محرر الشؤون المحلية
بعد العدوان على الزبارة عام 1937م، بدأت عمليات الطمس الممنهج للمعالم السيادية للدولة الخليفية في الزبارة، ومن بينها قلعة صبحا، كما تم هدم المنازل والمحال التجارية لرعايا الدولة في الزبارة، وقاموا ببناء مبنى حديث في الزبارة بعد العدوان وتحديداً في عام 1939م، وفي ذلك وجه صاحب العظمة الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة مذكرة احتجاجية للمعتمد البريطاني بخصوص عملية البناء قال فيها: «إننا ننتهز في هذه الفرصة لنبين لكم أننا نعتبر هذا العمل عن طريقة غير قانونية لأن الزبارة أحد مقاطعتنا وفيها مقابرنا ومساجدنا». بينما استمرت تلك المذكرات في عهد صاحب العظمة الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة، ففي 23 فبراير عام 1947م وجه كتاباً إلى الكولونيل أي. سي. جلاوي يوضح خلالها الطمس الحاصل في معالم آل خليفة في الزبارة، حيث قال له: بأن القلعة الجديدة قد بنيت أثناء الخلاف ولم تكن سابقاً في هذه المنطقة. وأن هناك إثباتات تامة بأن مأموري شيخ الدوحة قد أجروا كثيراً من التخريبات في بيوتنا والمحلات العامرة كما تصلكم الشهادات على ذلك».
وأرفق صاحب العظمة الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة بجانب مراسلته السابقة وثيقتين موقعتين من قبل 18 شخصاً باعتبارهم شهود عيان، يثبتون فيها الاعتداءات وطمس معالم الدولة السيادية في الزبارة وعلى رأسها قلعة صبحا، وهدموا بيوت رعايا البحرين في الزبارة. قالوا فيها: «نحن الواضعون أسماؤنا ـدناه نشهد شهادة لله أن البيت المبني في الزبارة أن الحصى من قلعة مرير والسقوف والأخشاب من المنازل التي كان فيها أتباع آل خليفة في منطقة الزبارة».
وقد رد المعتمد البريطاني الكولينيل أي. سي جلاوي على مراسلة صاحب العظمة، بكتاب مؤرخ في 9 مارس عام 1947م، قال فيه: «بخصوص القلعة الجديدة بالمرير أنني على علم بأنها بنيت بعد اضطرابات سنة 1936م [والصحيح 1937م]، ومن مواد أخذت من بناية أو بنايات كانت في ذلك الوقت موجودة في المرير».
وقد شهد الدكتور حسن بن محمد آل ثاني، نائب رئيس هيئة متاحف قطر، أثناء تحقيقه كتاب مجموع الفضائل في فن النسب وتاريخ القبائل، على دوافع طمس معالم قلعة صبحا العريقة، فذكر في تحقيقه للكتاب المذكور ما يلي: «ولقد أمر حاكم قطر الشيخ أحمد بن علي بن عبدالله حاكم قطر في الستينات من القرن الماضي بإزالة أطلال مرير وتم تسويتها بالأرض، وكان ذلك رداً على ما قاله أحد شيوخ الخليفة: إن مرير تشهد على تاريخ آل خليفة. وهذا قول متعارف عند أهل قطر وقد أخبرني به صالح بن حمزة الكواري وهو ممن اشتركوا في هدمها (بالشيول) كما قال». «ومن وجهة نظر علمية فإن ذلك يعد خسارة أثرية هامة».
وذكر الباحث والأكاديمي القطري الدكتور علي بن خليفة الكواري، في كتاب خاص بمذكراته الشخصية الموسوم بالعوسج، عن إحدى رحلات الكشافة المدرسية إلى الزبارة عام 1957م، حيث ذكر معلومات فريدة عن مشاهداته، وتناول فيها هدم القلعة بالبلدوزر في مطلع الستينات، واستخدام حجارتها لدفن فرضة عشيرج شمال قطر، حيث قال: «ومن النشاطات المدرسية، أذكر قيام المدرسة عام 1957م ضمن نشاط الكشافة، برحلة إلى الزبارة وقلعتها الأثرية التي لم يعد لها وجود اليوم بعد أن ضربت بالبلدوزر من أساساتها في مطلع ستينات القرن العشرين، وقيل أن حجارتها استخدمت في دفن فرضة عشيرج شمال قطر. وقد كانت قلعة الزبارة تلك بناءً كبيراً أشبه بمدينة، على بعد حوالي 2 كيلومتراً عن البحر جنوب غرب القلعة الحديثة الراهنة التي شيدت بعد حرب الزبارة في عام 1936م، [والصحيح 1937م] ويبدو أن تلك القلعة التاريخية معدة لمواجهة الحصار من البحر والبر وكان يربطها بالبحر قناة مائية وبها آبار ماء ومخازن وحظائر».
ويردف الكواري: أخذنا صور «معروضة إحداها أدناه» واقفون على جدار أحد أبراج القلعة التاريخية المرتبطة بمدينة الزبارة بل بتاريخ قطر وأهلها، والذي أزيل ولم يعد له أثر اليوم».
وتبقى الحقوق للأبد فقد كان هنا في هذه الأرض البحرينية الأصيلة مجتمع متكامل، وكان هنا العلم والدين والتسامح والوئام والحرية، وكانت هنا المنازل والقلاع والمساجد والأسواق والموانئ والتجارة والرخاء، وكان هنا الأمن والاستقرار، ومأوى العلماء، ومبتغى التجار، وموطن هجرة الأهالي والقبائل الذين عانوا من الاحتلال والقرصنة ومن أطماع القوى الأجنبية على ضفاف الخليج، كل ذلك تم تخريبه عمداً، فالمجتمع المسالم تم تهجيره قسراً، والنهضة الحضارية والعمرانية تم هدمها وتسويتها بالأرض طمعاً في خيرات هذه الأرض، إلا أن كل ذلك لا يغير من التاريخ شيئاً مهماً حاولوا طمسه، ولا يسلب من الحقوق شيئاً مهما تقادم بها الزمن. فالحقوق تبقى للأبد.
بعد العدوان على الزبارة عام 1937م، بدأت عمليات الطمس الممنهج للمعالم السيادية للدولة الخليفية في الزبارة، ومن بينها قلعة صبحا، كما تم هدم المنازل والمحال التجارية لرعايا الدولة في الزبارة، وقاموا ببناء مبنى حديث في الزبارة بعد العدوان وتحديداً في عام 1939م، وفي ذلك وجه صاحب العظمة الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة مذكرة احتجاجية للمعتمد البريطاني بخصوص عملية البناء قال فيها: «إننا ننتهز في هذه الفرصة لنبين لكم أننا نعتبر هذا العمل عن طريقة غير قانونية لأن الزبارة أحد مقاطعتنا وفيها مقابرنا ومساجدنا». بينما استمرت تلك المذكرات في عهد صاحب العظمة الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة، ففي 23 فبراير عام 1947م وجه كتاباً إلى الكولونيل أي. سي. جلاوي يوضح خلالها الطمس الحاصل في معالم آل خليفة في الزبارة، حيث قال له: بأن القلعة الجديدة قد بنيت أثناء الخلاف ولم تكن سابقاً في هذه المنطقة. وأن هناك إثباتات تامة بأن مأموري شيخ الدوحة قد أجروا كثيراً من التخريبات في بيوتنا والمحلات العامرة كما تصلكم الشهادات على ذلك».
وأرفق صاحب العظمة الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة بجانب مراسلته السابقة وثيقتين موقعتين من قبل 18 شخصاً باعتبارهم شهود عيان، يثبتون فيها الاعتداءات وطمس معالم الدولة السيادية في الزبارة وعلى رأسها قلعة صبحا، وهدموا بيوت رعايا البحرين في الزبارة. قالوا فيها: «نحن الواضعون أسماؤنا ـدناه نشهد شهادة لله أن البيت المبني في الزبارة أن الحصى من قلعة مرير والسقوف والأخشاب من المنازل التي كان فيها أتباع آل خليفة في منطقة الزبارة».
وقد رد المعتمد البريطاني الكولينيل أي. سي جلاوي على مراسلة صاحب العظمة، بكتاب مؤرخ في 9 مارس عام 1947م، قال فيه: «بخصوص القلعة الجديدة بالمرير أنني على علم بأنها بنيت بعد اضطرابات سنة 1936م [والصحيح 1937م]، ومن مواد أخذت من بناية أو بنايات كانت في ذلك الوقت موجودة في المرير».
وقد شهد الدكتور حسن بن محمد آل ثاني، نائب رئيس هيئة متاحف قطر، أثناء تحقيقه كتاب مجموع الفضائل في فن النسب وتاريخ القبائل، على دوافع طمس معالم قلعة صبحا العريقة، فذكر في تحقيقه للكتاب المذكور ما يلي: «ولقد أمر حاكم قطر الشيخ أحمد بن علي بن عبدالله حاكم قطر في الستينات من القرن الماضي بإزالة أطلال مرير وتم تسويتها بالأرض، وكان ذلك رداً على ما قاله أحد شيوخ الخليفة: إن مرير تشهد على تاريخ آل خليفة. وهذا قول متعارف عند أهل قطر وقد أخبرني به صالح بن حمزة الكواري وهو ممن اشتركوا في هدمها (بالشيول) كما قال». «ومن وجهة نظر علمية فإن ذلك يعد خسارة أثرية هامة».
وذكر الباحث والأكاديمي القطري الدكتور علي بن خليفة الكواري، في كتاب خاص بمذكراته الشخصية الموسوم بالعوسج، عن إحدى رحلات الكشافة المدرسية إلى الزبارة عام 1957م، حيث ذكر معلومات فريدة عن مشاهداته، وتناول فيها هدم القلعة بالبلدوزر في مطلع الستينات، واستخدام حجارتها لدفن فرضة عشيرج شمال قطر، حيث قال: «ومن النشاطات المدرسية، أذكر قيام المدرسة عام 1957م ضمن نشاط الكشافة، برحلة إلى الزبارة وقلعتها الأثرية التي لم يعد لها وجود اليوم بعد أن ضربت بالبلدوزر من أساساتها في مطلع ستينات القرن العشرين، وقيل أن حجارتها استخدمت في دفن فرضة عشيرج شمال قطر. وقد كانت قلعة الزبارة تلك بناءً كبيراً أشبه بمدينة، على بعد حوالي 2 كيلومتراً عن البحر جنوب غرب القلعة الحديثة الراهنة التي شيدت بعد حرب الزبارة في عام 1936م، [والصحيح 1937م] ويبدو أن تلك القلعة التاريخية معدة لمواجهة الحصار من البحر والبر وكان يربطها بالبحر قناة مائية وبها آبار ماء ومخازن وحظائر».
ويردف الكواري: أخذنا صور «معروضة إحداها أدناه» واقفون على جدار أحد أبراج القلعة التاريخية المرتبطة بمدينة الزبارة بل بتاريخ قطر وأهلها، والذي أزيل ولم يعد له أثر اليوم».
وتبقى الحقوق للأبد فقد كان هنا في هذه الأرض البحرينية الأصيلة مجتمع متكامل، وكان هنا العلم والدين والتسامح والوئام والحرية، وكانت هنا المنازل والقلاع والمساجد والأسواق والموانئ والتجارة والرخاء، وكان هنا الأمن والاستقرار، ومأوى العلماء، ومبتغى التجار، وموطن هجرة الأهالي والقبائل الذين عانوا من الاحتلال والقرصنة ومن أطماع القوى الأجنبية على ضفاف الخليج، كل ذلك تم تخريبه عمداً، فالمجتمع المسالم تم تهجيره قسراً، والنهضة الحضارية والعمرانية تم هدمها وتسويتها بالأرض طمعاً في خيرات هذه الأرض، إلا أن كل ذلك لا يغير من التاريخ شيئاً مهماً حاولوا طمسه، ولا يسلب من الحقوق شيئاً مهما تقادم بها الزمن. فالحقوق تبقى للأبد.
2120553_97
2120557_97
2120556_97