العين الإخبارية
منذ أواخر الشهر الماضي تنشغل مواقع التواصل الاجتماعي بالصومال، بقصة فتاة اختفت عن الأنظار، مصيرها مجهول، وسط بحث مضنٍ عنها من أسرتها.
أم الشابة الصومالية إكرام تهليل فارح بدأت منذ 26 من يونيو/ حزيران الماضي، رحلة بحث عن ابنتها المفقودة، التي عملت سابقا بمكتب رئيس بلدية مقديشو المهندس عبدالرحمن عمر عثمان يريسو، الذي اغتالته حركة الشباب الإرهابية في تفجير، قبل عامين.
تقول المعلومات التي طالعتها "العين الإخبارية" في وسائل الإعلام الصومالية، إن إكرام تعمل أيضا في وكالة المخابرات والأمن القومي الصومالية المعروفة اختصارا بـ"نيسا".
وفي حديثها لوسائل الإعلام تقول قالي محمود غهاد في تصريحات لوسائل الإعلام المحلية، إن آخر مرة رأت فيها ابنتها إكرام (23 عاما) كانت ليلة 26 يونيو/حزيران، على تمام الساعة 8:00 مساء، حين تم استدعاؤها إلى مقر العمل، وطُلب منها جلب حاسوبها، واستقلت سيارة من جهة العمل.
وتشتبه قالي غهاد بأن جهاز المخابرات الصومالي هي الجهة المشتبه بها وراء اختفاء ابنتها، وتزعم أن لديها أدلة ولقطات للسيارة التي استقلتها ابنتها بعد خروجها الأخير من المنزل.
وأوضحت والدة الفتاة المفقودة في تصريحاتها أن جهاز المخابرات لم يتصل معها بشأن اختفاء إكرام، ولم يرد على اتصالات الأسرة، داعية الحكومة الصومالية إلى إطلاق سراح ابنتها في أسرع وقت.
وتعليقا على القصة الشائكة، يؤكد مدير المخابرات الصومالي السابق عبدالله محمد علي سنبلولشي، انضمام إكرام تهليل فارح إلى جهاز المخابرات في أبريل 2017، في مكتبه الخاص، وفي وقت لاحق كلف بها مديرة قسم حقوق الإنسان التابع للوكالة.
المسؤول الأمني ذاته ذكر تصريحات صحفية طالعتها "العين الإخبارية" أن جميع الطرق تؤكد أن المخابرات المتهم الرئيسي في اختفاء إكرام، أولا لأنها عضو رفيع في الجهاز، ولأن المفقودة كانت تسكن في محيط الوكالة، الذي يخضع لحراسة أمنية مشددة ولا يمكن لأي جهة أن تخترقها.
ويتابع سنبلوشي أنه بغياب الاعترافات والأدلة على جهة معينة، تأخذ الشكوك صداها مستندة إلى وضع المنطقة التي اختفت فيها إكرام، والجهة المسؤولة عنها، والجهاز الذي كانت تعمل به، والصمت المطبق للوكالة حيال القضية منذ أكثر من 20 يوما.
سيناريوهات
يحصر المسؤول الأمني السابق في حديثه عن هذه القضية سيناريوهات اختفاء إكرام في أربع جهات محتملة وراء فقدانها، وهي: حركة الشباب، وجهات قبلية، عصابات، أو أجهزة أمنية رسمية.
ويستبعد سنبلوشي كافة السيناريوهات، ما عدا فرضية أن جهاز المخابرات نفسه وراء اختفاء إكرام، وبما أنها كانت عنصرا داخليا رفيع المستوى قد تكون ضحية لمعلومات حساسة جدا، مشيرا إلى طلب جهة العمل جلب الضحية حاسوبها الخاص في استدعائها الأخير لمقر الوكالة.
وفي سيناريو آخر يفترض محللون أمنيون أن إكرام قد اغتيلت، إلا أن تلك المزاعم تبقى دون أدلة، ولا تخرج من سياق استقراءات خاصة، بينما يقول مدير المخابرات السابق إنه يؤمن بأن إكرام لا تزال على قيد الحياة ولم يتم القضاء عليها.
ويفترض آخرون أنه من الممكن أنه تم تكليف إكرام بمهام استخبارية قد تكون خارج البلاد أو داخل البلاد، لهذا يبقى إعطاء معلومات عنها أمرا مستحيلا، إلا أن هذا السيناريو ليس قويا بسبب عدم إخطار الوكالة أسرتها بأن إكرام في مهام رسمية.
وتبقى جميع الروايات في مرحلة التخمين، في ظل غياب تعليق رسمي من المخابرات الصومالية، حول اختفاء أو مصير الفتاة إكرام.