وكالات
بعد أكثر من خمسة أشهر من الجدل الذي أثارته سلسلة من مقاطع الفيديو التي نُشرت عبر حساب "Unico Sobreviviente" أو "الناجي الوحيد" على تطبيقي "تيك توك" و"إنستغرام"، وأكثر من 600 مليون مشاهدة حول العالم، أعلنت شركتا "بيتا" الإسبانية للتوزيع و"بيتا فيلم" الألمانية للإنتاج أن هذه القصة الغامضة ما هي إلا دعاية لمسلسل تلفزيوني.

وبحسب موقع "Audiovisual451" الإسباني، يتولى خافيير بيريز دي سيلفا وكريستان غوكويل منتجي مسلسل "Gallos" سابقاً، إنتاج "الناجي الوحيد" في مسلسل يعتمد على "الابتكار".

واعتبرت الشركة في بيان صحافي "أنها اتّخذت من منصة "تيك توك" وسيلة للترويج لهذه القصة الغريبة والملحمية، التي تحكي عن شاب يستيقظ في مستشفى بمفرده في العالم ويعتقد أنه يعيش في عام 2027، من خلال الرسائل إلكترونية للساعات والأدوات الرقمية التى تشير إلى ذلك التاريخ، والتي وجدها عندما استفاق من الغيبوبة".

حبكة معقدة وغريبة

وأضاف الموقع: "بفضل قدرة الشاب على التواصل عبر الإنترنت مع الناس في الوقت الحاضر، اكتشف أنه أيضاً في عام 2021، ولكن في واقع موازٍ، الأمر الذي يزيد الغموض في القصة التي تتعقد أكثر عندها تبدأ الحبكة في اكتشاف كيف وصل إلى هناك، ولماذا، وما هي مهمته وكيف يمكنه العودة إلى الحاضر بفضل مساعدة أتباعه؟".

أصل الحكاية

في 13 فبراير 2021، بدأت تظهر فيديوهات غامضة وغريبة على "تيك توك" و"إنستغرام" لشخص اسمه خافيير يدعي عبر منشورات يكتبها أنه استيقظ في المستشفى وحيداً بعدما انقرضت البشرية جمعاء، ومن خلال الساعات والأجهزة الإلكترونية والرسائل الرقمية يعتقد أنه يعيش في عام 2027.

خافيير شخص مجهول الهوية لا نرى وجهه ولا نسمع صوته، بل نرى يديه أو جسمه أو ظلّه على الأرض وهو يصوّر لنا شوارع وشواطئ ومتاجر مدينة فالنسيا الإسبانية الخالية من البشر والحيوانات.

في أول تعليق له كتب: "استيقظت للتو في المستشفى ولا أعرف ما كان يمكن أن يحدث. اليوم هو 13 فبراير 2027 وأنا وحيد في المدينة." وعلق على فيديو نشره: "أنا أقرأ الجميع الآن، الجو بارد جداً في الشارع، حاولت الذهاب إلى حيث أعيش ولم يكن لدي مفاتيح للبقاء، ماذا كنت ستفعل في وضعي؟". وبدأ الحساب يجذب الناس خصوصاً في إسبانيا والبرازيل والمكسيك، ومن ثم انتشر بشكل جنوني في العالم ليحظى بـ 26 مليون إعجاب على "تيك توك" وحده بوقت سريع.

فيديوهات واقعية

منذ ذلك الحين، شارك خافيير عدة مقاطع فيديو تكاد تكون حقيقية تظهر أنه يسير في شوارع وشواطئ مهجورة تماماً ومتاجر ملابس فارغة، وصار الناس يتفاعلون معه طالبين منه مقاطع فيديو في مواقع معينة لإثبات أنه آخر إنسان على وجه الأرض.

لكن هذه الفيديوهات المصوّرة بشكل محترف، والتي شغلت مواقع التواصل والمجلات المتخصصة بالعالم الرقمي، أثارت تساؤلات كثيرة حول مدى واقعيتها أم أنها مصطنعة؟

وكتب موقع "POPBUZZ" في مارس الماضي: "رغم أن مقاطع فيديو "الناجي الوحيد" تبدو واقعية بشكل لا يصدق، فقد تساءل البعض عما إذا كان بطلها خافيير عالقاً بالفعل في عام 2027". وأضاف: "من الممكن أيضاً أن يكون خافيير استفاد من الحجر أثناء تفشي وباء كورونا، حيث كانت الشوارع أكثر هدوءاً من المعتاد وصوّر هذه الفيديوهات المثيرة والغريبة، أو قد يكون بارعاً في المونتاج وحذف الناس من الفيديوهات".

ولاحظ متابعو "الناجي الوحيد" مثلاً في أحد الفيديوهات التي يتوجّه فيها خافيير إلى السينما، ظهور ملصقات فيلم "Wonder Woman 1984" الصادر في 2020. وفي مقطع آخر لاحظ موقع "POPBUZZ"، أن خافيير وقع في فخ عدم وجود أي غبار على طاولات وأثاث إحدى الشقق المهجورة التي يصوّرها بعد انقراض البشر! حيث بدت الشقة مرتبة ونظيفة وكأنها مسكونة الآن".

وهذه أسئلة وجّهت الى "الناجي الوحيد" على حسابه من ضمن أسئلة، "كيف توجد آثار أقدام على رمال الشاطئ؟ وكيف توجد السفن على الماء إذا لم يكن هناك بشر؟ ولماذا السيارات نظيفة جداً مع أن ليس هناك من يغسلها؟، لكن الرجل المجهول لا يملك إجابات لأسئلة متابعيه. وادّعى خافيير منذ ذلك الحين أن كل ما يراه لا يزال في عام 2021 لكنه هو يعيش وحده في عام 2027.

وقال: "أريد أن أوضح أنني في عام 2027 لكن كل ما أراه بقي في عام 2021. أعتقد أنني استيقظت في عام 2027 كحقيقة موازية. وتذكرت اسمي للتو". وكتبت الصحافية جاسمين ديوريب في "POPBUZZ" ساخرة: "يبدو أنه سيتعين علينا الانتظار لمدة ست سنوات أخرى قبل أن نتمكن من التحقق من قصة خافيير حقًا".. وذلك قبل أن تعرف أن هذه الفيديوهات ضمن عملية ترويج مبتكرة لمسلسل مرتقب.

ليست ثيمة جديدة

والجدير بالذكر أن هناك فيلماً للمخرج الأميركي بيتر بيرغ صدر في عام 2013 ويحمل الاسم نفسه "Lone Survivor" أي "الناجي الأخير".

وكتب الصحافي في مجلة "El Espectador" الثقافية أن هذه القصص أو السير عن ناجين وحيدين ليست ثيمة جديدة، بل تناولها الأدب العالمي والسينما والرسوم الهزلية، لكنها المرّة الأولى التي تتناولها فيديوهات قصيرة معاصرة على تطبيق "تيك توك" أو "إنستغرام" حيث يحافظ المستخدم على اتصال مباشر مع الجمهور".