغربية تتقاعس في ذلك.أما وفرة المتفجرات في يدّ داعش فتعود إلى أن التنظيم حصل على كميات هائلة منذ بدأ العمل في العراق وسوريا قبل سنوات، وهو يثبت الآن أنه تنظيم قويّ وصعب المراس، ويعادل قوّة تنظيم القاعدات بعشر مرات، بحسب مقارنة الأميركيين.تريد الحكومة الأميركية في هذا الوقت التأكيد على أن المعركة ضد داعش ستكون طويلة وقاسية، وقارن أحد المسؤولين الأميركيين المعركة الحالية بمعركة الاميركيين ضد القاعدة في العقد الماضي، وقال إن المعركة السابقة استغرقت ثلاث سنوات، وحشدت الولايات المتحدة خلالها 170 الف جندي أميركي، بالإضافة الى آلاف من ابناء العشائر السنيّة العراقية، اما الآن فالمعركة تدور بين تنظيم أشدّ بكثير من تنظيم القاعدة وهناك على الارض 3 آلاف جندي اميركي فقط، ويعملون كمستشارين.كما يفسّر الاميركيون بعض الانهيار في الرمادي، بأن القوات العراقية تحمي بغداد وتتوزّع في مناطق الجنوب، ولديها قدرات محدودة وخسرت الكثير من العناصر في مرحلة اندفاع داعش الاولى في الصيف الماضي.الرؤية الأميركيةويؤكّد الاميركيون الآن ان المعركة لن تكون لمصلحة تنظيم داعش ويشرحون للعربية.نت خططهم للمعركة، حيث تبدأ الرؤية الاميركية من التأكد ان بغداد ليست في دائرة الخطر، ويؤكّدون ان الدفاعات عن العاصمة العراقية جيّدة، وان سقوط الرمادي لا يشبه بأي حال انهيار المدن العراقية الواحدة بعد الاخرى كما حصل بعد سقوط الموصل.يؤكّد الاميركيون ايضاً ان جزءاً كبيراً من الحلّ يقوم على دور القوات السنيّة، ويشيرون الى ان هناك الالاف من الشباب السنّة من عناصر القوات المسلحة قد تمّ تدريبهم، وان هناك تفاهماً واضحاً الآن على تسليح ابناء العشائر السنيّة من خلال عملية تنظّمها الحكومة العراقية، بما في ذلك رصد الميزانية وتسليم العتاد والذخائر.يصرّ الاميركيون في هذه المرحلة على هذا التنظيم الحكومي، لان واشنطن تعتبر ان كل القوات العاملة ضد داعش يجب ان تكون تحت إمرة رئيس الحكومة، وان يتمّ تسليحها من خلال القوات المسلحة العراقية، ولا يريد الاميركيون تكرار تجربة سابقة من العام الماضي حين تلقّى مسلحون من العشائر اسلحة وذخائر ولم يتمّ استعمال الاسلحة، بسبب عدم التنظيم، أو لأن هذه الاسلحة اختفت، وربما يكون وصل بعضها الى جهات متطرفة بمن فيها تنظيم داعش.يصرّ الاميركيون ايضاً على متابعة تطبيق البند الآخر من الحلّ في العراق وهو إقرار قانون الحرس الوطني، وقد أصبح الآن قريب المنال بعدما أقرّ في قراءة ثانية، ويحتاجه الاميركيون والسنّة كإطار جيّد لتنظيم المسلحين السنّة، اولاً لدحر داعش، ثانياً في الحفاظ على المناطق السنيّة ومنع العناصر المتطرفة من العودة الى الانبار. وبكلام آخر عدم تكرار تجربة السنوات ما بين القضاء على القاعدة ومجيء داعش.إنها مسألة وقت! وأفضل وصف لما يحدث في العراق ما انقله عن صديق أميركي حين قال للعربية.نت إنه تعوّد منذ بدأ العمل في الحكومة ان لا يكون متفائلاً او متشائماً، بل ينظر الى رجليه وهو يسير، ليتأكد انه يضع قدماً امام الأخرى!
International
داعش قادر على التجنيد والهجوم ويهزمه سنّة العراق فقط
22 مايو 2015