لا أحد بإمكانه إنكار وجود عديد من الخدمات التي وفرتها الدولة والحكومة للمواطنين خصوصاً والمقيمين في بلادنا عموماً خلال فترة تفشي كورونا، والممتدة منذ ظهور الوباء إلى يومنا هذا الذي تناقصت فيه الأعداد بما يثبت نجاح حكومة البحرين في تصديها للجائحة يضاف إليها التزام المواطنين وتزايد الوعي المجتمعي.

من هذه الخدمات التي قُدمت وحظيت باستحسان المواطنين إعفاؤهم من فواتير الكهرباء وتخفيض رسومها والمرونة التي قدمتها الحكومة بشأن التعرفة وهي العملية التي تمنى الكثيرون استمرارها خاصة في فترة الصيف الحالي، حيث نشهد ارتفاعاً كبيراً في درجة الحرارة ما يعني استخداماً أكثر للكهرباء وبالتحديد أنظمة التكييف، مع ضرورة الوضع في الاعتبار التزام الغالبية بالجلوس في المنزل منعاً للمخالطات البشرية ما يعني استخداماً أكثر للكهرباء.

لذلك كانت ردات فعل الناس كثيرة وكبيرة جداً إزاء موضوع فواتير الكهرباء، وكيف أن بعضها ارتفعت مبالغها لمستويات عالية، وهو الأمر الذي دفع عديداً من النواب لترجمة مطالبات المواطنين بضرورة إعادة النظر في احتساب فواتير يوليو وأغسطس، والبحث في الأسباب التي أدت لارتفاع الفواتير، وربط ذلك بالتزام المواطنين في بيوتهم، وهو أحد العوامل الرئيسة التي حققت النجاح لبلادنا في عملية احتواء انتشار وباء كورونا.

كصحافة وصلتنا مطالبات عديدة من الناس بإثارة هذا الموضوع لارتباطه الوثيق بحياتهم ولتأثيره على مصروفاتهم ولثقتهم أيضاً بأن الحكومة الموقرة تستمع وتتابع وتحرص على استمرار دعم المواطن والتخفيف عليه خلال هذه الأيام مثلما دأبت عليه سابقاً، وأبرز مثال كان العام الماضي حينما حظي الناس بالدعم الحكومي الكبير في فواتير الكهرباء بتوجيه مقدر ويشكر عليه صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس الوزراء حفظه الله.

قد تكون شريحة من المواطنين قادرة على دفع فواتيرها دون أن تتأثر ميزانياتها، لكن المنطق يفرض دائماً ضرورة القياس على الشرائح ذات الدخول المتوسطة والمحدودة والتوازن بين مداخيلها ومصروفاتها بالأخص تلك المتعلقة بفواتير الخدمات على رأسها الكهرباء والماء، وهو ما جعل مناشدات الناس تطفو إلى السطح بشأن ارتفاع مبالغ الفواتير ومطالبتهم الجهات الحكومية الرسمية بإعادة النظر والعمل على مساعدة الناس والتخفيف عليهم.

المواطنون تكلموا والنواب يتحركون وبالتأكيد الوزارة ستعمل على اتخاذ خطوات في هذا الجانب، ومن جانبنا كصحافة من المهم جداً أن نبرز الموضوع بطريقة تركز على أهمية تقدير المواطن وتثمين دوره وتعاونه مع جهود الحكومة في عملها لاحتواء انتشار فيروس كورونا، إذ هل كمقترحات هل يمكن تعويض الناس عن فواتير يونيو وأغسطس عبر منحهم تخفيضاً مؤثراً أو إعفاءات بحسب الممكن كتقدير وشكر لالتزامهم وبقائهم في المنازل واتباعهم لتعليمات الفريق الوطني التي حققت أهدافها وأوصلتنا لمرحلة إيجابية في محاربة كورونا وتقليل أعداد الإصابات والوفيات بشكل كبير جداً.

أمل الناس كبير في حكومتنا الموقرة وفي الأمير سلمان حفظه الله، فهو عودنا دائماً على قربه من نبض الشارع وعلى توجيهاته وأفعاله العديدة الخيرة التي تصب في صالح المواطن وكل من يعيش على أرضنا الطيبة.