في محطات عملك الإنساني تسير على خطى الإنجاز والتميز والإبداع والتجديد الذي تعلمته منذ نعومة أظفارك، وتلون مساحات مسيرك بألوان الخير والعطاء اللامحدود، يصحبك فيه تلك النفوس المخلصة المنجزة المعطاءة التي ترفع شعار العطاء بلا مقابل، وإبقاء الأثر في حياة البشر. هذه هي محطة المؤسسة الملكية للأعمال الإنسانية التي ما زلت أفخر للعمل بين جنباتها بصحبة تلك النفوس المحبة للخير والعطاء والإنسانية.

هناك فوق عتبات التفوق لم تقف الجائحة سداً أمام طريق رسم السعادة على تلك الوجوه الطفولية الناعمة من أبناء المؤسسة الذين حرموا من تبريكات والدهم سند حياتهم، ولكنهم صمدوا ولم تقف أمامهم العراقيل ولم تترهل أجسادهم ويفقدوا كفاح النجاح. هم اليوم يتربعون على منصة التفوق سعداء يبتسمون للحياة وينظرون للحلم القادم بأنه النجاح الأكبر في حياتهم، عندما تطأ أقدامهم عتبات الإنسانية ويتغلبوا على مصاعب الحياة، ويشاركوا المجتمع نجاحاته من أجل ازدهار الوطن الغالي، كما كان نبي الأمة صلى الله عليه وسلم مشعلاً في طريق الخير ورسم أجمل صورة لحياة البشر. هم كذلك رسموا صور السعادة في مذكراتهم الحياتية عندما وصلت (كعكة التفوق) إلى منازلهم واحتفت بهم المؤسسة في حفل آخر (عن بعد) فعلموا حينها أنهم قادة الحياة وتقف المؤسسة الملكية معهم في كافة أفراح حياتهم وأجمل فرحة هي التفوق العلمي الذي يزيد المرء عزة وتشجيعاً للعطاء الخالد. لقد علموا أن البكاء على اللبن المسكوب لن يجدي نفعاً، لأن الحياة محطات، والفائز من استثمر لحظته واقتنصها حتى يصل إلى الهدف المنشود بكل اقتدار.

تلك القصة الجميلة هي لمحة من لمحات الإنجاز والعطاء في مسيرة ممتدة إلى 20 عاماً استذكرت فصولها منذ تلك اللحظة التي أكرمني المولى عز وجل للعمل من خلالها في مؤسسة الوالد الحاني جلالة الملك حفظه الله، التي أطلق هذه المؤسسة لترسم الخير وتخدم الإنسانية جمعاء. فقادها نجله سمو الشيخ ناصر لتحقيق الطموحات وفتح الأبواب واسعاً لكل فكرة جديدة ولكل مشروع إنساني يخدم البحرين أولاً ثم الإنسانية جمعاء. هي قصة ليست كمثل باقي القصص لمحت فصولها فوق تقاسيم وجه الطالبة المتفوقة زهرة محمد التي عبرت عن سعادتها أثناء الحفل بكلمات محدودة لم أتمالك نفسي حينها من تساقط الدمع وأنا ألمح الذكريات والسعادة في تقاسيم وجهها. ترتقي لتعبر عن سعادة قد أخفتها حيناً من الزمن عندما فقدت سندها في الحياة وأي سند هو.. هو ذلك الوالد الحاني الذي يحتضن بنياته وينتظر لحظات السعادة في حياتهن. ألمح ذكريات العطاء والحب والتفاني والصفاء التي جمعتنا مع تلك النخبة من المكافحات في يوم ما، ومع صفوة من المنجزات العاشقات للأثر الجميل اللاتي يعملن بجد واجتهاد وسعادة ترسم في كل خطوة، فلا شيء يعكر الصفو لأن الجميع همه (إسعاد الإنسانية) وأي إنسانية تلك.. هي إنسانية الأجور هناك عند مالك الحياة. وأجمل ما في الحكاية هي تلك القامات الإنسانية الراقية التي تبوأت مناصبها في الحياة خدمة للوطن.. فاليوم هي الآن الثمار اليانعة لتلك البذور التي زرعت في فصل من فصول الحياة.

لم تنته الحكاية بعد، ولم تنته تلك التأملات في ذلك الوجه الطفولي المبتسم السعيد المشرق الذي يرنو للعطاء الأبدي. فالحكاية هي حكاية أبطال نذروا أنفسهم لخدمة الإنسانية، فلم ينتظروا شكر الشاكرين ولا كلمات تكتب بين ثنايا الأوراق المبعثرة في المسير. هم على يقين بأنهم يعيشون على بركة تلك الأعمال في كل إنجاز يقومون به.. إنجاز الأرملة والمسكين، فتصور كم من أولئك قد سعدوا في واحات الحياة وتغيرت حياتهم وانفرجت هموهم وكروبهم.. مصدره سلوك مخلص نبيل من ذلك العاشق لدروب الخير والإنسانية.. معذرة فالفصول كثيرة.. ننتظر أن نقص حكاياتها للأجيال.

ومضة أمل:

اللهم قبولاً عندك في كل خطوات الأثر.