اعتقال وترحيل، وتحقيق قد يواجه من يحيد عن خط الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وقد يجد نفسه يعاد قسرا إلى تركيا، لمواجهة التهم.

هذا ما حدث لمعلم قرغيزي من أصل تركي وجد نفسه رهن الاعتقال، ورحّل إلى تركيا، ليتبين بعد خضوعه للتحقيق أنه متهم بالاشتراك في مجلات وصحف محسوبة على رجل الدين التركي فتح الله جولن.

واقعة اعتقال المعلم أورهان إناندي، التركي القرغيزي، الذي اختطفه جهاز الاستخبارات الوطنية التركي، كشفتها وثائق نشرها موقع "نورديك مونيتور" السويدي، الذي كشف أن الرجل تم استجوابه بشأن اشتراكه بصحف ومجلات تنتقد الحكومة بعد نقله إلى تركيا.

وذكر الموقع السويدي أن إناندي، مؤسس ورئيس شبكة مدارس "Sapat" التركية القيرغيزية المرموقة التي تعمل في قرغيزستان، اختطفه الجواسيس الأتراك في 31 مايو/أيار عام 2021، وأحضر بشكل غير قانوني إلى تركيا، حيث يعتقد أنه تعرض للتعذيب.

وأشار الموقع إلى أنه تم استهداف المُعلم، الذي كان يعيش في قرغيزستان منذ نحو ثلاثة عقود، بسبب صلاته بحركة جولن.



ووجهت الشرطة بإدارة مكافحة الإرهاب في أنقرة في 10-12 يوليو/تموز 2021 أسئلتها لإنادني والواردة بتقرير الإفادة المكون من 89 صفحة، قائلة: "هل هناك أي صحف أو مجلات مشترك فيها؟ إن كان لديك اشتراك بتلك الصحف والمجلات، متى ومدة اشتراكك وكم تدفع لتلك الاشتراكات؟".

وقال إناندي إنه مشترك بمجلة اسمها " Sızıntı"، التي كانت في وقت ما أكثر المجلات انتشارا في تركيا والتي تصدر منذ السبعينيات حتى حجزت حكومة أردوغان على دار النشر التي تصدرها "Kaynak" عام 2015، وأقفلت المجلة بعدها بعام إلى جانب 200 وسيلة إعلامية أخرى في حملة غير مسبوقة على وسائل الإعلام المستقلة والناقدة.

وتعتبر الحكومة التركية أن قراءة والاشتراك في صحف ناقدة ومعارضة أدلة على جريمة، وتعامل أي ارتباط بمثل تلك الصحف على أنه يكفي للتحقيق الجنائي بموجب قوانين مكافحة الإرهاب التي يتم استخدامها بشكل سيء للغاية في البلاد.



وألقي القبض على عديد من الناس وأودعوا في السجون بسبب اشتراكهم بصحف ومجلات مرتبطة بحركة جولن، من بينها "زمان ديلي"، التي استولت عليها حكومة أردوغان بشكل غير قانوني في مارس/آذار عام 2016.

وسجنت حكومة أردوغان حوالي 200 صحفي، مما يجعل تركيا الدولة رقم واحد في سجن الصحفيين بالعالم، بحسب مركز ستوكهولم للحريات.

وكانت مجلة " Sızıntı" أكثر المجلات قراءة، وبلغ عدد المشتركين فيها شهريًا 850 ألف حتى استولت عليها الحكومة في 2015.وتراجعت الاشتراكات بشكل كبير للغاية عام 2016، وقررت الحكومة إغلاقها في يوليو/تموز 2016.

وكان إناندي مشتركا بالمجلة عام 1995 عندما كان في قرغيزستان، حيث ساعد في إحضار المستثمرين من تركيا ودول أخرى لاستثمار ملايين الدولارات في المؤسسات التعليمية بالبلاد.

وأنكر إناندي الاتهامات ضده بالانتماء لتنظيم إرهابي، وقال إنه لم يتورط أبدًا في أي أعمال غير قانونية طوال حياته.

وبدأ إناندي مسيرته المهنية بالعمل مدرس تاريخ عام 1991، وأمضى بعض الوقت في مناصب إدارية بالمؤسسات التعليمية في تركيا.