تلفزيون الشرق + وكالات
أعلنت منظمة الصحّة العالمية الأربعاء، أنها تراقب نسخة متحوّرة جديدة من فيروس كورونا اسمها "مو"، مشيرة إلى أن النسخة المتحورة "بي 1.621" بحسب تسميتها العلمية، تم تصنيفها في الوقت الراهن "متحور تجب مراقبته".

ووفقاً لـ"النشرة الوبائية" الأسبوعية لمنظمة الصحة العالمية عن تطور الجائحة، فقد تم رصد متحور "مو" أول مرة في يناير الماضي بكولومبيا.

ومنذ ذلك الحين سُجِّلت إصابات متفرقة وبعض التفشيات الكبيرة للمتحور "مو" في أماكن مختلفة حول العالم، بما في ذلك بريطانيا، وأوروبا، والولايات المتحدة، وهونج كونج.

وعلى الرغم من أن المتحور يمثل حالياً أقل من 0.1% من مجمل حالات كورونا عالمياً، إلا أنه قد يصبح أقوى وأكثر انتشاراً في كولومبيا والإكوادور، حيث بات يمثل 39% و13% من مجمل الإصابات في البلدين على التوالي.

هل متحور "مو" أشد عدوى؟

لا يزال العلماء ومسؤولو الصحة العامة يجرون دراسات بشأن ما إذا كان متحور "مو" أشد عدوى، أو إذا كان يسبب أمراضاً أخطر من تلك التي يسببها متحور "دلتا" السائد في معظم أنحاء العالم.

وكشف تقرير لوكالة الصحة العامة في إنجلترا صدر خلال يوليو الماضي، أن معظم الحالات التي تم اكتشافها في المملكة المتحدة كانت لأشخاص في العقد الثالث من العمر، علماً بأنه تم تسجيل 32 إصابة على الأقل.

ووفقاً لما نقلته صحيفة "غارديان" البريطانية، فقد اعتبر التقرير أن "مقدار التهديد الذي يشكله متحور (مو) غير مؤكد إلى حد كبير، ويعتمد على ما إذا كانت الحالات ستزداد بشكل كبير خلال الأسابيع والأشهر المقبلة، لا سيما في ظل وجود متحور (دلتا) سريع الانتشار".

ورجح التقرير أنه في الوقت الحالي لا يوجد أي دليل على أن "مو" سيتفوق على "دلتا" من حيث التفشي وشدة العدوى، محذراً في الوقت نفسه من أن مخاطر "الهروب المناعي" (مقاومة اللقاحات) في هذا المتحور قد تسهم في تغييرات مستقبلية من حيث ارتفاع الإصابات.

وبحسب "غارديان"، يكمن جانب من المخاوف المثارة بشأن "مو" في بعض الطفرات التي يحملها، بما في ذلك التغير الجيني "P681H" الذي اكتشف من قبل في متحور "ألفا"، وتم ربطه بسرعة انتشار العدوى.

ما هي أعراض المتحور "مو"؟

يبدو أن أعراض متحور "دلتا" هي نفسها الأعراض التي تسببها سلالات فيروس كورونا الأخرى، بما في ذلك الحمى، والسعال الجاف، والإجهاد، وذلك بحسب ما ذكرته مجلة "ساينس فوكس" التابعة لهيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي".

كما تشمل أعراض "مو"، الأعراض الأخرى الأقل شيوعاً لمتحورات كورونا كفقدان الذوق والشم، واحتقان الأنف، وألم الحلق، والصداع، وآلام العضلات أو المفاصل.

هل متحور "مو" مقاوم للقاحات؟

بمجرد ظهور المتحور "مو"، شرع الخبراء في التحقق من مدى استجابته للقاحات المعتمدة عالمياً للتحصين ضد فيروس كورونا.

وعقب دراسة مختبرية على فعالية لقاح فايزر ضد متحور "مو" أجريت أواخر يوليو الماضي، وجد خبراء في إيطاليا أنه "على الرغم من بعض الطفرات في بروتين (سبايك)، إلا أن الأجسام المضادة التي أثارها لقاح فايزر تمكَّنت من تحييد متحور مو".

لكن الخبراء لاحظوا مع ذلك أنه على الرغم من فعالية التحييد، إلا أنه كان أضعف من ذلك الذي ينتجه اللقاح مع المتحورات الأخرى.

وأشارت دراسة نشرت بدورية "ذا لانسيت للأمراض المعدية" في 13 أغسطس الماضي، إلى أن متحور مو "لديه حالتان من الهروب المناعي المحتمل"، لافتة إلى أن العديد من طفرات بروتين "سبايك" في المتحور مو تحدُّ من إمكانية "تحييد الفيروس عبر الأجسام المضادة".

بدورها، أكدت منظمة الصحة العالمية أن لدى متحور "مو"، طفرات يمكن أن تنطوي على خطر "هروب مناعي"، الأمر الذي يجعل من الضروري إجراء مزيد من الدراسات عليها لفهم خصائصها بشكل أفضل.

وتشمل هذه الطفرات "E484K" و"K417N" اللتين قد تساعدان متحور "مو" على تفادي الدفاعات المناعية، ما قد يجعله أقوى من متحور "دلتا" مع ارتفاع مستويات المناعة في الخريف.

ماذا يعني وضعه على لائحة المراقبة؟

وضع منظمة الصحة العالمية للمتحور الجديد على لائحة المراقبة، يعني أن لديه التغيرات الجينية التي قد تؤثر على خصائص الفيروس مثل العدوى، والخطورة المرضية، والهروب المناعي، ومقاومة التشخيص أو العلاج.

كما يعني أيضاً بحسب "ساينس فوكس"، أن هذا المتحور قد تم تحديده باعتباره يسبب عدوى مجتمعية في عدد من البلدان مع زيادة نسبية في عدد الإصابات بمرور الوقت، إضافة إلى احتمالية أن تكون له آثار وبائية أخرى على الوضع الصحي العالمي.

وبسبب ظهور متحورات في نهاية 2020 شكلت خطراً متزايداً على الصحة العامة، عمدت منظمة الصحة العالمية إلى وضع قائمة بالمتحورات التي يجب مراقبتها وتلك المثيرة للقلق، من أجل إعطاء الأولوية لأنشطة المراقبة والبحث على المستوى العالمي.

وقررت منظمة الصحة العالمية أن تطلق على المتحورات التي يجب مراقبتها وتلك المثيرة للقلق أسماء أحرف الأبجدية اليونانية بدلاً من اسم البلد الذي رصدت فيه للمرة الأولى، وذلك منعاً لإلحاق أي وصمة بهذا البلد ولتسهيل نطق الأسماء على عامة الناس.

وفي الوقت الراهن توجد، وفقاً لمنظمة الصحة العالمية، 4 نسخ متحورة مثيرة للقلق، بينها المتحور "ألفا" الذي انتشر في 193 دولة، والمتحور "دلتا" الذي انتشر في 170 دولة، في حين هناك 5 متحورات أخرى يجب مراقبتها (بما في ذلك المتحورة "مو").