الرياض - (وكالات): أعلنت السلطات السعودية استشهاد 21 شخصاً وإصابة 102 في هجوم انتحاري إرهابي استهدف مسجداً خلال صلاة الجمعة في بلدة القديح في محافظة القطيف شرق المملكة، فيما أعلن تنظيم الدولة «داعش» الإرهابي مسؤوليته عن الاعتداء.ونقلت وكالة الأنباء السعودية عن المتحدث الأمني لوزارة الداخلية اللواء منصور التركي قوله: «اتضح أنه أثناء أداء المصلين لشعائر إقامة صلاة الجمعة بمسجد الإمام علي بن أبي طالب ببلدة القديح بمحافظة القطيف شرق المملكة، قام أحد الأشخاص بتفجير حزام ناسف كان يخفيه تحت ملابسه ما نتح عنه مقتله واستشهاد وإصابة عدد من المصلين». وأضاف المتحدث أن فرق الإسعاف قامت بإجلاء المصابين إلى المستشفيات. وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية إن «الجهات الأمنية لن تألو جهداً في ملاحقة كل من تورط في هذه الجريمة الإرهابية الآثمة من عملاء أرباب الفتن الذين يسعون للنيل من وحدة النسيج الوطني بالمملكة، والقبض عليهم وتقديمهم للقضاء الشرعي لنيل جزائهم العادل».من جهته، أكد مفتي السعودية الشيخ عبد العزيز بن عبدالله آل شيخ في تصريح مباشر على قناة الإخبارية أن «هذه الحادثة الإجرامية هدفها إيجاد فجوة بين أبناء الوطن وإحداث الفوضى في بلادنا».ودانت الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء في السعودية «هذه الجريمة البشعة التي تهدف إلى ضرب وحدة الشعب السعودي وزعزعة استقراره ويقف وراءها بلا شك إرهابيون مجرمون لهم أجندات خارجية وليس لهم ذمة ولا يراعون حرمة وغاظهم أشد الغيظ قيام المملكة بواجباتها الدينية العربية والإسلامية». وفي وقت لاحق، أعلن تنظيم «داعش» الإرهابي مسؤوليته عن التفجير الانتحاري في بلدة القديح.وتبنى التنظيم في بيان على أحد المواقع الجهادية «عملية نوعية لجنود الخلافة بولاية نجد» قال إن منفذها الذي فجر «حزامه الناسف (...) أبو عامر النجدي». ونشر التنظيم صورة منفذ العملية. وأشارت إحصائية حديثة إلى أنه تم تسجيل وفاة 21 شخصاً وتسجيل نحو 102 جريح، وفقاً لموقع «إيلاف»، بينما تم تم تحويل الإصابات إلى مستشفى مضر ومستشفى القطيف المركزي، ومستشفى أرامكو، وفقاً لقناة «العربية».ونقلت وكالة «رويترز» عن مسؤول بمستشفى قوله إن «نحو 21 شخصاً» قتلوا في الهجوم وإن أكثر من 102 شخص يتلقون العلاج في المستشفى وبعضهم مصاب بجروح خطيرة. وقال إن آخرين تلقوا العلاج وعادوا إلى منازلهم. ونشرت مواقع إخبارية ومواقع الصحف المحلية على الإنترنت صوراً لجثث القتلى تغطيهم الدماء ولسيارات الإسعاف تنقل الجرحى. وأظهرت صورة نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي جثة مشوهة لشاب وقيل إنها جثة الانتحاري. وأظهرت صور أخرى سيارات الإسعاف وأجساد ملطخة بالدماء ويجري نقلها من موقع الانفجار.وعرض موقع صحيفة «الرياض» السعودية صور سجادات الصلاة مغطاة بالدماء وصور الدمار الذي لحق بالمسجد جراء الهجوم. وقال شهود إن الانتحاري اندس بين المصلين ثم فجر حزامه الناسف.وأدانت دول عربية وغربية الاعتداء الإرهابي. وأعربت منظمة التعاون الإسلامي عن إدانتها واستنكارها للتفجير. وقال الأمين العام للمنظمة إياد مدني إن «الذين قاموا بهذا العمل وخططوا له ودعموه إنما ينفذون توجهاً يعمل على تفكيك مكونات المنطقة، وتغليب روح الانقسام بين مواطنيها، وكسر توازنها المجتمعي التاريخي، وزجها في حالة من الفوضى المستدامة». ودان البيت الأبيض الهجوم الانتحاري. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جوش ايرنست «نعرب عن حزننا لفقدان الأرواح وندين هذا العنف (...) وجميع الضحايا كانوا من المسلمين».وأوقفت الشرطة السعودية خلال الأشهر الماضية مجموعة من عناصر ينتمون لمجموعات متطرفة يشتبه بتآمرهم لتنفيذ هجمات لإثارة البلبلة الطائفية في المنطقة الشرقية. والشهر الماضي، قالت وزارة الداخلية إنها فككت خلية تضم 65 شخصاً يشتبه بأنهم على صلة بتنظيم الدولة «داعش» الإرهابي في العراق وسوريا وأنهم ضالعون في مؤامرة «لإثارة الفتنة» من خلال تنفيذ عمليات مماثلة.