اعتماد آلية الإشارة الضوئية لمستوى انتشار فيروس كورونا وانعكاس المستوى على قرار فتح أو إغلاق القطاعات والأنشطة المختلفة في المملكة، هي بالتأكيد فكرة ممتازة وآلية عملية نراقب أهميتها وجديتها التي تعتمد على متوسط نسبة الحالات القائمة من إجمالي الفحوصات ومستوى الإشغال في العناية المركزة، وخاصة عند تحديد المستوى في بعض المناسبات التي تكثر فيها التجمعات بين الناس، والتي يجدها الفريق الوطني الطبي ضرورية في أي مستوى يجب أن يخضع المجتمع لآلية الإشارة الضوئية؛ وذلك حفاظاً على صحة وسلامة الجميع وتجنباً لانتشار فيروس كورونا بيننا.
المجتمع البحريني على وعي كبير لأهمية استمرار الالتزام بآلية الإشارة الضوئية لمستوى انتشار فيروس كورونا ومدرك أن الانتقال من مستوى إلى آخر هو مرحلة لتقليص عدد الحالات وحصرها في نطاق ضيق جداً، وخاصة في المناسبات التي مررنا بها في بعض الإجازات الرسمية، مثل إجازة الأعياد ومناسبة عاشوراء التي تكثر فيها التجمعات داخل المنازل أو في المطاعم والمجمعات، وأهمية الأخذ بعين الاعتبار جميع الاحترازات للوقاية من الإصابة وانتشار الفيروس، كما أصبح المجتمع البحريني أيضاً على وعي بأهمية المبادرة للتطعيم وخاصة الجرعة المنشطة بين جميع فئات المجتمع منهم فئة الأطفال؛ فالوعي المجتمعي في ظل الجائحة ضرورة للتضييق على أصوات النشاز التي تظهر بين حين وآخر في محاولة لنسف الجهود الصادقة للحفاظ على صحة وسلامة الجميع، كما أن الوعي المجتمعي في الالتزام بقرارات الفريق الوطني الطبي للتصدي لفيروس كورونا والامتثال للمستويات الأربع لآلية الإشارة الضوئية دليل على ثقافة مجتمع يبتعد على الغوغائية عندما تؤول الأمور إلى السلامة والصحة والأمن والاستقرار.
جائحة كورونا أثبتت للعالم أن مملكة البحرين بلد راقٍ وواعٍ ومثقف قيادة وشعباً، لم تمارس اللجنة التنسيقية لغة القوة أو الضغط والإكراه منذ بداية كورونا في 2020 إلى هذه اللحظة في التعاطي مع الجائحة في مسألة الحظر ومنع التجول وفيما يخص اللقاح والتطعيمات؛ فالمنطق في هذا المقام حجة لأصحاب العقول الواعية التي تعي وتدرك ما يحدث تماماً في العالم أجمع وليس في المملكة فقط، وهذا ما جعل من المملكة حديث العالم، يغبطها ويحسدها الكثيرون على قيادة ملهمة وشعب واعٍ، فهذا الانسجام والتوافق جوهر الرقي والتنمية والتقدم لأي بلد، مجتمع واعي يعني مجتمع آمن مستقر.