قال الأستاذ الدكتور احمد الخولي إن الدول العربية ليست من ضمن الدول ال25 الأكثر استعداداً للتحول للثورة الصناعية الرابعة. إلا أن دول الخليج حققت تقدماً هائلاً في التقنيات الرقمية والبنية التحتية ما يجعلها الدول الأكثر تأهيلاً لهذا التحول.
جاء ذلك لدى مشاركة الدكتور أحمد الخولي، وهو أستاذ التخطيط العمراني بجامعة الخليج العربي، في المؤتمر الحادي والثلاثين للجمعية الدولية لدراسة البيئات التقليدية، الذي نظمته جامعة نوتنغهام ترينت بالمملكة المتحدة في الفترة مؤخراً وتناول موضوع "التقاليد الافتراضية: تحول التقاليد في المناطق الجغرافية المتغيرة والمناظر الطبيعية العالمية".
خلال المؤتمر قدم الأستاذ الدكتور الخولي ورقة بعنوان "هل مدن المنطقة العربية جاهزة للثورة الصناعية الرابعة؟ التأثيرات على الصورة والهوية والتراث الثقافي". وقال: (نظراً لما توفره مدن دول مجلس التعاون الخليجي من خدمات اجتماعية وبنى تحتية وجودة موارد بشرية، فإنها تعد الأكثر استعداداً في المنطقة العربية للاستفادة من تقنيات الثورة الصناعية الرابعة مثل انترنت الأشياء والذكاء الاصطناعي والطباعة الثلاثية الأبعاد).
وأشار الأستاذ الدكتور أحمد الخولي إلى أن هناك عوامل تحد من استعداد الدول العربية من التحول إلى الثورة الصناعية الرابعة منها: البنى التحتية التكنولوجية، الابتكار والبحث والتطوير، استخدام التكنولوجيا الاستهلاكية أي التكنولوجيا المتداولة بين المواطنين مثل الهواتف الذكية والكمبيوترات المحمولة.
على جانب متصل، حذر الأستاذ الدكتور الخولي من التأثيرات السلبية للثورة الصناعية الرابعة على التراث حيث أن المدن العربية غنية بالآثار التي تشكل هوية المدينة وتجذب الزوار، ورأى أن بعض هذه الآثار عرضة للتدمير حيث توفر التقنيات الافتراضية وتقنيات الطباعة الثلاثية بديلاً مستنسخاً أو متخيلاً للمدن والمواقع الحقيقية، وهو ما قد يؤدي إلى انتفاء الاهتمام بالآثار الحقيقية، و انحسار السياحة الثقافية التي تعد مصدراً رئيسياً لاقتصاد العديد من الدول.
وأخيراً شدد الأستاذ الدكتور أحمد الخولي على أهمية استخدام الثورة الصناعية الرابعة في إجراء إصلاحات مؤسسية في قطاعات التعليم والبحث العلمي مع الحفاظ على قيمة التراث الثقافي. كما أوصت الورقة بإيلاء المزيد من الاهتمام بثقافة الابتكار والاستثمار والتوسع في تخصصات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات لتطوير حلول لمشاكل البيئة الحضرية، وتوطين التكنولوجيا.
وقد حظيت الورقة باهتمام من إدارة المؤتمر والمشاركين، واختيرت من ضمن أوراق العمل المزمع نشرها في مجلة ذات تصنيف Q1.
على جانب متصل، ترأس الأستاذ الدكتور أحمد الخولي خلال المؤتمر جلسة بعنوان المباني والمستوطنات التقليدية حيث أكدت أربعة أوراق بحثية أن البشر لا يتكيفون مع التغيرات في البيئة العمرانية فحسب، بل يشكلونها أيضا، وذلك بتناول منهج جديد لفهم التحولات الاجتماعية والثقافية ذات الصلة بالبعد المكاني والموارد الطبيعية. هذا وكان الدكتور أحمد الخولي ذلك مشاركاً في لجنة تحكيم أبحاث المؤتمر .