تصدر ملفا النووي الإيران وتنامي الطرف المتمثل في داعش، نقاشات وزراء خارجية الدول الأعضاء في منظمة شنغهاي، تحضيراً للقمة المقرر عقدها في 9 و10 يونيو الجاري.فقد عقد وزراء "شنغهاي" اجتماعاً أعدوا فيه وثائق قمة المنظمة التي ستنعقد في مدينة أوفا يومي 9 و10 يونيو، الخاصة باستراتيجية تطوير المنظمة، وبرنامج التعاون بين الدول في مجال مكافحة الإرهاب والنزعات الانفصالية والتطرف، وآليات إطلاق عملية توسع المنظمة.كما أن الوزراء عقدوا أيضاً جلسة خاصة تحت عنوان "الأمن والاستقرار في منطقة دول شنغهاي"، لبحث سبل حماية أمن الدول الأعضاء في مواجهة مخاطر انتشار التطرف والإرهاب.من جهته، أعلن وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، في ختام الاجتماع أن المهمة الرئيسية المطروحة على المنظمة هي حماية أمن طاجكستان باعتبارها حزام أمن فعالاً في فضاء شنغهاي المشترك، وإحلال الأمن والاستقرار في أفغانستان ومواجهة تغلغل داعش في الأقاليم الأفغانية، الناجم عن توفر الظروف المساعدة لتنامي التطرف.ودعا لافروف إلى توسيع مشاركة الدول الأعضاء في المنظمة في الخطط التي تنفذها هيئة مكافحة الإرهاب التابعة لمنظمة شنغهاي، بما في ذلك الدول المراقبة وشركاء المنظمة في الحوار، مشيراً إلى أن من أهم جوانب التعاون هو تبادل المعلومات وتأهيل الكوادر وتطبيق برنامج التعاون في مكافحة الانفصالية والإرهاب والتطرف.بدوره، اعتبر وزير الخارجية الصيني وانغ يي أن منظمة شنغهاي قادرة على أن تلعب دوراً فعالاً في ضمان استقرار المنطقة.وأضاف أن تنامي خطر الإرهاب في أفغانستان بات يستوجب تحركاً جماعياً ملموساً لحماية أمن الدول الاعضاء في منظمة شنغهاي.وكانت أجهزة الأمن الروسية قد كشفت عن تقدم مجموعات مسلحين من الأراضي الأفغانية باتجاه الحدود الطاجيكية، تقدر أعدادهم بنحو 5 آلاف مقاتل، بين منطقتي بادهشان وقندوز الأفغانية شمالاً، إضافة إلى وجود عدد كبير من التشكيلات المسلحة غير الخاضعة للحكومة الأفغانية، وانضمام قائد القوات الخاصة في الشرطة الطاجيكية الكولونيل غول مراد حليموف (الذي تلقى تدريبه في الولايات المتحدة) لتنظيم "داعش".النووي الإيراني.. للبحث أيضاًوعلى هامش اجتماع "الأمن والاستقرار في منطقة دول شنغهاي"، عقد لقاء ثلاثي شارك فيها وزراء خارجية روسيا والصين وإيران، لبحث مسار مفاوضات طهران مع مجموعة (5+1)، وإمكانية التوصل لاتفاق نهائي لتسوية أزمة برنامج طهران النووي.وأعرب لافروف عن قناعته بأن الأيام القادمة يجب أن تشهد اتفاقاً واضح المعالم يراعي مصالح كافة الاطراف، معتبراً أن "دور إيران مهم بالنسبة لمنظمة شنغهاي".ويرى فريق من الخبراء الروس أن المفاوضات الجارية بين إيران والسداسية قد وصلت إلى مرحلة صعبة، ما أدى لتعثرها، حيث يصر الإيرانيون على رفع العقوبات فوراً خلافاً للتوجه الدولي بالرفع التدريجي.ويرى رجب صفاروف، رئيس المركز الروسي للشؤون الإيرانية، أن الشروط المطروحة من قبل طهران وواشنطن يصعب قبولها، ولأنها تعبر عملياً تنازلات في قضايا مبدئية وجوهرية، مستبعداً التوصل إلى اتفاق خلال الأسابيع القادمة.