حذر عشرات العلماء والدعاة في السعودية من فكر وممارسات تنظيم الدولة الإسلامية، واعتبروه "خطرا يثير الفتن والصراعات داخل مجتمعات المسلمين الآمنة". كما اعتبروا مثل هذا التنظيم و"من يحمل فكره من الغلاة مطايا يوظفون لصالح الأعداء علموا أم لم يعلموا يستغلهم العدو في تحقيق أهدافه الخبيثة".وتطرق جمع كبير من علماء ودعاة المملكة في بيان لهم مساء أمس الأحد تلقت الجزيرة نت نسخة منه، إلى "الجرائم" التي ارتكبها تنظيم الدولة في أكثر من دولة عربية آخرها السعودية، فقال "تمادى هذا التنظيم وأتباعه في الاستهانة بالتكفير والدماء، فكفّروا الكثير من المجاهدين في بلاد الشام، واستباحوا دماءهم، وامتدت أعمالهم خارج حدود دولتهم المزعومة في العراق والشام، فاستهدفوا رجال الأمن، وطوائف من غير أهل السنة، وأماكن عبادتهم، ودفعوا ببعض أبناء المسلمين إلى قتل أنفسهم تحت ذريعة الاستشهاد والإثخان في العدو"."العلماء ينبهون:يجتمع كيد الأعداء من الشرق والغرب، ويتنامى فيه المد الصفوي متحولا من تصدير الثورة إلى تصدير الإفساد والعنف والسعي لاستثمار العواطف غير المرشدة من بعض شباب الأمة "القديح والدمامواعتبر البيان المذيل بتوقيع 91 عالما وداعية من المملكة تفجيري القديح ومسجد الحسين في حي العنود بالدمام "جريمتين لا يسوغهما مخالفة من استهدف بهذين التفجيرين لأهل السنة في المعتقد"، مضيفا "قد أمرنا في قتال المحاربين من الكفار الأصليين الذين لا أمان لهم ولا شبهة، بأن ? نعتدي على الرهبان في معابدهم، فكيف بمبتدعة موادَعين، لهم من الأمان حظ ونصيب لا ينكره عالم".وربط البيان بين التفجيرين والسياق الإقليمي الذي جاءا فيه "حيث يجتمع كيد الأعداء من الشرق والغرب، ويتنامى فيه المد الصفوي متحولا من تصدير الثورة إلى تصدير الإفساد والعنف، والسعي لاستثمار العواطف غير المرشدة من بعض شباب الأمة".ونبه العلماء والدعاة في بيانهم إلى خطر توظيف هذه الأحداث "في ابتزاز أهل السنة بأفعال من يحسبون عليهم وليسوا في الحقيقة منهم، واستغلال الأعداء لهذه الأحداث في المطالبة بتغيير المناهج، أو التضييق على وسائل الإعلام التي تحارب العقائد المنحرفة، أو وضع أهل السنة موضع الاتهام مع أن أهل السنة في عامة بلاد المسلمين هم أكثر ضحايا هذا الغلو".كما أشاروا إلى خطورة "استغلال أعداء الإسلام من الكفار والمنافقين لهذه الأحداث للطعن في الدين، والجرأة على أصوله ومحكّماته، ووصم أهل السنة بتهمة التكفير، وعدم التفريق بينهم وبين الخوارج أهل الغلو، كذلك الجرأة على أهل العلم والمصلحين، واتهامهم، والطعن في نواياهم، وتسفيه مشاريعهم الدعوية، والازدراء بجهودهم في نصرة الدين والمستضعفين من أهله".الجهاد والمقاومةوحذر البيان من "التغرير ببعض الشباب المستقيم وحرفهم عن جادة النفع، وفتح الذريعة لمحاصرة الأعمال الدعوية والخيرية، والتضييق عليها باسم مكافحة الإرهاب وتجفيف منابعه"، إلى جانب "تشويه شريعة الجهاد حتى أصبح من يتحدث عن هذه الشعيرة العظيمة أو يدعو إليها أو يذكر فضائلها متهماً بالإرهاب ودعم أهله عند كثير من ضعفاء البصائر، وإعاقة الجهاد الشرعي، والفت في عضد المجاهدين، والتسبب في تأخير نصرهم، وقطع الإمدادات عنهم، وتعريض عدد من الصالحين الذين لا صلة لهم بالغلو من قريب ولا بعيد للظلم والمضايقات". ودعا البيان "من زلت قدمه على طريق الغلاة إلى أن يقف مع نفسه ويحاسبها"، كما حث حكام المسلمين على تجفيف "منابع هذا الفساد بالتحاكم إلى شرع الله، وحمل الناس على المعروف، ونهيهم عن المنكر"، ودعا المسلمين "جميعا إلى التوبة، وإصلاح أحوالهم، فالذنوب من أكبر أسباب ظهور الفساد واختلال الأمن".واختتم العلماء بيانهم بالتأكيد أن "محكمات الدين لا يجوز أن تمس ولا أن يستهان بها، ومنها مكانة الجهاد العالية، وحق الشعوب في مقاومة العدوان"، كما أكدوا "أن الغلو لا يجوز أن يقابل بغلو آخر، إنما يعالج بالمنهج الشرعي الذي سار عليه النبي صلى الله عليه وسلم وسلف الأمة".