بإجلاس النظام الإيراني نائب أمين عام «الوفاق» المدعو حسين الديهي في يوم تنصيب إبراهيم رئيسي في الصف الثاني مباشرة خلفه وخلف زعيم «حماس» إسماعيل هنية ونائب أمين عام «حزب الله» نعيم عاشور يكون قد أكد أن كل الذي سمعه العالم من الرئيس الإيراني الجديد في خطابه الأول عن «مد يد الصداقة لدول المنطقة وخصوصا الجيران» ليس إلا محاولة للضحك على الذقون، فمن يمد يد الصداقة لا يوصل مثل هذه الرسائل التي مفادها: «إننا نصادقكم لو أنكم خضعتم لنا فلدينا ما نهددكم به ونؤذيكم» .
إجلاس ذلك الشخص الذي يؤكد في كل يوم أنه ومن صار «قائدهم» لا يفقهون في السياسة شيئاً لغة تهديد ترفضها مملكة البحرين ومنظومة دول مجلس التعاون ويرفضها العالم أجمع، فلا هذا ولا «حزبه» ولا من «يتشدد» لهم ويدعمهم يمكن أن يخيفونا، تماماً مثلما أنه لا خوف من الشعارات التي لا يزال النظام الإيراني متشبثاً بها ومثالها: «احترام إيران للمقاومة والشعوب المظلومة ودعمها».
ولتوفير الوقت والجهد على المدافعين عن النظام الإيراني نقول إن إجلاس ذلك الشخص في ذلك المكان لم يكن صدفة وإنما لتوصيل رسالة والتعبير عن موقف، وذلك لسببين: الأول هو أن تحديد أماكن المسؤولين والضيوف في الاحتفالات الرسمية يخضع لبروتوكول محدد وملزم لديوان الرئاسة، والثاني هو أن الجميع لاحظ أن النظام حرص على إجلاس مندوب الاتحاد الأوروبي وغيره في الصفوف الخلفية.
هذا يعني أن البداية كانت خطأ، فكيف سيكون الحال بعدها وخلال السنوات الأربع فترة رئاسة رئيسي وختامها؟ وهذا يعني أيضاً أن من السهل استفزاز رئيسي ودفعه نحو التورط في مشكلات عديدة قد توصل المنطقة إلى حرب جديدة، وخصوصاً بعد حوادث الاعتداء المتكررة على السفن والتي يتبين ساعة إثر ساعة أن «الملالي» متورطون فيها ويتبين أن الولايات المتحدة وبريطانيا وإسرائيل ودول أخرى لن تفوّت فرصة ردع وتأديب النظام الإيراني .. وأنها على وشك اتخاذ هذا القرار.