تمر علينا الذكرى الـ 31 للغزو العراقي الصدامي البعثي الغاشم لوطننا الحبيب، وهو الحدث الذي يجب أن يتوقف التاريخ أمامه طويلاً لما يمثله من نقطة محورية ومرحلة تاريخية مفصلية ليس محلياً فقط ولكن على المستويين الإقليمي والعالمي، ولا نريد أن نسهب كالعادة في بشاعة هذا الاحتلال عسكرياً وسياسياً واقتصادياً وإنسانياً، ولكننا هذه المرة نريد أن نركز على الإيجابيات والسلبيات وما استخلصناه من دروس وعبر لكي ننقلها إلى أبنائنا وأحفادنا حتى لا يترسخ في أذهانهم أنه كان مجرد حدث تاريخي مر والسلام! فمن عاش مرارة هذه الأيام ليس كمن سمع عنها!
وبصفتي شاهدة عيان على هذا الحدث المرير، وبالتالي عندما أكتب عنه يجب أن أتحلى بالمسؤولية التاريخية والشجاعة الأدبية لننقل بكل أمانة الموقف التاريخي للشعب الكويتي ومعدنه الأصيل، قيادة وشعباً، ونضالهم على قلب رجل واحد لدحر هذا العدوان السافر، فلم يكن احتلالاً عسكرياً فحسب ولكنه انعدام للأخلاق وحقوق الأخوة والجوار في أبشع صورها!
لقد توحد الشعب الكويتي ضد هذا العدوان كما توحد من قبل في معركة الصريف والغزو العراقي في عهد عبدالكريم قاسم، وأثبتت لنا هذه المعارك التاريخية أن الوطن هو الأصل وأن الكويت لن تكون قوية إلا بوحدة جميع أبنائها على اختلاف مذاهبهم وطوائفهم، ولن ننسى دور مجموعة المسيلة بقيادة سيد هادي سيد محمد علوي ومعركة بيت القرين بين 19 من رجال المقاومة الباسلة بأسلحة خفيفة في مواجهة قوات الجيش العراقي بأسلحتهم الثقيلة، وهي المعركة التي سطرها التاريخ بأحرف من نور وخلد التاريخ شهداءها كمثال واقعي لمعدن الشعب الكويتي الأصيل وتلاحمه.
ولن ننسى دور المرأة الكويتية ممثلة في مناضلات من شباب الكويت قمن بقيادة الجموع للثورة والعصيان المدني كالشهيدة سناء الفودري «رحمها الله»، ود.هند البحر حفظها الله، والشهيدة وفاء العامر «رحمها الله» هي وكل الشهداء الذين ضحوا بدمائهم الطاهرة فداء للكويت الأبية، ولم يمكنوا المحتل الغادر من وطنهم حتى وإن واجهوا رصاص الاحتلال بقلوب يملؤها اليقين بالانتماء وعدالة القضية.
ولن ننسى النضال الدبلوماسي لقادتنا العظماء وعلى رأسهم المغفور له بإذن الله سمو الأمير الشيخ جابر الأحمد، وولي عهده ورئيس مجلس الوزراء آنذاك المغفور له بإذن الله، سمو الأمير الوالد الشيخ سعد العبدالله، ووزير الخارجية آنذاك المغفور له بإذن الله سمو الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد، وما بذلوه من جهد دبلوماسي بالتعاون مع أشقائهم قادة دول مجلس التعاون الخليجي حتى تم طرد المحتل وتطهير تراب الكويت من دنس الغدر والخيانة.
ومع ذلك، يبقى السؤال الأهم الذي يجب أن نواجه به أنفسنا في هذه الذكرى المهمة وهو أننا كيف نجعل أبناءنا يعيشون هذا التاريخ بكل تفاصيله وأحزانه وأفراحه وبطولاته وقيمه للحفاظ على مكتسبات النضال الشعبي وأن نجعل قادة الكويت المناضلين وأبطال معركة الصريف والسيدة الجليلة المناضلة موضي العبدالله البسام وسناء الفودري ومجموعة المسيلة وغيرهم من أيقونات التاريخ النضالي للكويت في القلوب والأذهان وأن نتخذهم كقدوة ومثل أعلى؟ خاصة أننا نعيش واقعاً سياسياً واجتماعياً واقتصادياً مهترئاً يفتقد للعقيدة الوطنية الخالصة التي كانت حاضرة في تاريخ الكويت المجيد، وكما ذكرت في بداية المقال أن المسؤولية التاريخية تحتم علينا أن ننبذ الخلافات والتحزبات وأن نستلهم الروح الوطنية العظيمة لوطن عرفه العالم كنموذج للتلاحم الشعبي والعطاء الإنساني ودور فاعل في الأمن والسلام الإقليمي والعالمي، يتحتم علينا أن نحافظ على طهارة وطن ارتوت أرضه بدماء الشهداء، لا أن نتركه يتدنس بالفساد وغسيل الأموال لبعض معدومي الانتماء والضمير ذوي الأنفس الشحيحة من القيم الأخلاقية والحس الوطني المسؤول والذين يتخذون من الوطن ومقدراته محطة لقطار فسادهم في خيانة واضحة للشهداء ولوطن عظيم سقيت أرضه بدمائهم الزكية، ما التركة التي سنتركها للأجيال القادمة ونحن نتهاون فيما نملكه من تركة الآباء والأجداد؟!
كيف نحصن أبناءنا من غزو مواقع التواصل الاجتماعي والمخدرات وكل ما يفسد علينا قيمنا وتراثنا من عادات دخيلة وفتن! وكيف نجعل من هذه الأحداث التاريخية ودروسها المستفادة واقعاً نعيشه من خلال المدارس والجامعات ووسائل الإعلام المختلفة ودور الأسرة المهم في غرس الروح الوطنية بدلاً من الحفلات الغنائية والمهرجانات الاحتفالية في ذكرى التحرير وفقط؟! الحقيقة أنني أشعر بمرارة الواقع وأحلم بتغييره، لأن حب الوطن والانتماء إليه ليس مجرد شعار سياسي، ولكنه إنكار للذات وتضحية وحفاظ على مكتسباته واستلهام أرواح وطنية عظيمة ضحت بأنفسها في سبيل رفعته وتقدمه من خلال إحساس صادق بالمسؤولية التاريخية لكل جيل يسلم الراية العظيمة لمن يخلفه.. حفظ الله الكويت من كل مكروه وعاش وطني حراً كريماً، ونسأل الله العلي العظيم أن يلهمنا التوفيق والرشاد، إنه رؤوف بالعباد.
وبصفتي شاهدة عيان على هذا الحدث المرير، وبالتالي عندما أكتب عنه يجب أن أتحلى بالمسؤولية التاريخية والشجاعة الأدبية لننقل بكل أمانة الموقف التاريخي للشعب الكويتي ومعدنه الأصيل، قيادة وشعباً، ونضالهم على قلب رجل واحد لدحر هذا العدوان السافر، فلم يكن احتلالاً عسكرياً فحسب ولكنه انعدام للأخلاق وحقوق الأخوة والجوار في أبشع صورها!
لقد توحد الشعب الكويتي ضد هذا العدوان كما توحد من قبل في معركة الصريف والغزو العراقي في عهد عبدالكريم قاسم، وأثبتت لنا هذه المعارك التاريخية أن الوطن هو الأصل وأن الكويت لن تكون قوية إلا بوحدة جميع أبنائها على اختلاف مذاهبهم وطوائفهم، ولن ننسى دور مجموعة المسيلة بقيادة سيد هادي سيد محمد علوي ومعركة بيت القرين بين 19 من رجال المقاومة الباسلة بأسلحة خفيفة في مواجهة قوات الجيش العراقي بأسلحتهم الثقيلة، وهي المعركة التي سطرها التاريخ بأحرف من نور وخلد التاريخ شهداءها كمثال واقعي لمعدن الشعب الكويتي الأصيل وتلاحمه.
ولن ننسى دور المرأة الكويتية ممثلة في مناضلات من شباب الكويت قمن بقيادة الجموع للثورة والعصيان المدني كالشهيدة سناء الفودري «رحمها الله»، ود.هند البحر حفظها الله، والشهيدة وفاء العامر «رحمها الله» هي وكل الشهداء الذين ضحوا بدمائهم الطاهرة فداء للكويت الأبية، ولم يمكنوا المحتل الغادر من وطنهم حتى وإن واجهوا رصاص الاحتلال بقلوب يملؤها اليقين بالانتماء وعدالة القضية.
ولن ننسى النضال الدبلوماسي لقادتنا العظماء وعلى رأسهم المغفور له بإذن الله سمو الأمير الشيخ جابر الأحمد، وولي عهده ورئيس مجلس الوزراء آنذاك المغفور له بإذن الله، سمو الأمير الوالد الشيخ سعد العبدالله، ووزير الخارجية آنذاك المغفور له بإذن الله سمو الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد، وما بذلوه من جهد دبلوماسي بالتعاون مع أشقائهم قادة دول مجلس التعاون الخليجي حتى تم طرد المحتل وتطهير تراب الكويت من دنس الغدر والخيانة.
ومع ذلك، يبقى السؤال الأهم الذي يجب أن نواجه به أنفسنا في هذه الذكرى المهمة وهو أننا كيف نجعل أبناءنا يعيشون هذا التاريخ بكل تفاصيله وأحزانه وأفراحه وبطولاته وقيمه للحفاظ على مكتسبات النضال الشعبي وأن نجعل قادة الكويت المناضلين وأبطال معركة الصريف والسيدة الجليلة المناضلة موضي العبدالله البسام وسناء الفودري ومجموعة المسيلة وغيرهم من أيقونات التاريخ النضالي للكويت في القلوب والأذهان وأن نتخذهم كقدوة ومثل أعلى؟ خاصة أننا نعيش واقعاً سياسياً واجتماعياً واقتصادياً مهترئاً يفتقد للعقيدة الوطنية الخالصة التي كانت حاضرة في تاريخ الكويت المجيد، وكما ذكرت في بداية المقال أن المسؤولية التاريخية تحتم علينا أن ننبذ الخلافات والتحزبات وأن نستلهم الروح الوطنية العظيمة لوطن عرفه العالم كنموذج للتلاحم الشعبي والعطاء الإنساني ودور فاعل في الأمن والسلام الإقليمي والعالمي، يتحتم علينا أن نحافظ على طهارة وطن ارتوت أرضه بدماء الشهداء، لا أن نتركه يتدنس بالفساد وغسيل الأموال لبعض معدومي الانتماء والضمير ذوي الأنفس الشحيحة من القيم الأخلاقية والحس الوطني المسؤول والذين يتخذون من الوطن ومقدراته محطة لقطار فسادهم في خيانة واضحة للشهداء ولوطن عظيم سقيت أرضه بدمائهم الزكية، ما التركة التي سنتركها للأجيال القادمة ونحن نتهاون فيما نملكه من تركة الآباء والأجداد؟!
كيف نحصن أبناءنا من غزو مواقع التواصل الاجتماعي والمخدرات وكل ما يفسد علينا قيمنا وتراثنا من عادات دخيلة وفتن! وكيف نجعل من هذه الأحداث التاريخية ودروسها المستفادة واقعاً نعيشه من خلال المدارس والجامعات ووسائل الإعلام المختلفة ودور الأسرة المهم في غرس الروح الوطنية بدلاً من الحفلات الغنائية والمهرجانات الاحتفالية في ذكرى التحرير وفقط؟! الحقيقة أنني أشعر بمرارة الواقع وأحلم بتغييره، لأن حب الوطن والانتماء إليه ليس مجرد شعار سياسي، ولكنه إنكار للذات وتضحية وحفاظ على مكتسباته واستلهام أرواح وطنية عظيمة ضحت بأنفسها في سبيل رفعته وتقدمه من خلال إحساس صادق بالمسؤولية التاريخية لكل جيل يسلم الراية العظيمة لمن يخلفه.. حفظ الله الكويت من كل مكروه وعاش وطني حراً كريماً، ونسأل الله العلي العظيم أن يلهمنا التوفيق والرشاد، إنه رؤوف بالعباد.