ياسمينا صلاح
يتمتع معظم كبار السن بصحة نفسية جيدة، إلا أن 15% منهم يعانون من الاضطرابات النفسية أو العصبية، والاضطرابات العصبية والنفسية لدى كبار السن مسؤولة عن 6.6% من مجموع حالات العجز الكلي، فضلاً على العلل الصحية الأخرى كالسكري وضعف السمع ومشكلات في العظام.
وقالت الباحثة الاجتماعية في مراكز الرعاية الصحية الأولية لطيفة سعيد إن كبار السن يتعرضون في حياتهم لتغيرات وظيفية واجتماعية، كالتقاعد والانتقال إلى مسكن آخر وفقدان الأحبة وشريك الحياة والصداقات، ما يؤدي إلى العزلة الاجتماعية أو ما يسمى بظاهرة الاغتراب الاجتماعي، وبعض الاختلافات في صحة المسنين إما جينية أو ناتجة عن البيئات المادية والاجتماعية، بما في ذلك منازلهم وجيرتهم ومجتمعاتهم المحلية وسماتهم الشخصية كنوع الجنس أو الأصل العرقي أو الحالة الاجتماعية والاقتصادية، فإن كبار السن يهيئون لنمط حياتهم المستقبلي في المراحل السابقة من شبابهم؛ فالنظام الغذائي المتوازن مثلاً يحافظ على الصحة في التقدم بالعمر والنشاط البدني المنظم والامتناع عن السلوكات الضارة وإدارة الأحداث الضاغطة يهيئ لشيخوخة ذات قدرات بدنية وعقلية جيدة.
ونوهت إلى أنه قد يرجع السبب في العصبية لدى كبار السن إلى عدم فهم الأبناء لطلباتهم وعدم الاهتمام بها، فيتحول المسن إلى شخصية عصبية يعاني من الانفعالات التي لها انعكاساتها وآثارها النفسية والصحية؛ فالعصبية تزيد من ارتفاع ضغط الدم وتوتر الأوعية الدموية والذي يؤدي بدوره إلى خفقان القلب الوظيفي وقصر النفس وارتعاش البدن والتوتر والتصلب وتقلص العضلات، والسرعة في الكلام في أثناء النوبة العصبية، ما يؤدي عند بعض كبار السن إلى توجيه انفعالاتهم إلى أقرب شخص في محيطهم والتلفظ بالشتائم، وقد تكون العصبية مرحلة مبكرة من الإصابة بأمراض أخرى كالخرف والزهايمر، إلا أن جل الأسباب مرجعه إلى الحاجة إلى الشعور بالعاطفة والاهتمام والأمان، وخاصة من الأبناء؛ فالشعور بعدم الجدوى وعدم تقدير الذات والإحساس بالخوف وانتظار النهاية المحتومة لانقضاء العمر هي مشاعر تحتاج الاحتواء والتفهم.
وبينت أن دراسة تشير إلى أن الاضطرابات العصبية والنفسية لدى كبار السن مسؤولة عن 6.6% من مجموع حالات العجز الكلي، وحوالي 15% منهم يعانون من واحدة من هذه الاضطرابات النفسية، وخلال جائحة "كورونا" وبسبب طول مدة البقاء في المنازل ونقص وعي مقدم الرعاية، ارتفعت معدلات إيذاء المسنين وتعريضهم للإصابات الجسدية ذات الآثار النفسية طويلة الأجل بما يقارب 15.7%خلال العام الماضي في بعض الدول منخفضة الدخل ومتوسطة الدخل، وشكلت الآثار النفسية منها 75.5% وكانت الصحة العقلية والنفسية محل اهتمام الباحثين والمتخصصين في العامين الماضيين، وبالأخص للأشخاص الذين يشعرون بخطر التهديد فمن بين 10 مسنين هناك مسن واحد على الأقل مهدد بالخطر وتدني الصحة النفسية والعقلية.
وأوضحت أنه ليس من السهل معالجة السلوكات والتصرفات عند كبار السن، والتي غالباً ما تعتمد على التعلم من التجربة والخطأ، فحدة الانفعالات والعصبية في مجملها تصرفات غير مقصودة وخارجة عن تحكمهم، وربما يشعرون بالخوف منها أيضاً، وخاصة إذا صاحبها النسيان، لذا يتطلب الأمر الحصول على مساعدة متخصصة في جانب التشخيص والعلاج، فكلما كانت المساعدة مبكرة ازدادت فرص التحكم بالاضطراب والتمتع بحياة أفضل.
وأشارت إلى أن طرق العلاج إما بإحداث تغيير في طريقة التعامل مع المسن سريع الانفعال أو إحداث تغيير في البيئة كطمأنة المسن داخل محيطه الأسري، والتقرب منه بلطف وهدوء وامتصاص انفعالاته واستيعابها واستعمال طريقة اللمس في أثناء محادثته، والتكلم معه بوضوح باستخدام جمل قصيرة، ومحاولة التركيز على المهارات المألوفة التي يمتلكها والتي تشعره بالاستقلالية والثقة، وإن كانت محدودة وبسيطة، ومن الممكن أيضاً الابتعاد عنه في فترة نوبة العصبية إلى أن يهدأ من تلقاء نفسه، أما ما يخص البيئة فيجب تجنب إحداث تغيير مفاجئ في مكان المسن كغرفته وموقع سريره إذا كان غير راغب في ذلك، ومساعدته في أعماله الصعبة كالاستحمام وحلاقة الشعر أو الذهاب في مشوار قصير حين يكون في أفضل مزاج.
بالإضافة إلى ترتيب الأدوات الموجودة حوله في بيئته كي لا تسبب له الإرباك والتشويش أو حوادث السقوط في أثناء نوبات العصبية والغضب، وتحويل الانتباه إلى شيء آخر واستخدام الكلمات الإيجابية التي فيها مدح وأحياناً يتطلب الأمر تجاهل حالة الهيجان والانشغال بشيء آخر وتجنب المجادلة معه حين يصبح منزعجاً، حيث لا فائدة من استعمال المنطق حينها، كما يُنصح بالبحث عن طرائق فعالة لتواصل المسن مع الآخرين حيث يخفف ذلك من الشعور بالوحدة والقلق والعجز كاستخدام برامج التواصل الاجتماعي التي أبقت كثيراً من المسنين في الجائحة على اتصال آمن مع أسرهم وأقربائهم.
وتابع: "تجنب العزلة ومشاركة كبار السن في العمل والنشاط الاجتماعي وممارسة هواية سابقة أو تجربة هواية جديدة، يمكن للمسن اللعب مع الأحفاد أو الحيوانات الأليفة المفضلة وقضاء بعض الوقت في الطبيعة للتنفيس الانفعالي، كذلك الاستمتاع بالفنون، كزيارة المتحف والمواقع الأثرية والانضمام للأندية الصحية والاجتماعية أو التطوعية، وكتابة المذكرات أيضاً عن تجارب الحياة، وقراءة الكتب، فأغلب المؤلفين والعلماء سطروا أروع علومهم ومعارفهم في عمر ما بعد الستين".
وختمت بأنه مجتمعياً تتطلب مشكلات المسنين العامة والخاصة تدريب المهنيين الصحيين على رعاية كبار السن والوقاية من الأمراض المزمنة والاضطرابات النفسية والعصبية ووضع سياسات مستدامة للرعاية طويلة الأجل وتطوير خدمات دمج المسن في البيئة المجتمعية وإيجاد ظروف معيشية وبيئات تدعم الرفاهية عبر توفير الأمن والسكن الداعم للاحتياجات، وخاصة مع تعاظم ارتفاع نسبة الشيخوخة في أغلب المجتمعات التي ستصل في الثلاثين عاماً القادمة إلى ملياري نسمة.
يتمتع معظم كبار السن بصحة نفسية جيدة، إلا أن 15% منهم يعانون من الاضطرابات النفسية أو العصبية، والاضطرابات العصبية والنفسية لدى كبار السن مسؤولة عن 6.6% من مجموع حالات العجز الكلي، فضلاً على العلل الصحية الأخرى كالسكري وضعف السمع ومشكلات في العظام.
وقالت الباحثة الاجتماعية في مراكز الرعاية الصحية الأولية لطيفة سعيد إن كبار السن يتعرضون في حياتهم لتغيرات وظيفية واجتماعية، كالتقاعد والانتقال إلى مسكن آخر وفقدان الأحبة وشريك الحياة والصداقات، ما يؤدي إلى العزلة الاجتماعية أو ما يسمى بظاهرة الاغتراب الاجتماعي، وبعض الاختلافات في صحة المسنين إما جينية أو ناتجة عن البيئات المادية والاجتماعية، بما في ذلك منازلهم وجيرتهم ومجتمعاتهم المحلية وسماتهم الشخصية كنوع الجنس أو الأصل العرقي أو الحالة الاجتماعية والاقتصادية، فإن كبار السن يهيئون لنمط حياتهم المستقبلي في المراحل السابقة من شبابهم؛ فالنظام الغذائي المتوازن مثلاً يحافظ على الصحة في التقدم بالعمر والنشاط البدني المنظم والامتناع عن السلوكات الضارة وإدارة الأحداث الضاغطة يهيئ لشيخوخة ذات قدرات بدنية وعقلية جيدة.
ونوهت إلى أنه قد يرجع السبب في العصبية لدى كبار السن إلى عدم فهم الأبناء لطلباتهم وعدم الاهتمام بها، فيتحول المسن إلى شخصية عصبية يعاني من الانفعالات التي لها انعكاساتها وآثارها النفسية والصحية؛ فالعصبية تزيد من ارتفاع ضغط الدم وتوتر الأوعية الدموية والذي يؤدي بدوره إلى خفقان القلب الوظيفي وقصر النفس وارتعاش البدن والتوتر والتصلب وتقلص العضلات، والسرعة في الكلام في أثناء النوبة العصبية، ما يؤدي عند بعض كبار السن إلى توجيه انفعالاتهم إلى أقرب شخص في محيطهم والتلفظ بالشتائم، وقد تكون العصبية مرحلة مبكرة من الإصابة بأمراض أخرى كالخرف والزهايمر، إلا أن جل الأسباب مرجعه إلى الحاجة إلى الشعور بالعاطفة والاهتمام والأمان، وخاصة من الأبناء؛ فالشعور بعدم الجدوى وعدم تقدير الذات والإحساس بالخوف وانتظار النهاية المحتومة لانقضاء العمر هي مشاعر تحتاج الاحتواء والتفهم.
وبينت أن دراسة تشير إلى أن الاضطرابات العصبية والنفسية لدى كبار السن مسؤولة عن 6.6% من مجموع حالات العجز الكلي، وحوالي 15% منهم يعانون من واحدة من هذه الاضطرابات النفسية، وخلال جائحة "كورونا" وبسبب طول مدة البقاء في المنازل ونقص وعي مقدم الرعاية، ارتفعت معدلات إيذاء المسنين وتعريضهم للإصابات الجسدية ذات الآثار النفسية طويلة الأجل بما يقارب 15.7%خلال العام الماضي في بعض الدول منخفضة الدخل ومتوسطة الدخل، وشكلت الآثار النفسية منها 75.5% وكانت الصحة العقلية والنفسية محل اهتمام الباحثين والمتخصصين في العامين الماضيين، وبالأخص للأشخاص الذين يشعرون بخطر التهديد فمن بين 10 مسنين هناك مسن واحد على الأقل مهدد بالخطر وتدني الصحة النفسية والعقلية.
وأوضحت أنه ليس من السهل معالجة السلوكات والتصرفات عند كبار السن، والتي غالباً ما تعتمد على التعلم من التجربة والخطأ، فحدة الانفعالات والعصبية في مجملها تصرفات غير مقصودة وخارجة عن تحكمهم، وربما يشعرون بالخوف منها أيضاً، وخاصة إذا صاحبها النسيان، لذا يتطلب الأمر الحصول على مساعدة متخصصة في جانب التشخيص والعلاج، فكلما كانت المساعدة مبكرة ازدادت فرص التحكم بالاضطراب والتمتع بحياة أفضل.
وأشارت إلى أن طرق العلاج إما بإحداث تغيير في طريقة التعامل مع المسن سريع الانفعال أو إحداث تغيير في البيئة كطمأنة المسن داخل محيطه الأسري، والتقرب منه بلطف وهدوء وامتصاص انفعالاته واستيعابها واستعمال طريقة اللمس في أثناء محادثته، والتكلم معه بوضوح باستخدام جمل قصيرة، ومحاولة التركيز على المهارات المألوفة التي يمتلكها والتي تشعره بالاستقلالية والثقة، وإن كانت محدودة وبسيطة، ومن الممكن أيضاً الابتعاد عنه في فترة نوبة العصبية إلى أن يهدأ من تلقاء نفسه، أما ما يخص البيئة فيجب تجنب إحداث تغيير مفاجئ في مكان المسن كغرفته وموقع سريره إذا كان غير راغب في ذلك، ومساعدته في أعماله الصعبة كالاستحمام وحلاقة الشعر أو الذهاب في مشوار قصير حين يكون في أفضل مزاج.
بالإضافة إلى ترتيب الأدوات الموجودة حوله في بيئته كي لا تسبب له الإرباك والتشويش أو حوادث السقوط في أثناء نوبات العصبية والغضب، وتحويل الانتباه إلى شيء آخر واستخدام الكلمات الإيجابية التي فيها مدح وأحياناً يتطلب الأمر تجاهل حالة الهيجان والانشغال بشيء آخر وتجنب المجادلة معه حين يصبح منزعجاً، حيث لا فائدة من استعمال المنطق حينها، كما يُنصح بالبحث عن طرائق فعالة لتواصل المسن مع الآخرين حيث يخفف ذلك من الشعور بالوحدة والقلق والعجز كاستخدام برامج التواصل الاجتماعي التي أبقت كثيراً من المسنين في الجائحة على اتصال آمن مع أسرهم وأقربائهم.
وتابع: "تجنب العزلة ومشاركة كبار السن في العمل والنشاط الاجتماعي وممارسة هواية سابقة أو تجربة هواية جديدة، يمكن للمسن اللعب مع الأحفاد أو الحيوانات الأليفة المفضلة وقضاء بعض الوقت في الطبيعة للتنفيس الانفعالي، كذلك الاستمتاع بالفنون، كزيارة المتحف والمواقع الأثرية والانضمام للأندية الصحية والاجتماعية أو التطوعية، وكتابة المذكرات أيضاً عن تجارب الحياة، وقراءة الكتب، فأغلب المؤلفين والعلماء سطروا أروع علومهم ومعارفهم في عمر ما بعد الستين".
وختمت بأنه مجتمعياً تتطلب مشكلات المسنين العامة والخاصة تدريب المهنيين الصحيين على رعاية كبار السن والوقاية من الأمراض المزمنة والاضطرابات النفسية والعصبية ووضع سياسات مستدامة للرعاية طويلة الأجل وتطوير خدمات دمج المسن في البيئة المجتمعية وإيجاد ظروف معيشية وبيئات تدعم الرفاهية عبر توفير الأمن والسكن الداعم للاحتياجات، وخاصة مع تعاظم ارتفاع نسبة الشيخوخة في أغلب المجتمعات التي ستصل في الثلاثين عاماً القادمة إلى ملياري نسمة.