الخيرية الملكية: بين غيوم الانسانية، حلقت الطائرة من مطار مملكة البحرين لتحط في مطار المملكة الأردنية الهاشمية، وتوصل وفداً من المؤسسة الخيرية الملكية يتكون من مجموعة من الأرامل والأيتام والإداريين، في رحلة حملت شعار (تبادل الخبرات الإنسانية).اختصت الرحلة بزيارة مشاريع مملكة البحرين المتمثلة في مخيم الزعتري والمخيم الأزرق ومدرسة البحرين في اربد، وتم خلالها الالتقاء بعدد من الأسر السورية اللاجئة التي اتخذت من المخيم مسكناً لها، وهدفت هذه الرحلة لبث الأمل والدعم المعنوي للاجئين السوريين ومساندتهم في محنتهم من خلال الحديث معهم وتبادل الخبرات والتجارب الحياتية المختلفة.والشاهد في هذه الزيارة أن من حمل الأمل ليوصله، عاد هو بأمل أقوى لما رآه من روح ايجابية وعزيمة قوية، وفخر بمشاريع مملكة البحرين.مسؤولية رد الجميلتروي لنا السيدة خلود الأنصاري عن هذه التجربة وتقول: شحنت بطاقة ايجابية لم أتوقعها، إذ كان من المفترض أن نبث نحن الأمل في نفوسنا عبر الدعم المعنوي، لكنهم هم من بعثوا الأمل بداخلنا بقوة صبرهم وتحملهم، تفاجأنا بقوتهم وتسلحهم بالعمل وأملهم بعودتهم إلى بلادهم، ففي الزيارة جلسنا مع الطلاب ومع الأهل، تبادلنا الأحاديث وشارك أبنائها أبنائهم في لعب الكرة، لمسنا معاناتهم عن قرب وحاجتهم للكهرباء، وحمدهم لله سبحانه وتعالى رغم كل الظروف التي يمرون بها خصوصاً في البرد والحر، فهم ينبضون أملاً بالحياة وبعودتهم إلى بلدهم، لم يجلسوا مكتوفي الأيدي، بل هناك من صنع تجارة بسيطة ليعتمد على نفسه ويعيش من خلالها.تضيف: زادنا فخراً مشاريع مملكة البحرين التي رأيناها على أرض الواقع، فرحت بالرؤية الثاقبة الحكيمة لجلالة الملك المفدى، بأن أمر بإنشاء مدرسة وهي أول مدرسة في مخيم الزعتري، فرحنا بأن أوائل المتفوقين على الأردن هم من هذه المدرسة، شعرنا بالأجر والمعروف الذي صنعه جلاله الملك المفدى بتسليح الإنسان بالعلم النافع وبأنه أول من فكر بعمل مدرسة للاجئين ليواصلوا تعليمهم، مما حملنا مسؤولية كبيرة على عاتقنا بأن نرد الجميل لهذا الملك الكريم الذي اهتم بنا نحن الأمهات واهتم بأبنائنا.وتوجهت خلود شكرها الجزيل إلى جلالة الملك المفدى، على الدعم الذي قدمه لكل إنسان ومحتاج داخل وخارج البحرين، وعلى المشاريع المقدمة للاجئين السورين، وعلى الدعم المعنوي الذي يرفع الروح المعنوية وهو الأهم ليتمكن الإنسان من الارتقاء والعطاء، والشكر موصول إلى سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة رئيس مجلس أمناء المؤسسة الخيرية الملكية الذي احتضنا واحتضن أبنائنا، والشكر إلى الدكتور مصطفى السيد الأمين العام للمؤسسة وإلى جميع موظفي المؤسسة وإداري الرحلة على كل ما قدموه وعلى الروح الانسانية الكبيرة، فالمؤسسة الخيرية الملكية تفتح أبوابها دائماً لنشعر أننا وسط أهلنا وإخواننا.هم أبنائيمن جانب آخر عبرت السيدة سميرة عبدالعزيز عن خوفها في البداية من رؤية وضع سيء وأطفال مشردين، لكنها بمجرد جلوسها مع الأطفال ورؤية الأمل بأعينهم زالت كل هذه المشاعر عندها، تقول: صاحبني في السفرة ابني الكبير عبدالعزيز، أردت أن يرى حياة الآخرين لنقدر النعمة التي نمتلكها، وفعلاً رأيت قوة عجيبة في الأطفال رغم الحياة البدائية التي يعيشونها، فلا أحد يستحمل هذه الحياة، وهذه الزيارة حملتني مسؤولية كبيرة، فبعد سنين من المسؤولية في تربية أبنائي شعرت أن الطريق لا زال أمامي كبيراً، فهناك هدف آخر وهو أطفال المخيم، شعرت أنهم أبنائي، أريد أن أساعدهم وأحسن من مستواهم، فما رأيناه صعب جداً.وتواصل: رغم هذه الظروف الصعبة التي يمرون بها والحياة البسيطة، إلا أني شعرت أن الأطفال هم كبار بتفكيرهم والمسؤولية التي يحملونها، فرغم قلة الطعام والمال وانقطاع الكهرباء، إلا أنهم تعلموا الصبر، يحرصون على مواصلة التعليم، تمنيت أن أترك بصمة لكنهم هم من تركوا بصمة الأمل في قلبي، بأن الدنيا بخير وسيتغير الوضع للأفضل.وفي أحد المواقف التي حصلت لها تقول سميرة: بينما كنت جالسة مع الأطفال كنت أرتدي شعار يحمل صورة جلالة الملك المفدى، فجاءني طفل وطلب مني أن أهديه إياه، استغربت لطلبه فأنا لم أقدم لهم أي شيء، لكنه طلب شيئاً معنوياً يعني له الكثير وهو ذكرى من البحرين التي لها دور في مساعدتهم.بدورها تشكر المؤسسة الخيرية الملكية على اختيارها لها لتمثيل مملكة البحرين في هذه المهمة الإنسانية، فهذه التجربة أعطت الأمهات قوة للاستمرار والمواصلة، والشكر موصول إلى مملكة البحرين قيادةً وحكومةً وشعباً على ما تم توفير للأشقاء السوريين وبناء المدارس التي لها الأثر الكبير في تعليم الأطفال خلال هذه السنوات.فرحة صفوف المخيمأما الشابة زينب صالح فأكدت أن زيارتها للمخيمات أثرت فيها بشكل كبير، فلمست حديث الأطفال عن أحلامهم، وظلت كلمة طفلة تصدح في أذنها حين قالت "أريد أن أكبر وأصبح مهندسة لأعمر سوريا من جديد"، وزادها نشوة وفخراً حين مرت بصفوف الأطفال في مجمع مملكة البحرين العلمي وسمعت صوت القرآن من أحد الصفوف وهم يتعلمون تلاوته، وفي الصف الآخر نشيد عن الأم، فلم تتمالك الأمهات دموعهن التي أسرعت في الخروج لهذا المشهد.وأضافت: حين جلسنا مع مديرة المدرسة حملتنا رسالة شكر إلى مملكة البحرين وإلى جلالة الملك المفدى وإلى سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة وإلى المؤسسة الخيرية الملكية على جهودهم في المخيم، ففي كل مكان كنا نرى علم مملكة البحرين وشعار المؤسسة الخيرية الملكية.تبادل الخبرات التعليميةوأصرت السيدة هدى الذوادي أن تقوم بشرح أحد الدروس للطلاب، كونها مدرسة وأرادت أن تنقل خبرتها في مجال التدريس رغم قلة الوقت، وقامت بنقل قيم الامل والمحبة والعطاء للأطفال، وأعطتهم نشاط استهلالي وعدة بنود يمكن الاستفادة منها، وفرحت بتفاعل الطلاب وتجاوبهم معها. وقالت: وددت عمل شيء مختلف وترك بصمة، والحمدلله نقلت تجربة جيدة لهم في التدريس وفي كيفية تطوير بعض المهارات رغم الظروف الصعبة التي يمرون بها، تأثرت بهذه الزيارة بشكل كبير، وتغيرت لدي مفاهيم كثيرة وحمدت الله على نعمة الأمن والأمان والنعيم الذي نعيش فيه، وزادت الرحلة من عزيمتي في العمل التطوعي ولن أتردد لحظة فيه.و تمنت هدى أن تستوعب المدارس عددأ أكبر من الطلاب، فهم بحاجة للتعليم ولديهم شغف كبير في تقبل المعلومة واستيعابها، ولمست إشادة الكل بجهود مملكة البحرين قيادةً وحكومةً وشعباً وماقدمته لهم من دور كبير في بناء المجمع العلمي والسكني، وتفخر بأنها من أرامل المؤسسة الخيرية الملكية الذين ساهموا بتقديم الدعم المعنوي للاجئين السوريين، مما جعلهم يشعرون بالأريحية ونقلوا لهم مشاكلهم وهمومهم.