الحرة
أمر الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، الأحد، الحكومة بإعادة فرض الحجر الصحي لمدة 10 ساعات يوميا من الثامنة مساء إلى السادسة صباحا، إثر الارتفاع الكبير في عدد الإصابات بفيروس كورونا.
وقال بيان للرئاسة الجزائرية إن قرار العودة إلى الحجر الصحي "يخص الولايات الأكثر تضررا من فيروس كورونا".
وجاء قرار تبون إثر اجتماعه الأول مع الحكومة الجديدة برئاسة، أيمن عبد الرحمن، وسط الأزمة الصحية التي خلفتها مواجهة وباء كورونا، والارتفاع في أعداد المصابين، والضغط الكبير على الخدمات الصحية ونقص هياكل الاستقبال، وآليات التكفل.
الهدف.. تلقيح 2.5 مليون شخص في العاصمة
كما أكد البيان على ضرورة رفع نسبة التلقيح في الولايات ذات الكثافة السكانية الكبيرة "باعتبارها الولايات الأولى لمصادر العدوى" على حد تعبير البيان وتحديد هدف فوري لتلقيح 2.5 مليون شخص في العاصمة، وبنسبة 50 بالمائة من سكان ولايات وهران، قسنطينة، سطيف وورقلة.
وفي ظل أزمة الأكسجين التي تعاني منها أغلب المستشفيات الجزائرية، حث البيان على " تحسين تسيير مخزون وإنتاج الأوكسجين والتحلي بالهدوء وعدم الارتباك خلال عمليات التوزيع والاستعمال، خلال الإقبال العالي للمرضى على المصالح الاستشفائية، خاصة وأن طاقة استيعاب المرضى لم تتجاوز 56 بالمائة."
كما أمر بإطلاق عملية كبرى فورا "لصيانة وتجديد منشآت وأجهزة التموين بالأكسجين بالمؤسسات الاستشفائية، واقتناء وحدات إنتاج متنقلة للأكسجين فورا دعما للمستشفيات الكبرى لتوفير هذه المادة الحيوية، مما سيساعدها على الإنتاج الذاتي مما تحتاجه من أكسجين.
واجتمع تبون بالحكومة الجديدة، برئاسة أيمن عبد الرحمن، لأول مرة، وسط أزمة صحية صحية متصاعدة.
صحيفة الشروق اليومي قالت إن جدول أعمال الاجتماع تضمن " اقتراحات تكييف التدابير الصحية المتعلقة بنظام الوقاية من انتشار كوفيد-19، إثر المنحى التصاعدي الذي أخذته الإصابات التي تعدت سقف الإصابات التي عرفتها الموجتان والأولى والثانية، وملامستها الـ1350 إصابة لأول مرة منذ ظهور الوباء في الجزائر شهر ماس 2020".
وبعد تسجيل أعلى حصيلة إصابات في 24 نوفمبر 2020، تناقصت الحالات حتى بلغت أقل من مئة حالة يوميا منذ مارس 2021، قبل أن تعاود الارتفاع بشكل متواصل منذ شهر مايو، بحسب الأرقام التي تقدمها وزارة الصحة.
وبدأت الجزائر حملة تلقيح واسعة، شملت المستشفيات والعيادات والفضاءات والساحات العامة والمساجد كل يوم جمعة.
حملة تلقيح واسعة باشرتها السلطات الصحية لكن الاستجابة لم تكن في الموعد
وازداد توافد المقبلين على التلقيح خلال الأيام الماضية تزامنا مع زيادة عدد الإصابات، وأصبحت تتشكل طوابير أمام مراكز التلقيح بعدما كانت مهجورة.
وتهدف وزارة الصحة إلى "تلقيح 60 بالمئة من السكان" البالغ عددهم 44 مليون نسمة، بحسب تصريحات نقلتها وسائل إعلام محلية للمكلف بالخلية الوطنية لمتابعة الوباء والإعلام الصحي بوزارة الصحة.
وكان الطبيب محمد يوسفي، رئيس قسم الأمراض المعدية في مستشفى قرب العاصمة الجزائرية، حمل المواطنين والحكومة والمواطنين مسؤولية ارتفاع عدد الإصابات.
وطالب في تصريح سابق لوكالة فرانس برس، السلطات الإسراع في تلقيح "ما لا يقل عن 20 مليون جزائري في كل مكان وبسرعة، باستخدام كل الأماكن الممكنة" للحصول على المناعة الجماعية.
الصحيفة قالت إن مدير الأنشطة الطبية وشبه الطبية بمستشفى مصطفى باشا بالعاصمة، رشيد بلحاج، دعا الأحد، إلى ضرورة إعلان حالة الطوارئ الصحية، واصفا الوضعية الوبائية بالكارثية.
إلى ذلك، دعا ناشطون إلى تعليق المسيرات الأسبوعية المناوئة للسلطة، وقالوا إن الصحة العامة أصبحت في خطر وإن المصلحة العامة تستدعي تظافر الجهود لمواجهة الوباء بالتزام تدابير التباعد الجسماني.
وتوفي بالجزائر أكثر من 4 آلاف شخص بسبب الإصابة بفيروس كورونا المستجد، بينما بلغ عدد الإصابات أكثر من 160 ألفا.