العربية
نشرت حديقة حيوان تارونغا في سيدني مقطع فيديو عبر منصة تويتر لطائر مثير للإعجاب، يصدر الطائر الذي وصفه موقع Live Science بـ"المحتال" صوت نحيب يشبه إلى حد كبير صوت صرخات طفل رضيع. لكن لا يزعج.
وذكرت تغريدة حديقة حيوان تارونغ أن طائرا بنيا طويل الذيل اسمه إيكو تعلم تقليد صراخ ونحيب الأطفال علاوة على تمتعه بقدرة مذهلة على تقليد مجموعة متنوعة من الأصوات الأخرى.
ذيل يشبه القيثارة
الطريف أن الطائر اسم شهرته هو "إيكو"، وتعني الصدى، لأنه من نوع القيثارة الذي تميزه القدرة الفائقة على تقليد الأصوات الطبيعية والصناعية في البيئة المحيطة به. أما إطلاق اسم القيثارة على النوع الذي ينتمي إلى فصيلتين هما Menura وnovaehollandiae، فيرجع، وفقًا لما ذكرته موسوعة بريتانيكا، إلى أن شكل ذيله يشبه آلة تُعرف باسم القيثارة - وهي آلة وترية على شكل حرف U كانت شائعة في اليونان القديمة.
وبحسب ما ذكره المتحف الأسترالي فإن قدرة طائر القيثارة لا تقتصر على تقليد أصوات الكائنات الأخرى مثل الأطفال ونباح الكلاب أو تغريد الطيور الأخرى، وإنما يمكنه أيضًا تقليد أصوات المناشير ومحركات السيارات.
أثناء الإغلاق بسبب كورونا
يبلغ الطائر إيكو من العمر سبع سنوات وبحسب ما صرحت به ليان غوليبيوفسكي، مشرف وحدة الطيور في حديقة حيوان تارونغا بسيدني، لصحيفة "ذا غارديان"، إنه يمكنه تقليد صوت إنذار حريق وإعلان "إخلاء الزوار" في حديقة الحيوانات.
قالت غوليبيوفسكي منذ حوالي عام، بدأ إيكو في ممارسة تقليد صوت بكاء الأطفال الرضع، ولكن من غير المعروف كيف أتقن تقليد هذه الأصوات، حيث إن حديقة الحيوانات مغلقة أمام الزوار بسبب جائحة كورونا.
التودد في موسم التكاثر
تستخدم ذكور طيور القيثارة مواهبها في التقليد أساسًا للتودد، وفقًا لما ذكرته جمعية أودوبون الوطنية، حيث يمكن خلال موسم التكاثر، في الفترة من يونيو إلى أغسطس، سماع ذكر الطيور القيثارية وهي تغني لمدة تصل إلى 4 ساعات في اليوم. تتكون أغانيهم من مجموعة من أصوات تغريد أنواع مختلفة من الطيور تعيش في البيئة المحيطة. لكن في بعض الأحيان، تتضمن أغاني التزاوج أصواتًا أخرى غير الطيور.
للدفاع وردع المعتدي
قدم عالم الطبيعة الشهير ديفيد أتينبورو، في سلسلته عام 1998 "حياة الطيور"، طائرًا قيثاريًا كان يقلد أصوات الكاميرا وجهاز إنذار السيارة وصوت استخدام عمال الغابات للمناشير أثناء تقطيع الأخشاب.
تمتلك أنثى طيور القيثارة أيضًا القدرة على تقليد الأصوات، لكن من المحتمل أنها تلجأ لتقليد الأصوات لأسباب أخرى، مثل الدفاع عن أو درء الخطر بتخويف الكائن المعتدي من خلال تقليد أصوات يمكن أن توفر لها الحماية.