أثار رئيس بلدية ينتمي لحزب "العدالة والتنمية" التركي الحاكم الذي يقوده الرئيس رجب طيب أردوغان، جدلاً واسعاً في البلاد بعد تصريحاتٍ وصفت بالصادمة من قبل أحزاب المعارضة، كان قد تطرّق فيها لمسألة تعويض المتضررين من الحرائق التي تشهدها مناطق متفرقة من تركيا منذ نهاية شهر يوليو الماضي، وإعادة إعمار بيوتهم التي تضررت كلياً أو جزئياً جراء النيران التي اندلعت في أراضٍ زراعية وغاباتٍ تقع بالقرب من منتجعاتٍ سياحية.

وكشف محمد أوزاران رئيس بلدية جوندوغموش التابعة لولاية أنطاليا الساحلية أن وكالة الإسكان المدعومة من الحكومة التركية والمعروفة بـ TOKI: "ستقوم بترميم وبناء مبانٍ جديدة للمتضررين من الحرائق".

لكنه أضاف أيضاً بشيء من السخرية حين قال إن "أولئك الذين لم تضرر بيوتهم، سيقولون: (ليت بيوتنا هي الأخرى احترقت) عندما يرون البيوت الجديدة التي ستعمرها وكالة الإسكان المدعومة من الحكومة"، وهو أمر تسبب لاحقاً بموجة من الغضب في الأوساط التركية واضطر على إثرها رئيس البلدية لنشر بيانٍ توضيحي.

وطالب مسؤولون في أكبر حزبين معارضين في تركيا، رئيس البلدية بالاعتذار العلني والتراجع عن تصريحاته "عوضاً عن إصدار بيانٍ مكتوب"، على ما أفاد مصدر لـ"العربية.نت" من حزب المعارضة الرئيسي في البلاد وهو "الشعب الجمهوري".

وذكر أوزاران في بيانه التوضيحي أن "كلامي فُسِر على نحوٍ سيء وحُرِف عن مضمونه، لكن دون شك أن دولتنا ستعوّض المتضررين من الحرائق بقيادة رئيسنا".

وأضاف: "أشعر بحزنٍ عميق نتيجة سوء الفهم الذي حصل، وكنت أريد أن أقول إن دولتنا ستقف إلى جانب الضحايا الذين احترقت منازلهم كما كانت تفعل دوما".

وتعد مناطقٍ وبلدات قريبة من ولاية أنطاليا، الأكثر ضرراً من الحرائق التي تشهدها تركيا منذ أسابيع، حيث فشلت السلطات المحلية في مواجهتها وعلى إثرها وافقت على تلقي المساعدة في إطفاء النيران من روسيا وإيران وأوكرانيا وأذربيجان ودول أخرى، وهو أمر عرّض الحزب الحاكم لانتقاداتٍ كبيرة وجهها له خصومه وبعض أنصاره على حدٍ سواء.

وأودت الحرائق حتى الآن، بحياة العشرات بين قتيل وجريح، بينما لم تقدّم الحكومة التركية أي مساعداتٍ للمتضررين منها سوى بعض أكياس الشاي التي وزعها أردوغان على المتضررين من الحرائق عندما قام بزيارتهم مطلع الشهر الجاري في مناطق مختلفة من البلاد.

وانتقدت المعارضة بشدّة خاصة حزبي "الشعب الجمهوري"، وحزب "الشعوب الديمقراطي" المؤيد للأكراد، ما اسمته بـ "سوء تعامل السلطات مع النيران"، وذلك في وقتٍ تستمر فيه الحرائق في عددٍ من غابات البلاد.