وصف أحد خبراء علم النفس التربوي أن متوسط تنمية المهارات أثناء إغلاق المدارس في ربيع 2020 بـ «الركود»، مع ميل إلى التراجع في المهارات المكتسبة، ويقع في نطاق مماثل لتأثير العطلة الصيفي. حديث الخبير يطرح كثير من التساؤلات المتعلقة بما يمكن إيجاده من بدائل لتعويض هذا «الركود» من قبل المؤسسات الرسمية أو الأهلية أو أولياء الأمور، سواء أنشطة بدنية أو ذهنية تساهم في تعزيز التواصل المجتمعي، وتعويض ما قد يتعرض له الأبناء تأثيرات نفسية وسلوكية نتيجة إجراءات التباعد الذي فرضته الجائحة.
على المستوى المحلي؛ كنت أتمنى تنفيذ دراسة على الطلبة البحرينيين لتبيان انعكاسات ما فرضته الجائحة من أنماط سلوكية وتربوية عليهم نتيجة الإجراءات الاحترازية، وهو ما يمكن الاستفادة منه في معالجة هذه الآثار في المرحلة المقبلة.
فمع انتشار جائحة كورونا، منذ ما يزيد عن عام ونصف، كان التعليم من أكثر أكثر القطاعات تضرراً، نظراً لارتباطه المباشر بجميع الأسرة وبالفئة الأكبر في المجتمع، الأطفال والشباب.
انعكاسات تأثير الجائحة أيضاً لم تقتصر على فقط على نوعية التعليم وأشكاله وأساليبه غير التقليدية التي وفرتها الوزارة بكفاءة عالية؛ إنما أيضاً تأثير كبير على السلوكيات والمهارات التواصلية للطلاب، خصوصاً الأطفال في مراحل التعليم الأولى. الخطوة التي أعلنت عنها وزارة التربية والتعليم، مؤخراً، بفتح خيار نظام الحضور الفعلي لطلبة المدارس أمام أولياء الأمور، خطوة مهمة ومقدرة، كونها تصب في مصلحة الطلبة بالدرجة الأولى، وستساهم في إعادة ربط الطلبة بواقع التعليم الفعلي، إلى جانب الاستفادة من كل الإمكانيات الفنية المتاحة، مع توازي تحقيق الاستفادة التعليمية والتربوية للمسارين التي طرحتهما الوزارة.
فتح الخيارات أمام أولياء الأمور عبر رابط إلكتروني، كما أوضح المدير العام لشؤون المدارس، يهدف إلى التعرف على أعداد الطلبة الراغبين بالحضور ومواقع الكثافة الطلابية، من أجل تنفيذ معايير التباعد الاجتماعي وتحديد عدد الحافلات التي سيتم تشغيلها لنقل الطلبة، وتحقيق خطط التباعد الاجتماعي على متنها من واقع عدد طلبات خدمة المواصلات. حتى كتابة هذه المقالة؛ تجاوز عدد الطلبة الذين سجلوا للدراسة بنظام الحضور الفعلي ٦٧ ألف طالب وطالبة، بنسبة تجاوزت 46٪ من إجمالي عدد الطلبة في المدارس الحكومية، مما يستدعي تنفيذ إجراءات دعم ومتابعة لجودة الأداء ومستوى الإنجاز لضمان توفير العدالة الكاملة بين الطلبة من كلا النظامين، وبما يحقق الأهداف العليا للعملية التربوية والتعليمية في المملكة.
إضاءة..
كانت لفتة جلالة الملك المفدى الأبوية باستقبال الطالبة رتاج العباسي بمناسبة فوزها برئاسة البرلمان العربي للطفل، تأكيداً ملكياً سامية على ما يتمتع به أبناء البحرين من قدرات ومواهب وكفاءة لتولي المناصب القيادية لتشريف وطنهم وتعزيز ريادته في مختلف المنتديات والمؤسسات والهيئات العربية والعالمية.