قال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون الاثنين، إنه ينبغي على إيران أن "تتحمل عواقب الهجوم المشين والمرفوض" على ناقلة النفط "ميرسر ستريت" التي تديرها شركة إسرئيلية قبالة سواحل سلطنة عمان، في حين توعدت إيران بـ"الرد القوي على أي مغامرة محتملة".
وأضاف جونسون في تصريح للصحافيين: "أعتبر أن إيران يجب أن تتحمل عواقب ما قامت به. من الواضح أن هذا الهجوم مشين ومرفوض على سفينة تجارية".
وأشار جونسون إلى أن "مواطناً بريطانياً لقي حتفه، ومن الضروري للغاية أن تحترم إيران وكل دولة أخرى حرية الملاحة في جميع أنحاء العالم وستواصل المملكة المتحدة الإصرار على ذلك".
وفي سياق متصل أعلن وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط جيمس كليفرلي في تغريدة على تويتر، استدعاء السفير الإيراني محسن باهرفاند، مشيراً إلى أنه دعا طهران لـ"التوقف الفوري عن الأعمال المزعزعة للاستقرار والتي تسعى إلى تقويض السلام والأمن الدوليين".
ولفت كليفرلي إلى أنه أكد للسفير الإيراني، أن "الهجوم الوحشي الذي شنته إيران على الناقلة (ميرسر ستريت) غير مقبول".
كما استدعت الخارجية الرومانية، السفير الإيراني في بوخارست الاثنين، متهمة طهران بالوقوف وراء الهجوم، والذي أودى بحياة شخصين أحدهما روماني.
وقالت الخارجية الرومانية في بيان: "في ضوء العناصر التي قدمها شركاؤنا الدوليون والتي تشير إلى هجوم متعمد نسقته إيران، تطالب رومانيا السلطات الإيرانية بتقديم تفسير دون تأخير".
"اتهام دون دليل"
وعبّرت الخارجية الإيرانية، الاثنين، عن إدانتها للاتهامات التي حمّلت طهران مسؤولية الهجوم على ناقلة النفط "ميرسر ستريت" مؤكدةً أنها سترد على الفور بـ"قوة وحزم على أي مغامرة محتملة".
وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده، في الإيجاز الصحافي اليومي الاثنين، إن بلاده "لن تتردد في حماية أمنها ومصالحها القومية وسترد على الفور بقوة وحزم على أي مغامرة محتملة"،
وأشار زاده إلى أن هذه "البيانات المتناسقة تحوي تناقضات بحد ذاتها بحيث يوجهون الاتهام لإيران دون تقديم أي دليل ومن ثم يتحدثون تالياً عن احتمال ذلك".
وحمّلت واشنطن ولندن في بيانين منفصلين الأحد، إيران مسؤولية الهجوم على ناقلة النفط "ميرسر ستريت"، والذي أسفر عن مقتل بريطاني وروماني، مؤكدتان أنهما تعملان على "رد وشيك".
وأضاف متحدث الخارجية الإيرانية أن "ما يبعث على الأسف أن هذه الدول وفي الوقت الذي تلتزم صمتاً داعماً لأعمال التعرض والتخريب الإرهابية ضد السفن التجارية الإيرانية في البحر الأحمر والمياه الدولية، توجه في سياق سياسي صارخ اتهامات فارغة ضد طهران".
وزاد: "في حين لو كانت هذه الدول تمتلك دليلاً يثبت مزاعمها الخاوية فإنه عليها أن تقدمه"، بحسب تعبيره.
رد أميركي وشيك
وكان وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن قال في بيان، الأحد، "نحن على ثقة من أن إيران نفذت هذا الهجوم باستخدام طائرات مسيرة مفخخة، وهي قدرة مميتة تستخدمها بشكل متزايد في جميع أنحاء المنطقة".
وأشار بلينكن إلى أنه بلاده تعمل مع شركائها بشأن "الاستجابة المناسبة، والتي ستكون وشيكة". لافتاً إلى أنه لا مبرر لهذا الهجوم؟
وأردف: "لا يوجد مبرر لهذا الهجوم الذي يتبع نمطاً من الهجمات والسلوك العدواني. وتهدد هذه الإجراءات حرية الملاحة عبر هذا الممر المائي الحيوي، والنقل البحري والتجارة الدولية، وحياة من كانوا على متن السفن المعنية".
أدلة إسرائيلية
وفي تقرير لها نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" عن مسؤولين إسرائيليين قولهم، إن "الهجوم تم تنفيذه بواسطة سرب من الطائرات الإيرانية المسيرة، وذلك أثناء إبحارها قبالة ساحل عمان".
وفي ذات السياق، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت، في مستهل جلسة الحكومة التي عُقدت صباح الأحد: "تلقى العالم خلال الأيام الأخيرة، تحذيراً آخر بشأن العدوانية الإيرانية، هذه المرة في قلب البحر".
وأضاف بينيت، في بيان: "الإيرانيون الذين هاجموا بمسيّرات السفينة (ميرسير ستريت)، أرادوا أن يصيبوا هدفاً إسرائيلياً، لكن عمل القرصنة أدى إلى مقتل مواطن بريطاني وآخر روماني. أتقدم من هنا لبريطانيا ولرومانيا بمشاركتنا في حزنهما وبطبيعة الحال أتقدم بالتعازي إلى أسرتي الضحيتين".
وأكد وجود "أدلة استخباراتية" تشير إلى تورط طهران في الهجوم، متوقعاً أن "يوضح المجتمع الدولي للنظام الإيراني أنه ارتكب خطيئة فادحة، فنحن على كل حال، نعرف كيفية تمرير الرسالة لإيران بالسبل الخاصة بنا".