نظمت اللجنة الاقتصادية بجمعية سيدات الأعمال البحرينية ظهر أمس "جلسة افتراضية" بالتعاون مع هيئة الكهرباء والماء حظيت بحضور وتفاعل كبيرين من قبل عضوات الجمعية وضيوفها، وحملت الجلسة عنوان "برامج وخدمات هيئة الكهرباء والماء"، تحدث في الجلسة كل من المهندسة درة العلوي، والمهندسة سارة عبدالرحمن المحميد، من إدارة ترشيد الكهرباء والماء. . وأدارتها السيدة أسمهان بوخوة رئيسة اللجنة الاقتصادية التي أكدت في الكلمة التمهيدية للجلسة أن المجتمع البحريني بحاجة إلى ثقافة الترشيد في ظل الحياة المعيشية ذات الارتفاع المتواصل.

واستهلت رئيسة الجمعية أحلام جناحي االجلسة بكلمة افتتاحية رحبت خلالها بالمتحدثتين من هيئة الكهرباء والماء، وشكرت الوزير على تعاونه المستمر مع الجمعية وحرصه الشديد على بيان كافة مستجدات القطاع للعضوات، كما وجهت شكرا خاصا لفريق العمل في الجمعية ورئيسة اللجنة السيدة أسمهان بوخوة.

وقالت جناحي أن الجلسة تأتي في إطار حرص الجمعية المستمر على إطلاع عضواتها بمستجدات العمل الحكومي والتعاون المستمر مع الجهات المعنية، بما يحقق نتائج إيجابية تخدم الجميع وتزيل اللبس عن أي أمر غير مفهوم.. وأشارت إلى أن الجلسة ستتناول البرامج والخدمات التي تقدمها هيئة الكهرباء والماء عن كيفية إدارة وترشيد الكهرباء والماء واستدامة الموارد المائية والطاقة الكهربائية وتحقيق قدر أكبر من الاستخدام الأمثل لهذه الموارد بعيداً عن الاستنزاف والهدر في ظل التحديات الكبيرة التي تواجهها مملكة البحرين لتوفير الطاقة الكهربائية والمياه الصالحة لكافة الاستخدامات .

وأكدت أن هذه الجلسات تعد قناة تواصل وتفاعل مهمة للغاية لتعريف الجهات الحكومية المختلفة بالمشاكل التي يواجهها القطاع التجاري بشكل عام وعضوات الجمعية على وجه الخصوص، كما أنها غالبا ما تثمر عن حلول فعالة وناجعة في مواجهة بعض المشكلات من خلال إطلاع الأطراف المختلفة على وجهة نظرها في هذه المشكلات.

وفي ختام حديثها.. تمنت جناحي لجميع الحضورأن يكونوا في أتم صحة ‏وأفضل ‏حال، داعية الله أن يقي البحرين قيادة وشعبا شر هذه الجائحة ويحفظ أهلها من كل شر ‏وسوء.

ترشيد المياه

تحدثت المهندسة سارة المحميد حول أهمية تعزيز ثقافة ترشيد الاستهلاك وتعزيز الممارسات والسبل لتقليل استهلاك الكهرباء والماء وتقليل الهدر وتطوير اليات إعادة تدوير استخدام المياه، مبينة ان أهمية ذلك تنبع من ضرورة الحفاظ على الموارد الطبيعية، واستدامتها للأجيال القادمة، وحماية البيئة من مصادر التلوث، وخفض المصروفات والتكاليف والضغط خاصة على محطات توليد الطاقة، الى جانب تخفيف قيم الفواتير.

وأشارت المحميد الى ان ذلك يتحقق بتكامل جهود ثلاثة جوانب هي الجانب التشريعي، والاعتماد على التقنيات المناسبة والمساعدة على ترشيد الاستهلاك، الى جانب وعي المستهلكين أنفسهم.

وفيما يتعلق بالمياه أوضحت ان الخطورة تكمن في ان 97 % من المياه الموجودة في العالم هي مياه بحار مالحة غير صالحة للشرب. وان 1 % فقط هي المياه الصالحة للشرب. و2% هي جبال ثلجية. وهذا ما يعني ان المشكلة عالمية.

الوضع المائي في البحرين

وتحدثت المحميد حول تحديات توفير المياه الصالحة للشرب في المملكة مبينة ان الطقس الحار يمثل أحد هذه التحديات حيث يرفع من الاستهلاك الى جانب حالات ترسب المياه، الاستهلاك العالي، النمو السكاني والمجتمعي المتسارع، ثقافة الاستهلاك نفسها، تزايد المشكلة على المستوى العالمي.

كما شددت على أهمية ترشيد الاستهلاك بأفضل السبل والاليات الممكنة، وهو صميم العمل اليومي لإدارة ترشيد الاستهلاك بهيئة الكهرباء والماء، حيث تعمل على التوعية بالطرق الخاطئة في الاستهلاك مثل الهدر في الطرق التقليدية لري الزرع والتنظيف.

مع الحث على استخدام الوسائل الممكنة التي تحقق انخفضا ملحوظا في الاستهلاك مثل الحنفيات والأدوات الصحية المناسبة التي تخفض الاستهلاك بنسب تصل الى 70 % وأساليب الري الحديثة، مع ضرورة اصلاح أي تسريب يحدث في المياه، والابلاغ عن التسريبات التي تكون تحت الأرض، مهما كان التسريب صغيرا، لان التسريب الذي يسبب قطرة واحدة في الثانية يعني 1500 لترا في العام.

ومن الضروري أيضا عدم استخدام خراطيم المياه في تنظيف السيارات وغسل الارضيات وغيرها. مع التأكيد على أهمية تنظيف الخزانات، والاستفادة من تقطير المكيفات في الزراعة.

ترشيد الكهرباء

من جانبها تحدثت المهندسة درة العلوي حول ترشيد استخدام الكهرباء مؤكدة ان هناك أربعة أسباب عالمية على الأقل تعزز أهمية خفض الاستهلاك وهي: ارتفاع الطلب العالمي على الطاقة، العمل على تحسين مستوى المعيشة وتلبية احتياجات النمو السكاني المتزايد، ارتفاع نسب التلوث في البيئة خاصة الانبعاثات الضارة مثل ثاني أكسيد الكربون، تضاؤل الموارد الطبيعية، ففي البحرين مثلا يتم الاعتماد على الغاز بشكل رئيسي في توليد الطاقة.

معدلات الاستهلاك

وفيما يتعلق بمعدلات الاستهلاك في البحرين، أوضحت العلوي ان المعدلات ترتفع بشكل كبير جدا في الأسابيع 19- 43 من كل عام وهي فترة الصيف، وهذا المعدل في ارتفاع مستمر، فبعد عن كان يقل عن 800 ميغاواط في عام 1990، بلغ 1906 ميغا واط في 2006، ليصل الى 3662 في عام 2020.

وشرحت المهندسة درة العلوي كيفية احتساب الاستهلاك الخاص بالشخص مشيرة الى ان ابسط الطرق هو معرفة طاقة الجهاز أولا، مثل مصباح كهربائي (40 واط) ويضرب بعد ساعات الاستهلاك في اليوم ثم يضرب الناتج بعدد أيام الشهر، لتضرب النتيجة بـ 3 وهي قيمة التكلفة للوحدة الواحدة.