كشفت وسائل إعلام أمريكية عن مساهمة وكالة المخابرات المركزية (CIA) في إجلاء ألف عنصر من القوات الخاصة الأفغانية عبر قاعدة سرية.

وتعود التفاصيل إلى إصدار مسؤولين في واشنطن تعليمات بهدوء للأمريكيين والأفغان المعرضين للخطر بما في ذلك الكوماندوز الأفغان بالتوجه إلى قاعدة سرية لوكالة المخابرات المركزية خارج كابول لتأمين ممر آمن إلى الولايات المتحدة.

وبالفعل نجحت العملية السرية، التي جرت على مدى عدة أسابيع في أغسطس/آب، في إجلاء مئات من الأمريكيين والأفغان المستضعفين.

وشملت قائمة المغادرين لأفغانستان أفراد من نخبة القوات الخاصة الأفغانية وأفراد أسرهم؛ حيث تم إجلاء ما لا يقل عن 1000 من الكوماندوز الأفغان وعائلاتهم.

وبحسب (بوليتيكو) فإن المجلة عثرت على وثائق ومحادثات مع 3 مسؤولين (إداري كبير وعسكري والكونجرس)، وجميعهم تحدثوا بشرط عدم الكشف عن هويتهم لمناقشة معلومات حساسة.

وأكد مسؤول أمريكي مشاركة وكالة المخابرات المركزية في عملية الإجلاء ، مشيرًا إلى أن الوكالة "عملت عن كثب مع وكالات أخرى لتسهيل الوصول إلى المطار بطرق مختلفة للمواطنين الأمريكيين والأفغان المعرضين للخطر".

ولأول مرة تستخدم الولايات المتحدة هذه القاعدة السرية في عمليات الإجلاء، وفقا لصحيفة نيويورك تايمز.

ومع ذلك لم يتم الإبلاغ سابقًا عن النطاق الكامل للعملية في الأيام الأخيرة من جهود الإخلاء. ورفض ممثل وكالة المخابرات المركزية التعليق على العملية.

ويعرف هذا الموقع باسم قاعدة النسر، وتم نقل القطع منه إلى المطار من أجل تجاوز الحشود الفوضوية والتهديد الإرهابي حول البوابات.

وقد حلقت عدة طائرات هليكوبتر تديرها شركة أمريكية من منطقة حول قاعدة إيجل إلى مطار كابول بدءًا من منتصف أغسطس/ آب الماضي، عندما سيطرت طالبان على المدينة.

وتشير بيانات الرحلات الجوية إلى أن بعض الأشخاص الذين تم إجلاؤهم نُقلوا جواً إلى ألمانيا.

وخلال تلك الفترة الزمنية نفسها، حلقت طائرة مملوكة لمقاول حكومي أمريكي من مطار كابول إلى قاعدة رامشتاين الجوية في ألمانيا.

كان دبلوماسيون يتواصلون مباشرة مع الأمريكيين الذين كانوا يحاولون مغادرة أفغانستان لكنهم يخشون على سلامتهم.

كما ساعدت قيادة العمليات الخاصة المشتركة في البنتاجون في الوصول إلى مئات الأمريكيين داخل كابول وفي جميع أنحاء البلاد.

وخلال الأسابيع التي سبقت الموعد النهائي للانسحاب في 31 أغسطس/آب الماضي.. تحول مجمع سري شديد التحصين تستخدمه وكالة المخابرات المركزية إلى مركز لعمليات الإجلاء السرية، قبل تدمير أجزاء منه عمداً.

ويضم المجمع السري التابع للمخابرات الأمريكية في كابول أول مركز احتجاز أقامته الوكالة في أفغانستان، والذي يُعرف باسم حفرة الملح وكشف تقرير حكومي أمريكي عن قيام الوكالة بممارسة التعذيب بحق المعتقلين فيه.

وكان الموقع المعروف بـ"حفرة الملح" أول المباني التي بدأت وكالة المخابرات المركزية بتدميرها طوال شهري أبريل/نيسان ومايو/أيار، بعد إعلان الرئيس جون بايدن مغادرة القوات الأمريكية البلاد بحلول سبتمبر/أيلول.

وقالت نيويورك تايمز إنه في الوقت الذي كانت الولايات المتحدة تسارع فيه لإغلاق بعثاتها الدبلوماسية في أفغانستان خلال الشهر الماضي، تم إجلاء المواطنين الأمريكيين والأفغان الذين يشكلون هدفا لطالبان من المجمع.

وتُظهر صورة الأقمار الصناعية التي التقطتها شركة بلانيت لابز لصحيفة نيويورك تايمز في 24 أغسطس/آب، عشرات السيارات تصطف داخل المجمع، وهو عدد يتجاوز بكثير العدد المعتاد الذي يُرى عادةً في الموقع.

ويبدو أن العديد من المركبات قد أضرمت النيران فيها عمداً داخل المجمع في وقت لاحق، وفق التقرير الأمريكي.