توقظني صباحاً للذهاب إلى المدرسة وتعد الطعام للفسحة وتوصلني لأول يوم دراسي حتى أنني بكيت في ذلك اليوم إلا وأجدها بعد ساعة تواسيني لكي أرجع لمنزلنا المتواضع بالمحرق والمكون من صالة وغرفة نوم واحدة ومطبخ و«دورة مياه» أعزكم الله، حيث كانت تضفي لهذا مكان جنة بوجودها بجانب أبنائها رغم صغر المساحة إلا أنه بأعيننا قصرٌ، حتى كبرنا وكبرت معنا مهامنا الشاقة، فهي لم تغفل يوماً عن كل ما يخص دراستنا إلى أن تخرجت من المدرسة وكانت فرحتها لا توصف حينها.
لم أجد أكثر دعماً من والدتي في حياتي بعد المدرسة، فكانت مهمتي أن أعطيها جدول الجامعة لكي توقظني لحضور المحاضرات ولم أكلف على نفسي بأن أستخدم المنبة في هاتفي النقال بأن يكون كفيلاً بهذه المهمة، وفي هذه اللحظات كانت سعادتي لا توصف عندما أخرج من المنزل لأجد هذه الدعوة التي قد أدمنت عليها بقولها «الله يوفقك ويحفظك» حتى أن تخرجت من الجامعة بشهادة البكالوريوس في الصحافة، لأكمل طريقي المهني بالصحافة إلى أن قررت ألتحق بالدراسات العليا بجامعة البحرين، وفي آخر لحظة كانت بجانبي، فبعد أن أكل جسدها «مرض السكري» وتسبب لها بسد مجرى شريان رجلها اليمنى، مما اضطرها للدخول للمستشفى العسكري حينها لإجراء القسطرة، وكان صدفة بأن تكون مناقشة رسالتي للماجستير قبلها بيوم قبل دخولها للمستشفى بخمس ساعات، إلا أنها أصرت على حضورها للمناقشة وكان حضورها لم يكن عادياً، جاءت مدافعة عن أطروحتي في لجنة المناقشة حتى حصدتُ على الامتياز بالماجستير.
إلى أن تمكن منها المرض لتخضع بعد ذلك لبتر جزء من رجلها اليمنى لإصابتها بمرض «الغرغرينا» ليهدم حلمها في أن تقوم بالمشي على رجلها للقيام بواجباتها على أكمل وجه حتى قدر الله بعد ذلك بأن تصاب بمرض الفشل الكلوي، لتواجهه بشراسة ولم تستسلم فهي صارعت وحزمت نفسها وأصرت رغم عدم تحركها مكانها بأن تديرالمنزل بحرفية عالية وهي مقعدة في صالة منزلنا لتكون هي محور حياتنا بدخولنا وخروجنا، ولم أنسَ بأنها تتابع جميع ما أكتبه أو ما يبث من مقابلاتي في القنوات الإخبارية أو في وسائل التواصل الاجتماعي وأذكر دعوتها حينها «الله يحفظك منهم»، فهذه الدعوة كانت هي من تدفعني بأن أقدم المزيد لقول الحق لأنها تقف وتساندني بتلك الدعوات.
هذا جزء بسيط من تضحيات والدتي التي رحلت مساء يوم الأربعاء الماضي، لتفارقني وقلبي يمتلئ حزناً، فهي علمتني معنى الوطنية بأحلى صورها فهي لم تدع مشاركة في ميثاق العمل الوطني والانتخابات البلدية والنيابية إلا أن تكون جزءاً منها للوقوف بجانب وطنها، فهي من غرست فينا حب قيادتنا منذ نعومة أطفارنا ولم أسمع منها قط بسب طائفة أو ديانة أو استنقاص من أي شخص، فهي كانت مدرسة للتعايش فهي تعاملت مع الجميع بتواضعها وحسها الذي لا يمكن نسيانه مع أي شخص يتعامل معها، .. أمي وداعاً لجنات الخلد، رحلتي عنا ولكن لم ترحلي عن قلوبنا، فأنت مدرسة لن تتكرر بحجم التضحيات التي قدمتيها لأبنائك ووطنك.
لم أجد أكثر دعماً من والدتي في حياتي بعد المدرسة، فكانت مهمتي أن أعطيها جدول الجامعة لكي توقظني لحضور المحاضرات ولم أكلف على نفسي بأن أستخدم المنبة في هاتفي النقال بأن يكون كفيلاً بهذه المهمة، وفي هذه اللحظات كانت سعادتي لا توصف عندما أخرج من المنزل لأجد هذه الدعوة التي قد أدمنت عليها بقولها «الله يوفقك ويحفظك» حتى أن تخرجت من الجامعة بشهادة البكالوريوس في الصحافة، لأكمل طريقي المهني بالصحافة إلى أن قررت ألتحق بالدراسات العليا بجامعة البحرين، وفي آخر لحظة كانت بجانبي، فبعد أن أكل جسدها «مرض السكري» وتسبب لها بسد مجرى شريان رجلها اليمنى، مما اضطرها للدخول للمستشفى العسكري حينها لإجراء القسطرة، وكان صدفة بأن تكون مناقشة رسالتي للماجستير قبلها بيوم قبل دخولها للمستشفى بخمس ساعات، إلا أنها أصرت على حضورها للمناقشة وكان حضورها لم يكن عادياً، جاءت مدافعة عن أطروحتي في لجنة المناقشة حتى حصدتُ على الامتياز بالماجستير.
إلى أن تمكن منها المرض لتخضع بعد ذلك لبتر جزء من رجلها اليمنى لإصابتها بمرض «الغرغرينا» ليهدم حلمها في أن تقوم بالمشي على رجلها للقيام بواجباتها على أكمل وجه حتى قدر الله بعد ذلك بأن تصاب بمرض الفشل الكلوي، لتواجهه بشراسة ولم تستسلم فهي صارعت وحزمت نفسها وأصرت رغم عدم تحركها مكانها بأن تديرالمنزل بحرفية عالية وهي مقعدة في صالة منزلنا لتكون هي محور حياتنا بدخولنا وخروجنا، ولم أنسَ بأنها تتابع جميع ما أكتبه أو ما يبث من مقابلاتي في القنوات الإخبارية أو في وسائل التواصل الاجتماعي وأذكر دعوتها حينها «الله يحفظك منهم»، فهذه الدعوة كانت هي من تدفعني بأن أقدم المزيد لقول الحق لأنها تقف وتساندني بتلك الدعوات.
هذا جزء بسيط من تضحيات والدتي التي رحلت مساء يوم الأربعاء الماضي، لتفارقني وقلبي يمتلئ حزناً، فهي علمتني معنى الوطنية بأحلى صورها فهي لم تدع مشاركة في ميثاق العمل الوطني والانتخابات البلدية والنيابية إلا أن تكون جزءاً منها للوقوف بجانب وطنها، فهي من غرست فينا حب قيادتنا منذ نعومة أطفارنا ولم أسمع منها قط بسب طائفة أو ديانة أو استنقاص من أي شخص، فهي كانت مدرسة للتعايش فهي تعاملت مع الجميع بتواضعها وحسها الذي لا يمكن نسيانه مع أي شخص يتعامل معها، .. أمي وداعاً لجنات الخلد، رحلتي عنا ولكن لم ترحلي عن قلوبنا، فأنت مدرسة لن تتكرر بحجم التضحيات التي قدمتيها لأبنائك ووطنك.