وكالات
قالت مجلة ”ذي إيكونوميست" البريطانية، إن ”الحرائق المميتة في تركيا ترفع درجة حرارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، حيث تحولت سمعته كزعيم قادر على إدارة الأزمات إلى رماد".

وأضافت، في تقرير نشرته، اليوم الجمعة، على موقعها الإلكتروني: ”لقي 8 أشخاص على الأقل مصرعهم في الحرائق التي اجتاحت جنوب تركيا والسواحل الغربية للدولة منذ نهاية يوليو الماضي، في أعقاب ارتفاع غير مسبوق في درجات الحرارة، والجفاف الحاد".

وكتبت الصحيفة: ”تم إجلاء الآلاف، ومن بينهم سائحون في المنتجعات المطلة على البحر، واستقل بعضهم قوارب للهروب، احترق ما يقرب من 160 هكتارا من الغابات في تركيا هذا العام، وفقا لنظام المعلومات الأوروبي لحرائق الغابات، وهو 4 أضعاف معدل حرائق مماثلة في الفترة من 2008 إلى 2020، في الوقت الذي تجتاح فيه حرائق الغابات مناطق أخرى من العالم هذا العام".

وتابعت ”ذي إيكونوميست": ”أعلنت حكومة أردوغان مطلع أغسطس الجاري أن معظم حرائق الغابات تحت السيطرة، ولكن حتى أمس الخميس، لا تزال الحرائق مستمرة في بعض المناطق.. في ميلاس، بالقرب من ساحل بحر إيجه، امتدت النيران إلى محطة للطاقة الحرارية، وقال مسؤولون إنهم أزالوا مواد متفجرة من المصنع، وأفرغوا خزانات الهيدروجين الخاصة به".

وقالت الصحيفة: ”الحكومة التركية، التي نزلت عليها الكارثة كالصاعقة، تشعر أيضا بصعوبة الموقف، في الوقت الذي وجّه فيه محافظو الأقاليم مناشدات للحصول على المساعدة، فإن الوزراء في حكومة أردوغان اعترفوا بأنهم يعانون من نقص مضخات المياه اللازمة لإطفاء الحرائق، ولجأوا مؤخرا إلى المروحيات".

وأشارت ”ذي إيكونوميست" إلى أن ”تركيا في نهاية المطاف وافقت على استقبال مساعدات من روسيا وأذربيجان والاتحاد الأوروبي، وتدفق المتطوعون ورجال الإطفاء إلى المناطق المتضررة، بالإضافة إلى سيارات الشرطة المحملة بخزانات المياه، في الوقت الذي يشعر فيه المواطنون المحليون بغضب شديد، حيث يرون أن الحكومة تجاهلتهم، وتركتهم يواجهون مصيرهم بأنفسهم".

وفي محاولة لإخماد الاحتجاجات، اتهمت هيئة الرقابة الإعلامية في تركيا بعض المحطات التلفزيونية بنشر ”الخوف والقلق"، من الحرائق، وهددتها بعقوبات مشددة، وفقا للصحيفة.

ورأت ”ذي إيكونوميست" أن أردوغان، الذي يحظى بالتقدير من جانب أنصاره على خلفية قدرته في إدارة الأمور، لم يلمع خلال تلك الأزمة، وبدا أن الأزمات المتلاحقة التي تتعرض لها تركيا تسيطر عليه بشدة، في الوقت الذي تحصد فيه تركيا حصاد عقود من التدمير البيئي، الذي تفاقم نتيجة التغير المناخي.

وقالت الصحيفة: ”في وقت سابق من هذا الصيف، انتشرت صفائح سميكة من ”الصمغ البحري"، والمعروف أكثر باسم ”مخاط البحر"، فوق بحر مرمرة ، إلى جنوب إسطنبول، نتيجة لارتفاع درجات الحرارة، وعمليات البناء المستعرة.. ربما كان الجفاف الشديد وتحويل المياه للزراعة سببا في موت الآلاف من صغار الطيور في الأناضول، كل عام تنحسر الغابات المبطنة لسواحل البلاد إلى الداخل، لتحل محلها صفوف من الفنادق والوحدات التي تستضيف راغبي قضاء العطلات".

واختتمت ”ذي إيكونوميست" تقريرها بالقول: ”وعد وزراء حكومة أردوغان بإبعاد المطورين العقاريين عن المناطق التي احترقت هذا الصيف، ولكن حتى لو التزموا بوعدهم، فقد أظهرت الحرائق صعوبة الابتعاد عن التأثيرات الضارة لتغير المناخ".