أخطر ما يتهدد وحدة المجتمعات -إضافة إلى المشكلات السياسية والاجتماعية المزمنة- هو تضخيم الهويات الفرعية، وتحويلها من أجزاء في كل عوامل إثراء وغنى، إلى دوائر مستقلة، لا تربطها روابط وطنية راسخة، بل مجرد علاقات مجاورة بلا هوية جامعة. ومن هنا تعتبر الأصوات التي تحاول -بغض النظر عن مرجعياتها- التشكيك في وحدة المجتمعات الثقافية أخطر ما يمكن أن يتهددها.
جرني إلى هذه المقدمة بعض الأصوات التي تثير الشكوك حول طبيعة الهوية الجامعة للبحرين ووحدة شعبها، مع أن البحرين العربية تاريخاً ووجوداً وجغرافياً، هي في قلب العرب، بوضعها الخاص في واسطة العقد العربي، ومتصلة بمصيره، وجداناً وثقافةً وتاريخاً، ما ساعدها على تطوير مجتمع مدني متوازن، منفتح، مستنير متسامح في غالبيته العظمى، ويمتلك وعياً متقدماً، يعيش في دولة مدنية عصرية مستقرة نسبياً، تزخر بتسامح إنساني كبير، وبانفتاح فكري واجتماعي وديني غير متوافر في العديد من المجتمعات العربية الأخرى، استناداً إلى معطيات حضارية تعود في عمقها إلى هذا التنوع ذاته، وإلى هذا التسامح المتراكم، وهما أساس انطلاق المشروع التحديثي للتجديد في ظل الملكية الدستورية الإصلاحية.
وانطلاقاً من هذا التنوع داخل الوحدة والتعايش في ظل روح التسامح، كان انفتاح البحرين على العالم وعلى الحداثة، بنموذجها السياسي والاجتماعي المتوازن، لتضرب المثل في الشجاعة والحكمة في التعاطي مع القضايا والأزمات الوطنية أو الإقليمية أو الدولية.
فقد قدمت نموذجاً عربياً في الشجاعة والنزاهة السياسية، في أوج الأزمات، وفي العديد من المحطات ضمن سياق يتطلع باستمرار إلى تعزيز دولة المواطنة المتساوية والحقوق والحريات. ومثلما سبق للبحرين العربية أن قدمت أول أنموذج خليجي في الريادة التعليمية والمؤسساتية والتنظيمية، فإنها قدمت أيضاً أنموذجاً لعصر ما بعد النفط، بالتنويع في مصادرها الاقتصادية، وإعداد وتمكين قوتها البشرية لتغطية تواضع دخلها البترولي في جوار غني بالنفط والغاز.
ولا شك أن للثقافة والتربية دوراً كبيراً ومهماً في ترسيخ هذه الهوية العربية انتماءً راسخاً لا تهزه الأزمات العابرة في الأفق العربي؛ وذلك لأن المجتمع الواثق من نفسه مجتمع قوي بهويته الوطنية والقومية والروحية في ذات الوقت، وهو مجتمع قوي بثقافته، يتشكل وفق ما يتيحه لجميع أفراده من ظروف للمشاركة السياسية الفاعلة، في ظل الحرية والتجسيم الأفضل للمواطنة المتساوية، كما كرسها الدستور ورسمت أهدافها وحدودها التشريعات، وتوفير الإمكانات لتحقيق الطموحات التي تعزز هذه الوحدة وترسخ الهوية الجامعة، وتشجع على الانفتاح على العالم والإقبال على فرص الإثراء المتبادل من دون خوف أو تردد.
* همسة:
عائدون من دوائر الغربة،
لاحتضان اللحظة،
عائدون من أزمنة الغبار والرماد.
من دوائر الشك،
في انتظار الموعد القادم،
الموزع على الوقت المبعثر
على رصيف الفجر.
جرني إلى هذه المقدمة بعض الأصوات التي تثير الشكوك حول طبيعة الهوية الجامعة للبحرين ووحدة شعبها، مع أن البحرين العربية تاريخاً ووجوداً وجغرافياً، هي في قلب العرب، بوضعها الخاص في واسطة العقد العربي، ومتصلة بمصيره، وجداناً وثقافةً وتاريخاً، ما ساعدها على تطوير مجتمع مدني متوازن، منفتح، مستنير متسامح في غالبيته العظمى، ويمتلك وعياً متقدماً، يعيش في دولة مدنية عصرية مستقرة نسبياً، تزخر بتسامح إنساني كبير، وبانفتاح فكري واجتماعي وديني غير متوافر في العديد من المجتمعات العربية الأخرى، استناداً إلى معطيات حضارية تعود في عمقها إلى هذا التنوع ذاته، وإلى هذا التسامح المتراكم، وهما أساس انطلاق المشروع التحديثي للتجديد في ظل الملكية الدستورية الإصلاحية.
وانطلاقاً من هذا التنوع داخل الوحدة والتعايش في ظل روح التسامح، كان انفتاح البحرين على العالم وعلى الحداثة، بنموذجها السياسي والاجتماعي المتوازن، لتضرب المثل في الشجاعة والحكمة في التعاطي مع القضايا والأزمات الوطنية أو الإقليمية أو الدولية.
فقد قدمت نموذجاً عربياً في الشجاعة والنزاهة السياسية، في أوج الأزمات، وفي العديد من المحطات ضمن سياق يتطلع باستمرار إلى تعزيز دولة المواطنة المتساوية والحقوق والحريات. ومثلما سبق للبحرين العربية أن قدمت أول أنموذج خليجي في الريادة التعليمية والمؤسساتية والتنظيمية، فإنها قدمت أيضاً أنموذجاً لعصر ما بعد النفط، بالتنويع في مصادرها الاقتصادية، وإعداد وتمكين قوتها البشرية لتغطية تواضع دخلها البترولي في جوار غني بالنفط والغاز.
ولا شك أن للثقافة والتربية دوراً كبيراً ومهماً في ترسيخ هذه الهوية العربية انتماءً راسخاً لا تهزه الأزمات العابرة في الأفق العربي؛ وذلك لأن المجتمع الواثق من نفسه مجتمع قوي بهويته الوطنية والقومية والروحية في ذات الوقت، وهو مجتمع قوي بثقافته، يتشكل وفق ما يتيحه لجميع أفراده من ظروف للمشاركة السياسية الفاعلة، في ظل الحرية والتجسيم الأفضل للمواطنة المتساوية، كما كرسها الدستور ورسمت أهدافها وحدودها التشريعات، وتوفير الإمكانات لتحقيق الطموحات التي تعزز هذه الوحدة وترسخ الهوية الجامعة، وتشجع على الانفتاح على العالم والإقبال على فرص الإثراء المتبادل من دون خوف أو تردد.
* همسة:
عائدون من دوائر الغربة،
لاحتضان اللحظة،
عائدون من أزمنة الغبار والرماد.
من دوائر الشك،
في انتظار الموعد القادم،
الموزع على الوقت المبعثر
على رصيف الفجر.