هل أدى تغير الحياه الاجتماعية واختلاف أوقات عمل أفراد الأسرة وانشغالاتهم، بالإضافة إلى مهامهم اليومية لعدم تجمع العائلة الواحدة على مائدة الطعام؟

يقول يعقوب محمد إنه الأخ الأكبر في المنزل، وهو يعمل في وظيفة نهارية مدة 9 ساعات، حيث يخرج للعمل في 8 صباحاً ويعود إلى المنزل في 5 عصراً، وبذلك لا يستطيع الجلوس مع أسرته المكونة من والده ووالدته وإخوانه على مائدة الغداء طيلة أيام الأسبوع، لذلك يحاول أن يعوض ذلك الغياب على حد تعبيره بالخروج مع الأسرة في أيام عطلة الأسبوع على العشاء أو الغداء، وخصوصاً أنه يعود بعد عمله لأخذ قسط من الراحة ومن ثم الذهاب للقاء أصدقائه أو الجلوس في غرفته ومشاهدة التلفاز.

بينما تقول فاطمة عبدالرحمن إنها تحاول على الأقل الجلوس مع عائلتها بعد انتهاء العمل، حيث إنها تعود في الساعة الرابعة عصراً، وتأخذ قسطاً من الراحة، ثم تجلس مع والدتها وإخوتها في انتظار عودة والدها من العمل، فلا يتسنى للعائلة الاجتماع على المائدة.

وأضافت: "بكل أسف أفتقد أيام الصغر عندما كنا نجتمع على الغداء والعشاء مع والدي ووالدتي، لكن مع الظروف وانشغالات الحياة لا يوجد هناك متسع من الوقت؛ فالجميع أصبح يتناول وجبته في العمل أو في المطعم والتجمع العائلي يكون في المساء أو في عطلة نهاية الأسبوع".

أما سمر خالد فأكدت أن والدها المتقاعد يحرص يومياً على تناول وجبة الغداء أو العشاء بوجود الجميع، حيث يحضر إخوتها وأبناؤهم وزوجاتهم، وهي وزوجها وأبناؤها لتناول الطعام مع والدها ووالدتها المتقاعدين، وقالت: "يحاول والدي لم شمل العائلة وتعزيز الروابط بين أبناء إخوتي الصغار ليتعودوا على العيش في جو أسري"، كما بينت أن الحرص على تناول وجبة الطعام بحضور الجميع هي عادة متأصله في العائلة منذ صغرها، هي وإخوتها لتضيف: "عساها عادة ما تنقطع بوجودهم".

فيما يقول سلمان صلاح إن والده يحرص على حضور الجميع على وجبة الفطور صباحاً قبل الذهاب إلى العمل؛ فهي عادة تعودوا عليها منذ الطفولة وقال ضاحكاً: "لا يستكين بال الوالد حتى يحضر الجميع على الوجبة ومن يكون غائباً يعاقب" فلذلك أعتبر أن هذه العادة الأسرية الجميلة مازالت موجودة في عائلتنا ولله الحمد.