يبدو أن داعش لم يعد أمامه سوى طريق الاغراء المادي لجذب "الأجانب المتعاطفين مع أفكاره" المتطرفة إلى صفوفه. فالرقة نفسها التي شهدت على مدى شهور طويلة ومضنية قيام عناصر داعش بقطع رأس كل من يعارضهم ورجم كل متهم بالزنا في ميادين عامة، باتت وجهة "شهر العسل" التي يعد بها التنظيم عناصره.ففي تحقيق للأسوشيتد برس، أشارت إلى أن عاصمة الخلافة المزعومة التي أعلنها داعش جمعت الداعشي السوري ابو بلال الحمصي وعروسه التونسية بعد أشهر عدة من الحديث عبر الانترنت ليمضي العروسان "شهر العسل" في تلك المدينة، وكل ذلك بفضل علاوة الزواج التي منحه إياها التنظيم، وقيمتها 1500 دولار له ولزوجته ليبدآ حياتهما ويقضيا شهر عسل.فمساعده المقاتلين على الزواج تمثل إحدى الاولويات المهمة، وبخلاف الراتب الشهري الذي يتقاضاه، ينال المقاتلون الأجانب 1500 دولار عندما يتزوجون كي يتمكنوا من تدبير احتياجات منزل الزوجية.وعن الرقة، تلك المدينة الواقعة على نهر الفرات ومركز المحافظة التي تحمل الاسم نفسه، والتي ينتشر في شوارعها مسلحون في نقاط تفتيش موزعة في أرجائها، يدققون في كل مار بحثاً عن أي شيء قد يرون فيه مخالفة للشريعة ولو بقايا منعم شعر أو لحيه شعثاء لا يعتني بها صاحبها، يقول الحمصي :" فيها كل شيء يريده المرء ليعقد زفافه".ويضيف الحمصي وهو اسم مستعار: "الأمر ليس مقتصراً على القتال... يجب أن يساعد (التنظيم) المهاجرين على الزواج.. تلك مقومات الدولة".الحمصي تحدث مع الاسوشيتد برس خلال سلسلة من المقابلات التي أجريت عبر سكايب، ليقدم حقائق عن مكافآت داعش.وقد نال الحمصي (28 عاما) وهو سوري المكافأة لأنه بزواجه الذي تم في ابريل الماضي ضم للتنظيم مجندا جديدا هي زوجته التي يطلق عليها اسم ام بلال، وهي طبيبه تتحدث 4 لغات.قصر الضيافة الداعشيةوعن تفاصيل زواجه، قال الحمصي إنه بعد التواصل مع زوجته عبر سكايب والانترنت، تواصل مع شقيقها الذي كان قد انضم لتنظيم داعش ويقيم في مدينه دير الزور شرقي سوريا.وكما هي العادة في الزواج، ذهب الحمصي ليطلب يدها للزواج من شقيقها ورفيق سلاحه.بعدها سافرت العروس (24 عاما) عبر الجزائر إلى تركيا ومن هناك إلى الرقة مع مجموعة من النساء اللواتي انضممن لداعش.وهناك أقمن في دار ضيافة للسيدات ويستخدم أيضا كمقر لقيادة شرطه داعش النسائية والمعروف باسم فريق الخنساء. أما دار الضيافة فهو قصر مهيب بحديقة، مكيف الهواء ويحوي اثاثا لطيفا ، شانه شان أي منزل في أوروبا كي لا تشعر المهاجرات بغربة، بحسب ما أوضح للأسوشيتيد برس أحد الناشطين.في أبريل ، قام الحمصي برحلة طويلة (250 كيلو مترا) محفوفة بالمخاطر من حمص للرقة لينضم لها بعد أن أخذ خطاب توصية من قائده المحلي يثبت أنه أحد أعضاء داعش.من جهة أخرى، يبدو أن نخبة قادة داعش يقيمون في الرقة أكبر مدينة سورية تحت سيطرة وحكم التنظيم المسلح.وقد استولى هؤلاء على منازل وشقق سكنية فارهه كانت تعود قديما لمسؤولين في نظام الأسد، واستولي عليها قادة داعش لا سيما العراقيين الذين يتولون مناصب القيادة العسكرية بحسب عضو في مجموعة اعلامية محلية مناهضة للتنظيم، يطلق على نفسه ابو ابراهيم الرقاوي. أما المستوى الأعلى من القيادة فيحصل على سيارة بل، وينال كلفه وقودها أيضا. كما لا يدفع مقاتلو داعش رسوم دخول المستشفيات التي تفرض على الآخرين. وقد أقام التنظيم دار حضانة خاصة -يتحدث كل العاملين فيها الانجليزيه - للجهاديين من الناطقين باللغة الانجليزية.إلى ذلك، يمتلك كبار الشخصيات في داعش أكبر مقاهي الانترنت في المدينة والمرتبطة بالأقمار الصناعية، وهم يبيعون خدمات الانترنت للسكان بالميجابايت.