قال المرشد الإيراني علي خامنئي، يوم السبت، إن هناك تخلفا وتراجعا في تحقيق العدالة في بلاده، مؤكدا أن ”ثقة الشعب بالحكومة السابقة تضررت".

جاء كلام خامنئي خلال استقباله أعضاء الحكومة الجديدة برئاسة الرئيس إبراهيم رئيسي.

وأوضح المرشد، وفقا لما نقلت عنه وسائل إعلام رسمية إيرانية، أن ”لدينا تراجعا وتخلفا في مجال العدالة، ويجب ربط التوجيهات والمراسيم الحكومية بالعدالة".

وحث خامنئي حكومة رئيسي على ضرورة العمل بجد، مبينا أنه ”في رأيي، كل قرار تمرره وكل مشروع قانون تقوم بصياغته في الحكومة، كل توجيه تصدره في جهازك الخاص، يجب أن يكون له ملحق عدالة".

ووجه المرشد الإيراني انتقادات مبطنة لحكومة الرئيس السابق حسن روحاني، وقال وهو يخاطب الحكومة الجديدة: ”لقد تضررت ثقة الشعب في الحكومة ويجب استعادة ذلك".

وطالب خامئي رئيسي بـ"ضرورة وضع موعد محدد لتحقيق الوعود التي قطعها خلال حملته في الانتخابات الرئاسية التي جرت في يونيو/ حزيران الماضي".

ولفت إلى أن ”أكبر رصيد سيكون لصالح الحكومة هو كسب ثقة الناس، والحل هو أن تكون أقوال وأفعال المسؤولين هي نفسها".

وخاطب رئيسي: ”حدد موعدا للوعود، وقدر الوقت الذي سيستغرقه ذلك، وقم بتعيين يوميات واتبعها خطوة بخطوة".

وتابع خامنئي: ”الوقت يمر بسرعة، عليكم استغلال كل لحظة واغتنام الفرص خلال هذه السنوات الأربع"، معتبرا أن قيام الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي بزيارة محافظة خوزستان أمس الجمعة ”خطوة طيبة وجديرة بالثناء".

وقال: ”الخطوة الطيبة والجديرة بالثناء تلك التي قام بها رئيسي بالأمس، عندما ذهب إلى محافظة خوزستان بين الناس، وسمع منهم وتحدث إليهم، هذا مظهر من مظاهر أن يكون الرئيس شعبيا، وهو عمل جيد جدا".

وكان البرلمان الإيراني الذي يهمين عليه التيار المتشدد قد صوت الأربعاء الماضي، على منح الثقة لحكومة إبراهيم رئيسي، باستثناء وزير التربية والتعليم.

وتضم الحكومة الجديدة 19 وزيرا.

ووجه رئيسي، في أول اجتماع لحكومته الخميس الماضي، انتقادات لسلفه حسن روحاني، دون أن يذكر روحاني بالاسم: ”يجب أن نتعلم من أخطاء أسلافنا، ويجب أن نكون حكومة صادقة".

وفاز رئيسي عن التيار المتشدد بالانتخابات الرئاسية التي جرت في 18 يونيو/ حزيران الماضي، وبلغت نسبة المشاركة فيها 48.8 %، وهي الأقل منذ انتصار الثورة الإيرانية.

كما تطرق المرشد الأعلى، إلى إمكانية المفاوضات النووية مع الولايات المتحدة، وقال إن ”الإدارة الأمريكية الحالية لا تختلف عن إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب".

وقال خامنئي ”لا تختلف الإدارة الأمريكية الحالية عن الإدارة السابقة، ومطالبهم هو نفسها مطالب ترامب ولم يحدث أي فرق"، مضيفا ”وراء كواليس السياسة الخارجية الأمريكية ذئب مفترس يتحول أحيانًا إلى ثعلب ماكر، ومثال على ذلك هو الوضع الحالي في أفغانستان".

وأشار خامنئي إلى أن الأمريكيين لم يتخذوا خطوة واحدة للتنمية المدنية والاقتصادية لأفغانستان.

وحث خامنئي حكومة إبراهيم رئيسي على ضرورة عدم ربط القضايا الدبلوماسية بالموضوع النووي الإيراني، مضيفاً ”يجب أن يزيد تنقلنا في مجال الدبلوماسية ويتضاعف، ويجب تعزيز الجانب الاقتصادي للدبلوماسية، وهذا يعني أن الدبلوماسية الاقتصادية شيء مهم للغاية".

وذكر خامنئي أنه ”لا ينبغي أن تتأثر الدبلوماسية بالمسألة النووية أيضًاً. أي أنه لا ينبغي أن تكون الحالة أن دبلوماسية البلاد مرتبطة بالقضية النووية، الأخيرة هي قضية منفصلة تحتاج إلى حل بطريقة تناسب الدولة، لكن الدبلوماسية أوسع نطاقاً".