يبدو المشهد في البداية مجرد مقابلة تلفزيونية في قناة ليبية تجمع الشتات المتبقي لإيجاد مخرج للأزمة في هذا البلد الذي أبت أن تخمد نيران الفتنة فيه، بعد مرحلة ما بعد القذافي الذي افتتحت صور قتله هذه التراجيديا.لم يكن الفتى وسام خالد، الناشط السياسي، يعلم أن كلمة قد تأخذه إلى القاع الذي يبوح بالحقيقة المحظورة، قالها للمذيع صراحة "يبغونها إمارة". وعلى مدار 33 دقيقة تدور أحداث هذه العمل السينمائي الذي عرض في مهرجان كان في دورته الأخيرة، دقائق لم تعرف فيها فرائس وسام خالد غير التعذيب والتنكيل بعد اختطافه من قبل المليشيات التي تحداها وسام في مقابلته التلفزيونية "هم يريدونها إمارة".خطف وتعذيبيقول مؤيد زابطية مخرج الفيلم القصير الذي يتنافس على جائزة مهرجان وهران للفيلم العربي في تصريح له إن الفيلم يتطرق إلى " مرحلة ما بعد الإطاحة بمعمر القذافي، الإمارة يفضح مئات القذافيين المتواجدين حاليا في ليبيا".تتقطع أوصال وسام من أثر التعذيب من قبل عنصرين في الميليشيا يقومان بمهمة تعذيب المعارضين لمنهجهم، لحية مطولة، عيون ثاقبة تنبعث منها الشرارة، عضلات مفتولة، ووسائل تعذيب لا ترحم، ولا تتوقف إلا حين ينقلنا المخرج إلى الاستوديو الذي بدأت فيه القصة الدامية، ثم يعود مرة أخرى، ليعذب وسام وأقرانه.نجاة أبطال الفيلم من قصف الميليشياتيتمكن وسام خالد من قتل محتجزيه، تتلقفه أشعة الشمس، التي ترمز إلى الحرية لكنه يعود الى الداخل المدلهم، ويقرر تحرير رهينة أخرى يكتشف أنها ناشط كان معه في المقابلة التلفزيونية بيد أن الناشط الذي تظاهر بالأسر ما هو في الحقيقة إلا زعيم من زعماء بالفتنة، يحاول وسام قتله بتفجير قنبلة يدوية "أخطأته" فتنتهي الكوابيس بالنسبة له قبل أن تتحرك باتجاهه قوافل من مركبات الجيش الشرطة للتدخل، أثناء ذلك خطاب مسؤول في الحكومة يعترف بالانتهاكات قبل أن يتراجع حين يفضح مخرج الفيلم الجميع، الشرطة والساسة والحكومة والجيش في تخريب ليبيا اليوم، حتى أن وسام خالد الناشط، الذي تم نقله في مركبة عسكرية ، وجد فيها زعماء الميليشيا ، ينتظرون ليقلونه إلى حتفه، لا فسحة أمل في "الإمارة " لأنها تعكس جزءا من حقيقية مرة.يقول مؤيد إنه نجا وفريق عمله من الموت المحقق حيت تعرض موقع التصوير في قناة العاصمة إلى تفجيرات من قبل الميليشيات، ويؤكد قائلا :" الكل مسؤول عن الخراب.. هناك التطرف القبلي والديني والتطرف في استعمال القوة".داعش.. فيلم جديد حول تجنيد الأوربيين.كشف مؤيد زبطية عن مشروعه السينمائي الجديد الذي تدور أحداثه عن تنظيم داعش ويتم تصويره في المغرب أو الجزائر ويتطرق إلى تجنيد الأوربيين للقتال في البلدان العربية، في عمل سينمائي مشترك بين ممثلين ليبيين وألمان.