أحمد الله جل جلاله على نعمة الأمن الذي نعيشه في وطننا الغالي البحرين، هذا الأمن الذي يشكل لنا القاعدة الرئيسة للنماء والتطور، فلا تطور مطلقاً في وسط القلاقل والانفلات الأمني، ولا أبالغ مطلقاً إذا ما قلت أن استتباب الأمن هو من أهم النعم التي يجب أن نساهم جميعنا في حفظها كمواطنين ومقيمين صالحين نلوذ ونحتمي في أحضان هذا الوطن الآمن والمستقر.

وحفظ الأمن له أوجه كثيرة أبسطها هو العين المراقبة والفاحصة من المواطن لكل ما من شأنه أن يساهم في وقوع أي نوع من الجرائم مهما صغرت أو عظمت، فالمواطن هو شريك في حفظ الأمن عن طريق الرصد لبعض التصرفات التي من الممكن أن تتسبب في وقوع مخالفات أو جرائم. والأمثلة على ذلك كثيرة، كوقف استخدام العمالة الأجنبية غير النظامية، أو وقف الشراء من الباعة الجائلين المخالفين للاشتراطات، أو عدم التعامل مع هؤلاء الذين يقومون بالصيد البحري في وقت الحظر، بالإضافة إلى وقف تدفق الشائعات التي من شأنها أن تساهم في شق الصفوف والتأثير على اللحمة الوطنية، والتعامل معها بسمات أهل البحرين ونهجهم الوطني القويم، القائم على التعايش والتسامح والعطاء والإيثار وأخلاقهم العالية التي يمتازون بها.

أمور كثيرة من شأنها أن تجعلنا شركاء حقيقيون في تحمل مسؤولية الأمن، وتجعل مجتمعنا البحريني مجتمع آمن ومستقر، وهذا دور يجب أن يلعبه كل مواطن على هذا الأرض، ولاشك بأن التقييد بالتوجيهات والقوانين هي يد أخرى تساعدنا أيضاً للوصول إلى تحقيق الأمن المجتمعي.

كل التقدير والشكر لجميع العاملين في الحقل الأمني، فكم من موقف إنساني أراه مؤخراً بأم عيني يجعلني أؤمن بأن العاملين في المجال الأمني هم موجودين في وسطنا من أجل المساعدة، فها نحن نراهم يساعدون بعض سواق المركبات التي تعطلت مركباتهم على الطرق، ويقفون في هذا الجو الحار لمساعدة هؤلاء السواق في تصليح مركباتهم، كما أرى بعضهم وهم يساعدون المواطنين في اتباع التعليمات بطريقة إنسانية بعيدة عن المخالفات. فوجود منتسبي الأمن وسط أحياؤنا السكنية يجلب الكثير من الطمأنينة، ويرد من تسول له نفس من ارتكاب أي جرم. وكم أتمنى أن تتعاظم فرق الدوريات الأمنية في الأحياء السكنية فوجودها مبعث للأمن.

رأيي المتواضع:

هناك بعض المؤسسات مازالت توزع المنشورات والمطويات الإعلانية على مقابض السيارات ومقابض أبواب المنازل، على الرغم من خطورتها على الناحية الصحية مع تفشي وباء «كوفيد 19»، إلا أن هذه الحركة قد تفضي لوقوع جرائم سرقات للمنازل، حيث من الممكن أن يراقب اللصوص وجود أهل البيت من عدمه من خلال هذه المنشورات والمطويات الإعلانية، حيث إن وجودها لمدة طويلة على مقبض الباب دون إزالة، دليل على خلو البيت من أهله. ومنا إلى الجهات المعنية في منع استخدام هذه الوسيلة من الإعلانات لا سيما مع وجود فضاء إلكتروني يسهل التعرف على الإعلانات بطريقة صحية.